أديان وفرق ومذاهبالمسيحيةشبهات حول القرآنشبهات وردود

هل شهد القرآن بصحة العقيدة المسيحيّة؟

هل شهد القرآن بصحة العقيدة المسيحيّة؟ رداً على القس إبراهيم لوقا 

قبل ان نبدأ في الرد على أي كلام للقمص في الباب الأول , سوف نقوم بعرض النقاط الأساسية في العقيدة المسيحية ونقوم بعرض موقف القرآن الكريم منها، حتى نرى بحق.

شهادة القرآن الكريم للعقيدة المسيحية:

1. المسيح هو الله:

{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعاً وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } المائدة17
التفسير الميسر : لقد كفر النصارى القائلون بأن الله هو المسيح ابن مريم, قل -أيها الرسول- لهؤلاء الجهلة من النصارى: لو كان المسيح إلهًا كما يدَّعون لقَدرَ أن يدفع قضاء الله إذا جاءه بإهلاكه وإهلاك أُمِّه ومَن في الأرض جميعًا, وقد ماتت أم عيسى فلم يدفع عنها الموت, كذلك لا يستطيع أن يدفع عن نفسه; لأنهما عبدان من عباد الله لا يقدران على دفع الهلاك عنهما, فهذا دليلٌ على أنه بشر كسائر بني آدم. وجميع الموجودات في السموات والأرض ملك لله, يخلق ما يشاء ويوجده, وهو على كل شيء قدير. فحقيقة التوحيد توجب تفرُّد الله تعالى بصفات الربوبية والألوهية, فلا يشاركه أحد من خلقه في ذلك, وكثيرًا ما يقع الناس في الشرك والضلال بغلوهم في الأنبياء والصالحين, كما غلا النصارى في المسيح, فالكون كله لله, والخلق بيده وحده, وما يظهر من خوارق وآيات مَرَدُّه إلى الله. يخلق سبحانه ما يشاء, ويفعل ما يريد.

{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } المائدة72

التفسير الميسر : يقسم الله تعالى بأن الذين قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم, قد كفروا بمقالتهم هذه, وأخبر تعالى أن المسيح قال لبني إسرائيل: اعبدوا الله وحده لا شريك له, فأنا وأنتم في العبودية سواء. إنه من يعبد مع الله غيره فقد حرَّم الله عليه الجنة, وجعل النار مُستَقَرَّه, وليس له ناصرٌ يُنقذُه منها.

2. المسيح هو ابن الله:

{ وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّهِ وَقَالَتْ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِؤُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } التوبة30

التفسير الميسر : لقد أشرك اليهود بالله عندما زعموا أن عزيرًا ابن الله. وأشرك النصارى بالله عندما ادَّعوا أن المسيح ابن الله. وهذا القول اختلقوه من عند أنفسهم, وهم بذلك لا يشابهون قول المشركين من قبلهم. قَاتَلَ الله المشركين جميعًا كيف يعدلون عن الحق إلى الباطل؟

أَلَا إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ {151} وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ {152} ] سورة الصافات

التفسير الميسر للآيات : وإنَّ مِن كذبهم قولهم: ولَد الله, وإنهم لكاذبون; لأنهم يقولون ما لا يعلمون.

3. الله هو ثالوث:

العهد الجديد يقول ان الإله هو الآب فقط . وليس هناك إله سواه , وأن الآب هو إله الإبن , والآب هو يهوه العهد القديم , وهو إله الارواح أيضاً . والأدلة على كلامي كالآتي :

Joh 17:3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.

من هو هذا الإله الحقيقي الوحيد ؟ فلنرى القصة من أولها

Joh 17:1 تَكَلَّمَ يَسُوعُ بِهَذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضاً
Joh 17:2 إِذْ أَعْطَيْتَهُ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ.
Joh 17:3 وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.

الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ = الآب

يقول بولس المدعو رسولاً :

1Co 8:6 لَكِنْ لَنَا إِلَهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ.

يقول بولس المدعو رسولاً ان الآب هو إله المسيح :

Eph 1:17 كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلَهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ،

يقول المسيح عليه السلام بنفسه ان الآب هو إلهه :

Joh 20:17 قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».

Rev 3:12 مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُوداً فِي هَيْكَلِ إِلَهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلَهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلَهِي أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلَهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ.

الآب هو يهوه العهد القديم :

Joh 8:54 أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ

الآب هو إله الارواح أيضاً :

Num 16:22 فَخَرَّا عَلى وَجْهَيْهِمَا وَقَالا: «اللهُمَّ إِلهَ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ هَل يُخْطِئُ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَسْخَطَ عَلى كُلِّ الجَمَاعَةِ؟»

Num 27:16 «لِيُوَكِّلِ الرَّبُّ إِلهُ أَرْوَاحِ جَمِيعِ البَشَرِ رَجُلاً عَلى الجَمَاعَةِ

من الطبيعي , حيث ان الآب هو الإله الحقيقي الوحيد فهو خالق الكل وضابط الكل وخالق السماء , ولكن للأسف يؤمن المسيحي بالتالي :

