هل آمن بولس بأن المسيح هو الخالق؟ نظرات في نصوص وتفاسير الكتاب المقدس – مراجع مسيحية مصورة
بسم الله الرحمن الرحيم(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
حقيقةً يحاول النصارى في هذه الأيام أن يثبتوا لاهوت المسيح ويضللوا البعض من البسطاء بكلمة قالها بولس عندما قال : (فإنه فيه خلق الكل: ما في السماوات وما على الأرض، ما يرى وما لا يرى، سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين. الكل به وله قد خُلق.)
ويتمسكون بحرفية النص ويقولون بأن النص يقول(الكل به وله قد خُلق) بل ويصل الأمر أن يقولوا أن المقصود هنا أن المسيح خالق ..!!
خطأ لاهوتي . !
حقيقةً نعلم أن بولس لم يدعى ابداً لاهوت المسيح ولا التثليث ولم يدعى إلى عبادة المسيح ولكني أريد أن أسئل صديقي المسيحي النص يقول الكل به فهل خُلق بالمسيح أم هو الخالق؟ فلا يجوز أبداً ان أقول الله خُلق به ولكن أقول أن الله خالق كل شيء فلو أخذنا النص بحرفيته هكذا لوجدنا أن المسيح خُلق به أي كان أداة للخلق وهذا لا يجوز في حق الإله .
الفهم الصحيح:نقول أن الخلق المقصود به في النص هو خلق الإيمان وليس الخلق الحقيقيومما يؤكد كلامي هذا الكثير من النصوص ونذكر منها :(قلبا نقيا اخلق فيّ يا الله وروحا مستقيما جدّد في داخلي (المزامير 51: 10)فنجد أن النص هنا لا يتكلم عن الخلق الحقيقي وإنما يتكلم عن خلق الإيمان والخلق الروحي. ومما يؤكد كلامي هذا هو التفسير التطبيقي عندما يقول (1) :
وهذا الجزء المطلوب في التفسير :
ونجد هنا أنه يقول أطلب من الله أن يخلق فيك قلبا نقيا وفكرا طاهرا.فليس معناه الخلق الحقيقي وإنما هو الخلق الروحي أو الإيماني ..وأيضاً هذا النص يثبت ما نقوله ويؤكده.(اذا ان كان احد في المسيح فهو خليقة جديدة.الاشياء العتيقة قد مضت.هوذا الكل قد صار جديدا.) الرسالة الثانية إلى كورنثوس 5: 17
فالخليقة الجديدة ليست خليقة حقيقية وإنما هي خليقة الإيمان والروح فعندما يقول البعض أنني اليوم خُلِقت من جديد أو وُلدت من جديد فلا يعني ذلك أنه حقا يكون خُلق ..
وأيضاً ما يوضح معنى خلق الإيمان هو التفسير التطبيقي (2):
وأيضاً يقول القمص أنطونيوس فكري (3) :آية 17– إذا أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدا.إن كنا قد متنا مع المسيح إذ آمنا به واتحدنا بموته وقيامته في المعمودية، فقد قمنا معه كخليقة جديدة، أمّا حالتنا القديمة التي خلقها فينا ناموس الخطية فقد انتهت، لقد حصلنا على نفس جديدة وجسد جديد وعبادة جديدة ومواعيد جديدة وحياة جديدة في عهد جديد. المؤمن وُلِدَ من جديد في عالم جديد يختلف عن عالم الخطيئة الأول، وصار له دوافع جديدة.
