هل سيمنحونني جائزة نوبل؟
تابعوها لنتناقش بعدها إن كانوا سيمنحونني الجائزة أم لا.
يظن البعض أنني بمجرد ما أرسل بحثاً علمياً متيناً مدعوماً بالأدلة أسقط فيه “نظرية التطور”، فستتلقفه مجلات مثل نيتشر وسينس، وستأخذني لجنة النوبل برايز بالأحضان.
تعالوا نرى معاً قصة البحث المتعلق بوظائف اليد والمنشور في مجلة بلوس عام 2016 من قبل فريق باحثين صيني أجرى تجارب تفصيلية بين فيها مدى دقة عمل اليد وملاءمتها للقيام بالنشاطات اليومية التي يحتاجها الإنسان. لم يقفوا عند الحدود التي وضعتها المادية كما ذكرنا في الحلقة الماضية، والتي تمنع العقل من أن يستنتج الاستنتاج الواضح من السينس، ألا وهو أن هذه الأيدي عظيمة التركيب لا بد لها من خالق خلقها عن إرادةٍ لغاية محددة. فتجرأ الباحثون وكتبوا كلمة (Creator) ثلاث مرات بالرغم من أن الباحثين لا ينكرون تحدر الإنسان عن أسلاف حيوانية، ويستخدمون كلمة (evolution)، لكن ينصون على أنه لا بد من “عملٍ” للخالق في تصميم هذه اليد.
لربما مثلا يقصدون أن الخالق وجه هذا التطور بشكل ما، المهم أن هناك قصداً وإرادة. وهو ما يمس الصُّدَفية، و التي يتمسك بها أتباع “نظرية التطور”.
اكتشف الدكتور جيمس ماكينَري هذا البحث وبدأ بالهجوم بدون نقاش علمي وإنما تعبير عن الانزعاج والاشمئزاز!
أجرَتْ Nature تحقيقاً مع المؤلفين والمجلة ونشرته في اليوم التالي من بدء الزوبعة ثم بدأ بعض الدكاترة الذين يراجعون أبحاث مجلة PLOS عادة ممن لم يمر عليهم هذا البحث بالذات، بدؤوا يعربون عن تبرئهم من “الجريمة” ويهددون بأن المجلة عليها أن تسحب المقال وإلا استقالوا من عملية تحكيم أبحاثها.
علماً بأن مجلة (PLOS One) مجلة مرموقة كانت قد منحت عام 2009 جائزة الابتكار في النشر من جمعية ناشري مجتمع المهنيين والمثقفين، ولكن بمجرد أن ذُكرت في صفحاتها كلمة (الخالق) أصبحت المجلة محط حنق وسخرية عند الداروينيين ويجب مقاطعتها.
تأثير من هذه البلطجة، نشرت المجلة في نفس اليوم الذي بدأت فيه الزوبعة…نشرت إعلانا أنها عرفت عن الموضوع وأنها تحقق فيه بعمق. ثم نشرت مرة أخرى في نفس اليوم أنها تعتذر عن ورود كلمة “الخالق” وما يدل عليه ذلك من أن لغة المقال لم يتم الانتباه لها بشكل جيد من قبل المراجعين..