  1. هذا الإيمان الجامع هو أن تعبد إلهاً واحداً في ثالوث ,وثالوثاً في توحيد.
  2. لا نمزج الأقانيم ولا نفصل الجوهر.
  3. إن للآب أقنوماً ,وللابن أقنوماً ,وللروح القدس أقنوماً.
  4. ولكن الآب والابن والروح القدس لاهوت واحد ومجد متساوٍ ,وجلال أبدي معاً.
  5. كما هو الآب ,كذلك الابن ,كذلك الروح القدس.
  6. الآب غير مخلوق ,والابن غير مخلوق ,والروح القدس غير مخلوق.
  7. الآب غير محدود ,والابن غير محدود ,والروح القدس غير محدود.
  8. الآب سرمد ,والابن سرمد ,والروح القدس سرمد.
  9. ولكن ليسوا ثلاثة سرمديين ,بل سرمد واحد.
  10. وكذلك ليس ثلاثة غير مخلوقين ,ولا ثلاثة غير محدودين ,بل واحد غير مخلوق وواحد غير محدود.
  11. وكذلك الآب ضابط الكل ,والابن ضابط الكل ,والروح ضابط الكل.
  12. ولكن ليسوا ثلاثة ضابطي الكل ,بل واحد ضابط الكل.
  13. وهكذا الآب إله ,والابن إله ,والروح القدس إله.
  14. ولكن ليسوا ثلاثة آلهة ,بل إله واحد.
  15. وهكذا الآب رب ,والابن رب ,والروح القدس رب.
  16. ولكن ليسوا ثلاثة أرباب ,بل رب واحد.
  17. وكما أن الحق المسيحي يكلّفنا أن نعترف بأن كلاً من هذه الأقانيم بذاته إله ورب.
  18. كذلك الدين الجامع ,ينهانا عن أن نقول بوجود ثلاثة آلهة وثلاثة أرباب.
  19. فالآب غير مصنوع من أحد ,ولا مخلوق ,ولا مولود.
  20. والابن من الآب وحده ,غير مصنوع ,ولا مخلوق ,بل مولود.
  21. والروح القدس من الآب والابن ,ليس مخلوق ولا مولود بل منبثق.
  22. فإذاً آب واحد لا ثلاثة آباء ,وابن واحد لا ثلاثة أبناء ,وروح قدس واحد لا ثلاثة أرواح قدس.
  23. ليس في هذا الثالوث من هو قبل غيره أو بعده ولا من هو أكبر ولا أصغر منه.
  24. ولكن جميع الأقانيم سرمديون معاً ومتساوون.
  25. ولذلك في جميع ما ذُكر ,يجب أن نعبد الوحدانية في ثالوث ,والثالوث في وحدانية.
  26. إذاً من شاء أن يَخْلُص عليه أن يتأكد هكذا في الثالوث.

وحيث ان الإله الوحيد الحقيقي هو الآب ( الله ) لذلك أنزل الله عز وجل في القرآن الكريم الآيه التالية :

{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } المائدة73
التفسير الميسر : لقد كفر من النصارى من قال: إنَّ الله مجموع ثلاثة أشياء: هي الأب, والابن, وروح القدس. أما عَلِمَ هؤلاء النصارى أنه ليس للناس سوى معبود واحد, لم يلد ولم يولد, وإن لم ينته أصحاب هذه المقالة عن افترائهم وكذبهم ليُصِيبَنَّهم عذاب مؤلم موجع بسبب كفرهم بالله.

أى ان المفروض على المسيحي ان يؤمن بأن الآب هو الإله الحقيقي الوحيد كما قال السيد المسيح ولكنه يقوم بإضافة الإبن والروح القدس للإله الحقيقي الوحيد فيكون قد جعل الإله الحقيقي الوحيد ثالث ثلاثة .

طبعاً هناك عقائد أخرى كثيره لدى النصارى كفرية شركية ولكن هذه أساسيات العقيدة المسيحية

خلاصة شهادة القرآن للعقيدة المسيحية : كُفّار , مشركين , كذابين , مفترين على الله

يا لها من شهادة عظيمة جدا بصحة العقيدة المسيحية و سلامة إيمانهم !


نرجع لتفنيد كلام القمص حول زعمه بأن القرآن الكريم يشهد بصحة العقيدة المسيحية:

أولاً: شهد القرآن للنصارى بالتوحيد والإيمان الحق. ففي المائدة 5: 69إِنَّ الّذينَ آمَنُوا وَالّذينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ .ويقول البيضاوي: من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً من كان منهم في دينه قبل أن ينسخ (سنتكلم عن النسخ في الباب الثاني) مصدقاً بقلبه بالمبدأ والمعاد عاملاً بمقتضى شرعه .

تفسير البيضاوي : { مَنْ ءامَنَ بالله واليوم الآخر وَعَمِلَ صالحا } من كان منهم في دينه قبل أن ينسخ مصدقاً بقلبه بالمبدأ والمعاد ، عاملاً بمقتضى شرعه . وقيل من آمن من هؤلاء الكفرة إيماناً خالصاً ، ودخل في الإسلام دخولاً صادقاً.

طبعاً كالعادة، هناك تدليس من القمص، واستقطاع من كلام البيضاوي، وقطع ما لا يريد وأظهر من التفسير ما يريد، مع ملاحظة جهله الشديد في موضوع النسخ ولكن هذه عادة المسيحيين ولن نلوم عليه في شئ، قد قمنا بتوضيح هذه الآية من قبل ولكننا سوف نقوم بتوضيحها من جديد ان شاء الله رب العالمين، طبعاً البيضاوي وضح تفسيرين للآية، سعادة القمص الأمين نقل التفسير الذي وافق هواه، ولكن حتى في هذا التفسير الذي نقله، جهل ما وضحهه الإمام البيضاوي من ناحية ( قبل أن ينسخ ) أي قبل أن يأتي محمد صلى الله عليه وسلم ، بين الفترة الزمنية التي جاء فيها المسيح عليه السلام إلى أن جاء محمد صلى الله عليه وسلم , لأنه عندما أتى محمد صلى الله عليه وسلم أصبح الإسلام هو الدين الوحيد المقبول حيث يقول الله عز وجل: { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } آل عمران85
التفسير الميسر : ومن يطلب دينًا غير دين الإسلام الذي هو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة, والعبودية, ولرسوله النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم بالإيمان به وبمتابعته ومحبته ظاهرًا وباطنًا, فلن يُقبل منه ذلك, وهو في الآخرة من الخاسرين الذين بخسوا أنفسهم حظوظها.

طبعاً الجزء الذي حذفه سيادة القمص الأمين من تفسير البيضاوي ( وقيل من آمن من هؤلاء الكفرة إيماناً خالصاً ، ودخل في الإسلام دخولاً صادقاً ) يعبر عن صدق نوايا القمص في تبيان الحق، ويقصد الإمام البيضاوي بهاذا الجزء من التفسير، النصارى الذين تزامنوا مع محمد صلى الله عليه وسلم ودخلوا الإسلام دخولاً صادقاً .