وأيضاً هذا ما أكده التفسير الحديث للكتاب المقدس (4):
فالمسيح قد خُلق بواسطته ولكنه خلق الإيمان وخلق الروح وليس الخلق الحقيقي … ! وأيضاً مما يؤكد الخلق الروحي أو خلق القداسة النص الآتي:
(وتلبسوا الانسان الجديد المخلوق بحسب الله في البر وقداسة الحق) أفسس 4: 24
وهكذا تجد جميع النصوص توضح لنا أن المسيح قد خُلق به ولكن ليس الخلق الحقيقي بل الخلق الروحي والإيماني ولذلك فالمعنى للنص يثبت أن المسيح رسول فقط فهو عندما يدعوا البشر إلى عبادة الله الواحد يُخلّصهم من ذنوبهم .. فيكونون وكأنهم خُلقوا من جديد وولدوا من جديد كما أوضحت النصوص السابقة فلماذا يدعي الغافلون أن النص يثبت أن المسيح خُلق به خلق حقيقي بمعناه الحرفي؟
فالله لم يُخلق به بل نقول أن الله خالق وليس أداه يُخلق بها …
بل إنك لو رجعت قليلًا عن هذا النص الذي يثبت خلق الإيمان أو الخلق الروحي لوجدت أن المسيح مخلوق : (الذي هو صورة الله غير المنظور، بكر كل خليقة)
النص هنا يقول أن المسيح على صورة الله وبالطبع كلنا يعلم أن آدم على صورة الله مثله مثل المسيح ..
المفيد ان كلمة بكر كل خليقة أي أول مخلوق.أو بكر المخلوقات من نوعه وطبعاً كلنا يعلم أن المسيح قد خُلق بدون أبحواء بكر المخلوقات من نوعها لأنها خُلقت بدون أم فالنص يثبت ان المسيح بكر المخلوقات من نوعه، فمن يقرأ هذه النصوص قطع نص وحاول به اثبات ان المسيح خُلِق به وهذا خطأ ..
إننا نقول إن المستحق للعبادة هو الله وحده فهو خالق السموات والأرض :
(واقسم بالحي الى ابد الآبدين الذي خلق السماء وما فيها والارض وما فيها والبحر وما فيه ان لا يكون زمان بعد) رؤيا يوحنا 10: 6
همسات في أذنك صديقي المسيحي
أنظر إلي ما كان يدعوا له بولسالآلهة لا تتجسد وأعبدوا خالق السماء والأرض !أعمال الرسل الإصحاح 14:8 وكان يجلس في لسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن أمه، ولم يمش قط.
9 هذا كان يسمع بولس يتكلم، فشخص إليه، وإذ رأى أن له إيمانا ليشفى،
10 قال بصوت عظيم: «قم على رجليك منتصبا!». فوثب وصار يمشي.
11 فالجموع لما رأوا ما فعل بولس، رفعوا صوتهم بلغة ليكأونية قائلين: «إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا».
12 فكانوا يدعون برنابا «زفس» وبولس «هرمس» إذ كان هو المتقدم في الكلام.
13 فأتى كاهن زفس، الذي كان قدام المدينة، بثيران وأكاليل عند الأبواب مع الجموع، وكان يريد أن يذبح.
14 فلما سمع الرسولان، برنابا وبولس، مزقا ثيابهما، واندفعا إلى الجمع صارخين وقائلين:
15 «أيها الرجال، لماذا تفعلون هذا؟ نحن أيضا بشر تحت آلام مثلكم، نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحي الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها،
16 الذي في الأجيال الماضية ترك جميع الأمم يسلكون في طرقهم.
دعوة صريحة إلي عبادة من خلق السماء، ورفض التجسد !!
فبولس بالرغم من تضليله وتحريف المسيحية لم يدعُ أبدًا لعبادة المسيح بل دعا لعبادة الله الحي رب السموات والأرض إله المسيح عليه السلام، وهكذا لم تجد نص واحد يثبت أن المسيح خلق نملة في الكتاب المقدس.
فكيف تعبد المخلوق وتترك الخالق فلا أقول لكم إلا كلمة واحدة (الذين استبدلوا حق الله بالكذب واتقوا وعبدوا المخلوق دون الخالق الذي هو مبارك إلى الأبد. آمين.) الرسالة إلى رومية 1: 25
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
معاذ عليان
قائمة المراجع:
(1) التفسير التطبيقي – لنخبة من علماء المسيحية واللاهوتيين – صفحة: 1189
(2) التفسير التطبيقي – لنخبة من علماء المسيحية واللاهوتيين – صفحة: 2474
(3) تفسير رسالة كورنثوس الثانية لأنطونيوس فكري، صفحة: 47
(4) التفسير الحديث للكتاب المقدس- الرسالة الثانية إلى كورنثوس – المحرر المسئول: جوزيف صابر، صفحة 104