ثم انظر إلى تعليق القمص على الآيات :

وبحكم هذه الآية وتفسيرها يكون المسيحيون – في نظر الإسلام – موحّدين غير مشركين، محقين في إيمانهم غير ضالين، مؤمنين غير كافرين، لأنّ لهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. إنّ الآية بخروجها من التخصيص: الذين آمنوا والذين هادوا…الخ إلى التعميم: من آمن بالله واليوم الآخر قد شملت بالأجر والثواب كل من عمل صالحاً من الذين آمنوا بالله واليوم الآخر دون شرط الإيمان بالإسلام ورسالته.

وحسبنا الله ونعم الوكيل في كل من يكذب على الإسلام العظيم. طبعاً يقول في النهاية دون شرط الإيمان بالإسلام ورسالته وقد وضحنا هذا الموضوع بالنسبة لمن لم يعاصروا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومن جاء قبله , فـ الذين جاؤوا قبل محمد صلى الله عليه وسلم، لابد أن يكونوا على إيمان أنبيائهم ورسلهم إيماناً خالصاً صادقاً على نفس عقيدة المسلمين، موحدين غير مشركين، إذ أن الله عز وجل يقول: { لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } المائدة72
التفسير الميسر : يقسم الله تعالى بأن الذين قالوا: إن الله هو المسيح ابن مريم, قد كفروا بمقالتهم هذه, وأخبر تعالى أن المسيح قال لبني إسرائيل: اعبدوا الله وحده لا شريك له, فأنا وأنتم في العبودية سواء. إنه من يعبد مع الله غيره فقد حرَّم الله عليه الجنة, وجعل النار مُستَقَرَّه, وليس له ناصرٌ يُنقذُه منها.

فـ في أي حال من الأحوال قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أو بعده، فـ المسيحي الذي يؤمن بأن المسيح هو الله، فهو كافر ولن يدخل الجنة في أي حال من الأحوال وأي زمان من الأزمنة، والآية الأولى التي علق عليها القمص الأمين، تقصد النصارى الذين اتبعوا المسيح عليه السلام حق اتباع، وعبدوا الله عز وجل وحده لا شريك ولم ينسبوا له الولد ولا الند ( وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ) ومثال هؤلاء هم الحواريون كما يقول القرآن الكريم عليهم , أنهم مسلمون في عقيدتهم لا يشركوا بالله شيئاً :{ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } آل عمران52
التفسير الميسر : فلما استشعر عيسى منهم التصميم على الكفر نادى في أصحابه الخُلَّص: مَن يكون معي في نصرة دين الله؟ قال أصفياء عيسى: نحن أنصار دين الله والداعون إليه, صدَّقنا بالله واتبعناك, واشهد أنت يا عيسى بأنا مستسلمون لله بالتوحيد والطاعة.

فبالتأكيد مسيحي اليوم بعقيدته الحالية من تأليه للإنسان وعقيدة فداء وصلب وثالوث قدوس  فهو كافر بكل المقاييس، سواء أكان قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم أو بعده، وقلنا من قبل أن القرآن الكريم لا يعرف شيئاً اسمه المسيحية، لكن هناك نصراني، وبالمناسبة مسيحي اليوم لا يقبل تسميته بالنصراني بأي حال من الأحوال، لا لشئ إلا لأن القرآن الكريم أو الإسلام هو من سماه بهذا الاسم، ولكن القمص الأمين مثله مثل أي كافر أصيل يتبع هواه، قد ظن عند قبوله تسمية نصراني من القرآن الكريم يجعله مؤمن موحد، وأحب أن أبشره آسفاً أن ما تحاول إثباته هو موجود فقط في عقلك أنت وغير وارد على أرض الواقع، فحاول أولاً أن تثبت صحة عقيدتك من كتابك، قبل أن تفتش في كتب غيرك محاولاً اثبات صحة عقيدتك عندهم .

يقول القمص:

وفي القرآن آيات عديدة تحمل تصريحاً قاطعاً بالتفريق بين المسيحية والوثنية

والله انا لا أملك إلا أن أقول ” إلا على راسه بطحه بيحسس عليها ” إذ ان القمص يعلم تمام العلم ان العقيدة المسيحية عقيدة وثنية نقية مائة بالمائة , فالعقيدة المسيحية من أعرق العقائد الوثنية الموجودة على ظهر الكوكب إلى يومنا الحالي. وتوضيحاً منا لما يقوله القمص الأمين، أن القرآن الكريم قد صنف الناس إلى خمسة تصنيفات رئيسية وهم: ( اليهود, النصارى, الصابئين, المجوس, باقي المشركين ) في الآية التالية: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } الحج17
التفسير الميسر : إن الذين آمنوا بالله ورسوله محمدٍ صلى الله عليه وسلم واليهود والصابئين وهم: (قوم باقون على فطرتهم ولا دين مقرر لهم يتبعونه) والنصارى والمجوس (وهم عبدة النار) والذين أشركوا وهم: عبدة الأوثان، إنَّ الله يفصل بينهم جميعًا يوم القيامة فيدخل المؤمنين الجنة، ويدخل الكافرين النار، إن الله على كل شيء شهيد، شهد أعمال العباد كلَّها، وأحصاها وحفظها، وسيجازي كلا بما يستحق جزاء وفاقًا للأعمال التي عملوها.

فرق الله عز وجل في الآية بين المؤمنين أي الذين آمنوا بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، واليهود أتباع موسى عليه السلام، والنصارى أتباع المسيح عليه السلام، والمجوس الذين عبدوا النار، وباقي المشركين من عبدة الأوثان وغيرهم.

طبعاً قلنا أن الإسلام لا يعترف بشئ اسمه المسيحية، ولكن الله عز وجل فرق بين المشركين وعباد الأوثان وغيرهم من ضالين، والنصارى، هذا لأن هناك من النصارى موحدين مؤمنين مسلمين لله عز وجل، وهذا هو سبب التفرقة لا أكثر، ولا شك أن هناك نصارى ضالين قال عنهم القرآن، كما بينا في التمهيد أن النصارى في القرآن نوعين، والسبب الأكبر في الموضوع هو أن أتباع المسيح عليه السلام من المفترض أن لا يكونوا وثنيين إذ أنهم يتبعون نبي من الله عز وجل، ولكن للأسف ضلوا ضلالاً بعيداً وانحرفوا عن طريق الإيمان المستقيم، وأصبح عندهم عقائد وثنية أصيلة، مثل عقيدة الفداء والصلب وعقيدة الثالوث القدوس وعقيدة البنوة لله وعقيدة التناول والأفخرستيا وغيرها من العقائد، لذلك فـ من الغير معقول أن نعتبر مسيحي اليوم بعقائده هذه من النصارى أتباع عيسى عليه السلام .

يستكمل القمص:

وفيها يفصل الإسلام بين المسيحيين والمشركين. وسيأتي ذكر هذه الآيات تفصيلاً مع ما يتبعها من شرح وتعليق في الكلام عن التثليث.

طبعاً الإسلام لم يفصل بين المسيحيين والمشركين إذ أن المسيحيين مشركين كما أثبتنا من قبل في أول الصفحة ولكن الله عز وجل فصل بين النصارى والمشركين لأن منهم موحدين كنا بيننا في أول الأمر، طبعاً إشارته إلى التثليث يوضح علمه بأن التثليث يعتبر شرك مبين في العقيدة الإسلامية، وأن النصراني الحقيقي التابع لتعاليم الميسح عليه السلام لابد أن يكون موحد وغير مؤمن بالثالوث القدوس لذلك فصل الله بين المشرك والنصراني الحق.

 ولكن نأتي هنا – على سبيل المثال – بواحدة منها وهي التوبة 9: 5فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلّمرْصَدٍ فإذا تأملنا هذه الآية تأكد لدينا – ولدى كل مفكر – أنّ النصارى هم غير المشركين الذين أمر الإسلام بقتلهم

طبعاً القمص كـ العادة قطع جزء مهم من الآية التي توضح أن هذه الآيه كانت خاصة بمشركي العرب الذين كان بينهم وبين محمد صلى الله عليه وسلم معاهدة ولم تكن أمر عام بقتل جميع المشركين، إذ أننا قد اثبتنا من قبل أن المسيحي مشرك بطبيعة الحال وأن جُل الناس على الأرض مشركين فلو كانت الآية تأمر بقتل كل مشرك لما وجد غير المسلمين على الكرة الأرضية! شكر خاص على أمانة القمص في نقل الآيات كاملة دون بتر.

{ فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } التوبة5
التفسير الميسر : فإذا انقضت الأشهر الأربعة التي أمَّنتم فيها المشركين, فأعلنوا الحرب على أعداء الله حيث كانوا, واقصدوهم بالحصار في معاقلهم, وترصدوا لهم في طرقهم, فإن رجعوا عن كفرهم ودخلوا الإسلام والتزموا شرائعه من إقام الصلاة وإخراج الزكاة, فاتركوهم, فقد أصبحوا إخوانكم في الإسلام, إن الله غفور لمن تاب وأناب, رحيم بهم.

لأنّ الإسلام حقن دماء أهل الكتاب، ومنهم النصارى، إذا هم دفعوا الجزية (سورة التوبة 9: 29).

طبعاً القمص الأمين جدا في النقل لم يأتي بنص آية سورة التوبة لأنها ليست في صالح ما يدعوا إليه بـ شهادة القرآن الكريم على صحة العقيدة المسيحية، إذ أن هذه الآية توضح توضيحاً جلياً أن هؤلاء النصارى لا يدينون بدين الحق: { قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ } التوبة29
التفسير الميسر : أيها المسلمون قاتلوا الكفار الذين لا يؤمنون بالله, ولا يؤمنون بالبعث والجزاء, ولا يجتنبون ما نهى الله عنه ورسوله, ولا يلتزمون أحكام شريعة الإسلام من اليهود والنصارى, حتى يدفعوا الجزية التي تفرضونها عليهم بأيديهم خاضعين أذلاء.

وكون أننا نقاتل النصارى، فهذا دليل على إنهم كفار مشركين ولا يدينون دين الحق، وإلا لو كانت عقيدتهم سليمة لما قاتلناهم!

 ومن غير المعقول أنّ هذه الجزية تؤخذ عوض البقاء على الكفر، وبدل الإستمرار على الشرك، وإلا أضحى آخذوها – وهم المسلمون – شركاء في هذا الكفر والإشراك بالله، لما يكون في عملهم هذا من التجاوز عما لا يجوز فيه من حرام ومحظور. والكفر لا يُشرى والإيمان لا يُباع.

سبحان الله العظيم، لا أعلم كيف يفكر هذا القمص المسكين، إذ أن مفهوم الجزية ليس كما يظنها القمص الأمين، فقد ارتفع الإسلام بالجزية ليجعلها، لا إتاوة يدفعها المغلوبون لغالبهم، بل لتكون عقداً مبرماً بين الأمة المسلمة والشعوب التي دخلت في رعويتها. عقد بين طرفين، ترعاه أوامر الله بالوفاء بالعهود واحترام العقود، ويوثقه وعيد النبي صلى الله عليه وسلم لمن أخل به، وتجلى ذلك بظهور مصطلح أهل الذمة، الذمة التي يحرم نقضها ويجب الوفاء بها ورعايتها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد أمر الله بأخذ الجزية من المقاتلين دون غيرهم، فهل كان يريد القمص ان نقتلهم ونريح أنفسنا؟ أم أنه يضع الذنب علينا إذ أننا أعطيناهم حرية ممارسة طقوس عقائدهم مع العلم أنهم كفار ومشركين، فكون إنهم تحت حكم الدولة الإسلامية، ومادمنا أننا قد بشرناهم ودعوناهم إلى الإسلام وهم رفضوا قبول دعوتنا والدخول في ديننا, فهم لهم حرية الاختيار والبقاء على كفرهم ودفع الجزية علامة منهم على انصياعهم للحكم الإسلامي وليس كما يقول القمص بأننا مشتركين في كفرهم وإشراكهم بالله .

ومن يريد ان يتعلم أكثر عن الجزية في الإسلام فليدخل على هذا الرابط .

ثانياً: شهد القرآن للنصارى بحسن الأخلاق، مما يدل على تأثير المسيحية في أخلاق تابعيها. فقد جاء في المائدة 5: 82: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً للّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالّذينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً للّذِينَ آمَنُوا الّذينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ

تدليس جديد من القمص الأمين، وقد تم توضيحها في التمهيد من قبل: هذه الطائفة التي ذكرها القرآن الكريم عن النصارى الذين عاصروا محمد صلى الله عليه وسلم وصدقوا برسالته:[ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ {82} وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ{83} وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ {84} فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ {85} ] سورة المائدة

التفسير الميسر : لتجدنَّ -أيها الرسول- أشدَّ الناس عداوة للذين صدَّقوك وآمنوا بك واتبعوك, اليهودَ; لعنادهم, وجحودهم, وغمطهم الحق, والذين أشركوا مع الله غيره, كعبدة الأوثان وغيرهم, ولتجدنَّ أقربهم مودة للمسلمين الذين قالوا: إنا نصارى, ذلك بأن منهم علماء بدينهم متزهدين وعبَّادًا في الصوامع متنسكين, وأنهم متواضعون لا يستكبرون عن قَبول الحق, وهؤلاء هم الذين قبلوا رسالة محمد صلى الله عليه وسلم, وآمنوا بها.ومما يدل على قرب مودتهم للمسلمين أن فريقًا منهم (وهم وفد الحبشة لما سمعوا القرآن) فاضت أعينهم من الدمع فأيقنوا أنه حقٌّ منزل من عند الله تعالى, وصدَّقوا بالله واتبعوا رسوله, وتضرعوا إلى الله أن يكرمهم بشرف الشهادة مع أمَّة محمد عليه السلام على الأمم يوم القيامة.وقالوا: وأيُّ لوم علينا في إيماننا بالله, وتصديقنا بالحق الذي جاءنا به محمد صلى الله عليه وسلم من عند الله, واتباعنا له, ونرجو أن يدخلنا ربنا مع أهل طاعته في جنته يوم القيامة, فجزاهم الله بما قالوا من الاعتزاز بإيمانهم بالإسلام, وطلبهم أن يكونوا مع القوم الصالحين, جنات تجري من تحت أشجارها الأنهار, ماكثين فيها لا يخرجون منها, ولا يُحوَّلون عنها, وذلك جزاء إحسانهم في القول والعمل.

كما جاء في الحديد 57: 27ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الّذينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً.

تدليس آخر من القمص في عدم إكمال الآية لأن الآية تفضح انحرافهم عن الطريق الصحيح:

{ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ } الحديد27
التفسير الميسر : ثم أتبعنا على آثار نوح وإبراهيم برسلنا الذين أرسلناهم بالبينات, وقفَّينا بعيسى بن مريم, وآتيناه الإنجيل, وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه على دينه لينًا وشفقة, فكانوا متوادِّين فيما بينهم, وابتدعوا رهبانية بالغلوِّ في العبادة ما فرضناها عليهم, بل هم الذين التزموا بها من تلقاء أنفسهم, قَصْدُهم بذلك رضا الله, فما قاموا بها حق القيام، فآتينا الذين آمنوا منهم بالله ورسله أجرهم حسب إيمانهم, وكثير منهم خارجون عن طاعة الله مكذبون بنيه محمد صلى الله عليه وسلم.

وأتباع المسيح عليه السلام هم مسلمين كـ الحواريين:{ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } آل عمران52
التفسير الميسر : فلما استشعر عيسى منهم التصميم على الكفر نادى في أصحابه الخُلَّص: مَن يكون معي في نصرة دين الله؟ قال أصفياء عيسى: نحن أنصار دين الله والداعون إليه, صدَّقنا بالله واتبعناك, واشهد أنت يا عيسى بأنا مستسلمون لله بالتوحيد والطاعة.

طبعاً الكلام مكرر , ولن أفصل فيها كثيراً إذ أننا فصلنا هذه الأمور من قبل .

 كما جاء في آل عمران 3: 113 ، 114لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاءَ اللّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ .

أنا بصراحة زهقت من كثرة تدليس هذا القمص, أكبر دليل على تدليسه, أنه لا يأتي بأي مفسر من مفسرين القرآن الكريم , على العموم مش مهم :[ لَيْسُواْ سَوَاء مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ {113} يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَـئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ {114} ] سورة آل عمران

التفسير الميسر للآيات : ليس أهل الكتاب متساوين: فمنهم جماعة مستقيمة على أمر الله مؤمنة برسوله محمد صلى الله عليه وسلم, يقومون الليل مرتلين آيات القرآن الكريم, مقبلين على مناجاة الله في صلواتهم.يؤمنون بالله واليوم الآخر, ويأمرون بالخير كله, وينهون عن الشر كلِّه, ويبادرون إلى فعل الخيرات, وأولئك مِن عباد الله الصالحين.

ونطرح عليكم تفسير الإمام البيضاوي عشان خاطر نحرق دم القمص الأمين :

تفسير البيضاوي للآيات : { لَيْسُواْ سَوَاء } في المساوي والضمير لأهل الكتاب . { مّنْ أَهْلِ الكتاب أُمَّةٌ قَائِمَةٌ } استئناف لبيان نفي الاستواء ، والقائمة المستقيمة العادلة من أقمت العود فقام وهم الذين أسلموا منهم . { يَتْلُونَ ءايات الله ءَانَاء اليل وَهُمْ يَسْجُدُونَ } يتلون القرآن في تهجدهم . عَبَّر عنه بالتلاوة في ساعات الليل مع السجود ليكون أبين وأبلغ في المدح . وقيل المراد صلاة العشاء لأن أهل الكتاب لا يصلونها لما روي ( أنه عليه الصلاة والسلام أخرها ثم خرج فإذا الناس ينتظرون الصلاة فقال : ” أما أنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله هذه الساعة غيركم ” . { يُؤْمِنُونَ بالله واليوم الأخر وَيَأْمُرُونَ بالمعروف وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنكر ويسارعون فِي الخيرات } صفات أخر لأمة وصفهم بخصائص ما كانت في اليهود ، فإنهم منحرفون عن الحق غير متعبدين في الليل مشركون بالله ملحدون في صفاته ، واصفون اليوم الآخر بخلاف صفته ، مداهنون في الاحتساب متباطئون عن الخيرات . { وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصالحين } أي الموصوفون بتلك الصفات ممن صلحت أحوالهم عند الله واستحقوا رضاه وثناءه .

فهذه الآيات – وغيرها كثير يشبهها – شهدت للمسيحيين بالمودة والوداعة والرأفة والرحمة والحياة التقية الصالحة والعبادة وخشية الله، ووصفتهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمسارعة في عمل الخير، وآثرتهم على غيرهم من أهل الكتاب وفضّلتهم على سواهم من أصحاب الشرائع والمِلل الأخرى وحضّت على الركون إلى محبتهم، بما يجلي الريب عن عقيدتهم، فقد صرحت بأنهم غير المشركين، وأنهم أقرب الناس مودة نحو المسلمين، عكس الكافر والمشرك فانهما عدوّان لدودان للمؤمن دائماً أبداً.

طبعاً القمص أصبح مفسر للقرآن الكريم الآن، وأمانة منه انه لم يأتي بأي تفسير لكي يدعم به كلامه، وباختصار الآيات تتكلم عن أهل الكتاب الذين أصبحوا مسلمين.

ثالثاً: شهد القرآن برفعة المسيحيين على الكافرين بالمسيحية، فقد جاء في آل عمران 3: 55: إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الّذينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الّذينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الّذينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ .

كالعادة يقطع القص الأمين ما يريده ويترك ما لا يريده:{ إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } آل عمران55
التفسير الميسر : ومكر الله بهم حين قال الله لعيسى: إني قابضك من الأرض من غير أن ينالك سوء, ورافعك إليَّ ببدنك وروحك, ومخلصك من الذين كفروا بك, وجاعل الذين اتبعوك أي على دينك وما جئت به عن الله من الدين والبشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم وآمَنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم, بعد بعثنه, والتزموا شريعته ظاهرين على الذين جحدوا نبوتك إلى يوم القيامة, ثم إليّ مصيركم جميعًا يوم الحساب, فأفصِل بينكم فيما كنتم فيه تختلفون من أمر عيسى عليه السلام.

وأتباع المسيح عليه السلام هم مسلمون:{ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ } آل عمران52
التفسير الميسر : فلما استشعر عيسى منهم التصميم على الكفر نادى في أصحابه الخُلَّص: مَن يكون معي في نصرة دين الله؟ قال أصفياء عيسى: نحن أنصار دين الله والداعون إليه, صدَّقنا بالله واتبعناك, واشهد أنت يا عيسى بأنا مستسلمون لله بالتوحيد والطاعة.

رابعاً: حكم الإسلام بالفسق على من لم يُقِم أحكام الإنجيل. فقد جاء في المائدة 5: 47وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ. وقد ذكر البيضاوي في تفسيره: فأولئك هم الفاسقون عن حكمه أو عن الإيمان إن كان مستهيناً به … والآية تدل على أنّ الإنجيل مشتمل على الأحكام وأنّ اليهودية منسوخة ببعثة عيسى.

قمنا بتوضيح هذا الأمر في المهيد وسوف أعيد طرحه هنا نقلاً دون أي زيادة:{ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ ( 46 ) وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( 47 ) وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } سورة المائدة
التفسير الميسر : وأتبعنا أنبياء بني إسرائيل عيسى ابن مريم مؤمنًا بما في التوراة, عاملا بما فيها مما لم ينسخه كتابه, وأنزلنا إليه الإنجيل هاديا إلى الحق, ومبيِّنًا لما جهله الناس مِن حكم الله, وشاهدًا على صدق التوراة بما اشتمل عليه من أحكامها, وقد جعلناه بيانًا للذين يخافون الله وزاجرًا لهم عن ارتكاب المحرَّمات. وليحكم أهل الإنجيل الذين أُرسِل إليهم عيسى بما أنزل الله فيه. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الخارجون عن أمره, العاصون له. وأنزلنا إليك -أيها الرسول- القرآن, وكل ما فيه حقّ يشهد على صدق الكتب قبله, وأنها من عند الله, مصدقًا لما فيها من صحة، ومبيِّنًا لما فيها من تحريف، ناسخًا لبعض شرائعها, فاحكم بين المحتكمين إليك من اليهود بما أنزل الله إليك في هذا القرآن, ولا تنصرف عن الحق الذي أمرك الله به إلى أهوائهم وما اعتادوه, فقد جعلنا لكل أمة شريعة, وطريقة واضحة يعملون بها. ولو شاء الله لجعل شرائعكم واحدة, ولكنه تعالى خالف بينها ليختبركم, فيظهر المطيع من العاصي, فسارعوا إلى ما هو خير لكم في الدارين بالعمل بما في القرآن, فإن مصيركم إلى الله, فيخبركم بما كنتم فيه تختلفون, ويجزي كلا بعمله.

نريد توضيح بعض الأمور لأن هذا يعتبر تدليساً من قبل القمص , إذ أن القمص يعلم جيداً الفارق الكبير بين الإنجيل في العقيدة الإسلامية والإنجيل أو الأناجيل أو البشارات أو العهد الجديد في العقيدة المسيحية, ولابد أخي المسلم وصديقي المسيحي أن تعرف هذا الفارق جيداً وتتفضل مشكوراً بزيارة هذا الرابط لتعلم الفارق ولا تقع في تضليل القمص, ثانيا لابد أن تعلم الفارق بين الوحي الإلهي في العقيدة الإسلامية والعقيدة المسيحية, إذ أن هناك فارق شاسع بين المعنيين في الديانتين، فإن القمص المحترم لا يؤمن بكتب منزلة من السماء كما نؤمن نحن , ولا يؤمن بشئ إسمه كلمة الله سوى لوحي الحجارة التي أنزلها الله على موسى عليه السلام , أي شئ سوى ذلك هو كلام مكتوب بأسلوب بشري عادي ولكن بمساعدة الروح القدس, ونرجوا من كل قارئ لهذا الموضوع أن يذهب لـ هذا الرابط لمعرفة الفارق بين الوحي في الإسلام والمسيحية . إذن فالتوراة والإنجيل الذان يتكلم عليها القرآن الكريم شئ مغاير تماما لما هو معروف في المفهوم المسيحي , لا داعي أن يخدع نفسه ويخدع أتباعه أكثر من هذا ويوهمهم أن القرآن الكريم يتحدث عن التوراة والإنجيل التي بين يدي المسيحي الآن.

تفسير البيضاوي للآيات : { وَقَفَّيْنَا على ءاثارهم } أي وأتبعناهم على آثارهم ، فحذف المفعول لدلالة الجار والمجرور عليه ، والضمير للنبيون . { بِعَيسَى ابن مَرْيَمَ } مفعول ثان عدي إليه الفعل بالباء . { مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التوراة وءاتيناه الإنجيل } وقرىء بفتح الهمزة . { فِيهِ هُدًى وَنُورٌ } في موضع النصب بالحال . { وَمُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التوراة } عطف عليه وكذا قوله : { وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لّلْمُتَّقِينَ } ويجوز نصبهما على المفعول له عطفاً على محذوف أو تعلقاً به وعطف .
{ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإنجيل بِمَا أَنزَلَ الله فِيهِ } «عليه» في قراءة حمزة ، وعلى الأول اللام متعلقة بمحذوف أي وآتيناه ليحكم ، وقرىء : «وأن ليحكم» على أَنَّ أَنْ موصولة بالأمر كقولك : أمرتك بأن قم أي وأمرنا بأن ليحكم . { وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ الله فأولئك هُمُ الفاسقون } عن حكمه ، أو عن الإِيمان إن كان مستهيناً به ،  والآية تدل على أن الإِنجيل مشتمل على الأحكام  وأن اليهودية منسوخة ببعثة عيسى عليه الصلاة والسلام ، وأنه كان مستقلاً بالشرع وحملها على وليحكموا بما أنزل الله فيه من إيجاب العمل بأحكام التوراة خلاف الظاهر .
{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكتاب بالحق } أي القرآن . { مُصَدِّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الكتاب } من جنس الكتب المنزلة ، فاللام الأولى للعهد والثانية للجنس . { وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ }  ورقيباً على سائر الكتب يحفظه عن التغيير ويشهد له بالصحة والثبات  ، وقرىء على بنية المفعول أي هومن عليه وحوفظ من التحريف والحافظ له هو الله سبحانه وتعالى ، أو الحفاظ في كل عصر . { فاحكم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ الله } أي بما أنزل الله إليك . { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الحق } بالانحراف عنه إلى ما يشتهونه فعن صلة للاتتبع لتضمنه معنى لا تنحرف ، أو حال من فاعله أي لا تتبع أهواءهم مائلاً عما جاءك . { لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ } أيها الناس . { شِرْعَةً } شريعة وهي الطريق إلى الماء شبه بها الدين لأنه طريق إلى ما هو سبب الحياة الأبدية .

يحاول القمص المسكين ان يثبت ان الإنجيل محفوظ من التحريف, ولكن هيهات هيهات, واضح طبعاً اقتباسات القمص من التفسير, يستقطع ما يشاء من التفسير ويترك ما يثبت بطلان عقيدته. وقبل أن نقول أي شئ سوف أقوم بشرح بسيط للآيات :

الآيات متسلسلة زمنياً توضح حال بني إسرائيل عندما جائهم عيسى عليه السلام, وحياتهم في ضوء الإنجيل الذي نزل على عيسى عليه السلام, ثم مر الزمان وجاء محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم.

فـ الآيات توضح ان عيسى عليه السلام جاء بالإنجيل, من بعد أن ضل اليهود وحرفوا التوراة وضلوا عن طريق الله وصراطه المستقيم, والإنجيل كان كتاباً من عند الله عز وجل, ليس فيه ما يخالف تعاليم التوراة بل هو يصدق ما جاء في التوراة مما يدل على أن الإنجيل كتاب من عند الله, وكأي كتاب من عند الله فهو يحتوي على أعظم وأسمى التعاليم ( فِيهِ هُدًى وَنُورٌ ) وأمر الله عز وجل بني إسرائيل باتباع الإنجيل الذي جاء به عيسى عليه السلام، كما أمرهم من قبل باتباع التوراة, فـ الأمر بأن يحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه, هو لبني إسرائيل الذين كانوا يعيشون في في الفترة الزمنية التي كانت بين نزول الإنجيل و نزول القرآن الكريم, ولكن عندما نزل القرآن الكريم ( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ ) انتهى زمن العمل بالإنجيل إذ أن جميع الكتب السماوية قبل القرآن الكريم قد تم تحريفها من قبل البشر, ولكن أحكام ومواعظ ( فِيهِ هُدًى وَنُورٌ ) تم حفظه في القرآن الكريم إذ ان الله عز وجل يقول ( فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ ) إذ أن هذا الجزء من الآية لم يأتي بها القمص لأنه يقول في أول التمهيد أن نبي الإسلام يدعوا بوجوب تقديس أوامر المسيحية والعمل بها, وهذا بهتان عظيم إذ أن الله عز وجل يأمر محمد صلى الله عليه وسلم بأن يحكم بما أنزل الله في القرآن الكريم الذي فيه كل الهدى والنور ( مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ).

أعرفتم كم أن هذا القمص مدلس؟

خامساً: أقرَّ الإسلام بحقيقة تعاليم المسيحية، وحضَّ على الإيمان بها، فقد جاء في العنكبوت 29: 46وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الّذينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالّذي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ .

مرة أخرى القمص الأمين يقوم بتفسير الآيات من نفسه:{ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } العنكبوت46
التفسير الميسر : ولا تجادلوا -أيها المؤمنون- اليهودَ والنصارى إلا بالأسلوب الحسن, والقول الجميل, والدعوة إلى الحق بأيسر طريق موصل لذلك, إلا الذين حادوا عن وجه الحق وعاندوا وكابروا وأعلنوا الحرب عليكم فجالدوهم بالسيف حتى يؤمنوا, أو يعطوا الجزية عن يدٍ وهم صاغرون, وقولوا: آمنا بالقرآن الذي أُنزل إلينا, وآمنا بالتوراة والإنجيل اللذَيْن أُنزلا إليكم, وإلهنا وإلهكم واحد لا شريك له في ألوهيته, ولا في ربوبيته, ولا في أسمائه وصفاته, ونحن له خاضعون متذللون بالطاعة فيما أمرنا به, ونهانا عنه.

تفسير البيضاوي : { وَلاَ تجادلوا أَهْلَ الكتاب إِلاَّ بالتي هِىَ أَحْسَنُ } إلا بالخصلة التي هي أحسن كعارضة الخشونة باللين والغضب بالكظم والمشاغبة بالنصح ، وقيل هو منسوخ بآية السيف إذ لا مجادلة أشد منه وجوابه أنه آخر الدواء ، وقيل المراد به ذو العهد منهم . { إِلاَّ الذين ظَلَمُواْ مِنْهُمْ } بالإِفراط في الاعتداء والعناد أو بإثبات الولد وقولهم { يَدُ الله مَغْلُولَةٌ } أو بنبذ العهد ومنع الجزية . { وَقُولُواْ ءَامَنَّا بالذي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ } هو من المجادلة بالتي هي أحسن . وعن النبي صلى الله عليه وسلم « لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وبكتبه ورسله فإن قالوا باطلاً لم تصدقوهم وإن قالوا حقاً لم تكذبوهم » { وإلهنا وإلهكم وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } مطيعون له خاصة وفيه تعريض باتخاذهم أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله .

طبعاً نحن كـ مسلمين مؤمنون بكل الكتب السماوية السابقة إيمان ضمني , ولكن كما بيننا من قبل إنه إيمان ضمني, ولا نحتكم إليه, وهناك فارق جوهري بين تعاليم الإنجيل المحفوظة في القرآن, وبين تعاليم المسيحية الشيطانية الكفرية الشركية, اعلم العقائد المسيحية من هذا الرابط .

سادساً: دعا إلى الإيمان بالتعاليم الواردة في التوراة والإنجيل، فقد جاء في النساء 4: 136يَا أَيُّهَا الّذينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الّذي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلّ ضَلَالاً بَعِيداً وأيضاً آل عمران 3: 84: قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ ,

تدليس من القمص مرة أخرى، إذ ان القرآن الكريم لا يدعوا إلى الإيمان بالتعاليم الوارده في التوراة والإنجيل, ولكن يدعونا للإيمان بهما ضمنياً ككتب سماوية من عند الله, ولكن ليس علينا الإطلاع عليهما أو العمل بما فيهما إذ أن عندنا القرآن الكريم الذي هو مهيمن على باقي الكتب السماوية السابقة

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً } النساء136
التفسير الميسر : يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه داوموا على ما أنتم عليه من التصديق الجازم بالله تعالى وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم, ومن طاعتهما, وبالقرآن الذي نزله عليه, وبجميع الكتب التي أنزلها الله على الرسل. ومن يكفر بالله تعالى, وملائكته المكرمين, وكتبه التي أنزلها لهداية خلقه, ورسله الذين اصطفاهم لتبليغ رسالته, واليوم الآخر الذي يقوم الناس فيه بعد موتهم للعرض والحساب, فقد خرج من الدين, وبَعُدَ بعدًا كبيرًا عن طريق الحق.

تفسير البيضاوي : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } خطاب للمسلمين ، أو للمنافقين ، أو لمؤمني أهل الكتاب إذ روي : أن ابن سلام وأصحابه قالوا يا رسول الله : إنا نؤمن بك وبكتابك وبموسى والتوراة وعزير ونكفر بما سواه . فنزلت . { آمِنُوا بالله وَرَسُولِهِ والكتاب الذي نَزَّلَ على رَسُولِهِ والكتاب الذى أَنَزلَ مِن قَبْلُ } اثبتوا على الإِيمان بذلك وداوموا عليه ، أو آمنوا به بقلوبكم كما آمنتم بألسنتكم ، أو آمنوا إيماناً عاماً يعم الكتب والرسل ، فإن الإِيمان بالبعض كلا إيمان والكتاب الأول القرآن والثاني الجنس . وقرأ نافع والكوفيون : { الذي نَزَّلَ } و { الذي أَنزَلَ } بفتح النون والهمزة والزاي ، والباقون بضم النون والهمزة وكسر الزاي . { وَمَن يَكْفُرْ بالله وَمَلَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ واليوم الآخر } أي ومن يكفر بشيء من ذلك . { فَقَدْ ضَلَّ ضلالا بَعِيداً } عن المقصد بحيث لا يكاد يعود إلى طريقه .

{ قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } آل عمران84
التفسير الميسر : قل لهم -أيها الرسول- : صدَّقنا بالله وأطعنا, فلا رب لنا غيره, ولا معبود لنا سواه, وآمنَّا بالوحي الذي أنزله الله علينا, والذي أنزله على إبراهيم خليل الله, وابنيه إسماعبل وإسحاق, وابن ابنه يعقوب بن إسحاق, والذي أنزله على الأسباط -وهم الأنبياء الذين كانوا في قبائل بني إسرائيل الاثنتي عشرة مِن ولد يعقوب- وما أوتي موسى وعيسى من التوراة والإنجيل, وما أنزله الله على أنبيائه, نؤمن بذلك كله, ولا نفرق بين أحد منهم, ونحن لله وحده منقادون بالطاعة, مُقِرُّون له بالربوبية والألوهية والعبادة.

تفسير البيضاوي : { قُلْ ءامَنَّا بالله وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق وَيَعْقُوبَ والأسباط وَمَا أُوتِيَ موسى وعيسى والنبيون مِن رَّبّهِمْ } أمر للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يخبر عن نفسه ومتابعيه بالإِيمان ، والقرآن كما هو منزل عليه بتوسط تبليغه إليهم وأيضاً المنسوب إلى واحد من الجمع قد ينسب إليهم ، أو بأن يتكلم عن نفسه على طريقة الملوك إجلالاً له ، والنزول كما يعدى بإلى لأنه ينتهي إلى الرسل يعدى بعلى لأنه من فوق ، وإنما قدم المنزل عليه السلام على المنزل على سائر الرسل لأنه المعرف له والعيار عليه { لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّنْهُمْ } بالتصديق والتكذيب . { وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } منقادون أو مخلصون في عبادته .

الملخص: المسيحي في ميزان الإسلام كافر مشرك كاذب مفتري على الله, والإسلام لم يشهد للمسيحية بشيء ولا يعرف شيء اسمه المسيحية.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

زر الذهاب إلى الأعلى