أديان وفرق ومذاهبالإلحاد

نظرية البانكيك

رحلة اليقين الحلقة 35

في هذه الحلقة نرى:

  1. كيف يتفنن “التطوريون” في إعطاء “الأسماء العلمية” للخرافات، والآثار النفسية الخطيرة لذلك.
  2. كيف أن العالم “الكبير” فرانسيس كريك أحد مكتشفَي تركيب المادة الوراثية أدرك أن هذه المادة الوراثية يستحيل أن تكون أتت بالصدفة…فماذا اقترح؟
  3. عالم الفيزياء الكبير ستيفن هوكنج، يجد “مخرجاً” –غير الانتحار- لليائسين من الحياة على كوكب الأرض…بل من الحياة في هذا الكون كله!
  4. إلى أين يصل “العلماء” إذا اتخذوا القرار المسبق بعدم الإيمان بالخالق!
  5. اتِّباع دارون لعادة سنَّها جاهليو الأصنام، وتقليد أتباع دارون له في ذلك من بعده!
  6. قصة الكائنات الوسيطة بين الإنسان وأسلافه الحيوانية بزعمهم…إنسان نياندرتال مثالاً.
  7. “التأطير” – Framing- بتسميتك يا من تؤمن بالخلق الحكيم، تسميتك بالــ”خلقوي”، والأثر النفسي لذلك.
    فوائد كثيرة، فتابعوا معنا.

أتذكرون -إخواني- قصَّة إنسان نبِراسكا الذي تخيَّلوه بِناءً على ضِرسٍ وجدوه، وقالوا أنَّه يعودُ لأحد الأسلاف شِبه الحيوانيَّة للإنسان، عاش قبل (6) ملايين سنة، ورَسموا له الرُّسومات، ونَشرت عنه كُبريات المجلات آنذاك مثل ساينس”Science”؟

هل تعلمون أنَّه كان قد أُعْطِي اسمًا علميًّا؟ ممكن تقرأ معي هذا الاسم لو سمحت؟ .. “Hesperopithecus haroldcookii” لكن تبيَّن -كما ذكرنا- أنَّ هذا الضِّرس يعود لخنزير، فعادت (ساينس) ونشرت نفيًا لوجود شِبه الإنسان هذا. ومثلها حفريَّة الدّيناصور ذي الريش المزعوم التي عُقد لها مؤتمر، ورَوَّجَت له مجلَّة ناشيونال جيوغرافيك

التَّسميات الخادعة يستخدمها كهنة الخُرافة كثيرًا، ولها أثرٌ كبيرٌ على السَّطحييِّن. وحتى نُرتِّب الموضوع سنَذكر كيف يستخدمونها في ثلاث مجالاتٍ رئيسة: أولًا: تسمية الخرافات السَّخيفة بأسماءٍ رنَّانة. ثانيًا: تسمية الحقائق بأسماءٍ وهميَّة لخدمة خرافاتهم. وثالثًا: الأسماء التَّأطيريَّة “framing”.

نبدأ بموضوع (تسمية الخرافات بأسماءٍ رنانة), كالعادة، شَقَّ داروين الطَّريق لأتباعه وسنَّ لهم هذه السُنَّة في إِعطاء الأسماءِ الفخمة للخرافات؛ فعندما أراد أن يبرِّر إحدى الرَّكائز الخرافيّةِ الأربعة لنظريّته، وهي خرافة توريث الصِّفات المكتسبة بالاستعمال والإهمال، اخترع داروين نظريَّة الجيميولز (gemmules) التي تُطْلِقُها كلُّ خلايا الجسم، وتتركَّز في الأعضاء التَّناسليَّة لتُؤَثِّر على الجنين، ماذا سَمَّى هذه النَّظريَّة؟ بانجنسس “Pangenesis” شموليَّةُ التَّكوين، أو التَّكوين الشَّامل. فحتى المُشاهدةُ الحسيَّة تدلُّ على أنَّ الصِّفات المكتسبة بالاستعمال والإهمال، لا تُورَّث. ومع ذلك، خَالف داروين ما هو معلومٌ حتّى لعامَّة النَّاس، وصاغ خرافته هذه في نظريَّة وأعطاها اسمًا: (بانجنسس). ومع أنَّ عامة أتباع داروين يقرِّون بخطئه في هذه النَّظريَّة، إلَّا أنَّ نَغمة بان (Pan) هذه راقت لهم، فصاغوا على منوالها نظريَّة )دايركتد بانسبيرميا( “Directed Panspermia”؛ يعني بَذرُ أصل كلِّ شيءٍ بشكلٍ موجَّه.

بل ولدى هوكينغ بشارةٌ سارةٌ لليائسين من الحياة على كوكب الأرض، بل وفي هذا الكون كلِّه، لقد وجد لكم هوكينغ مَخرجًا! فقد كان يُروِّج لفكرة أنَّك إذا امتصّك ثقبٌ كونيٌّ أسود فقد تنتقل من خلاله إلى كونٍ آخر! فلا عجب بعد هذا أن يُبدِيَ مُحرِّرُ موقع (عَالَمِ الفيزياء) الدكتور (هامي جونستون) قَلَقَه مِن أنْ يَرفُض البريطانيُّون صَرفَ جُزءٍ من ضرائِبِهِم لأبحاث الفيزياء إذا ظنُّوا أنَّ أكثر الفيزيائيَّين يُمضون أوقاتهم في مناقشة نظريَّاتٍ كهذه! ومع ذلك؛ ضَعْ قبل الهُراء كلمة “theory” (نظريَّة)؛ لمِّع قائلها كما لُمِّعَ هوكينغ، أَخْفِ انتقاد باقي الُخبراء له ولنظريَّاته من الإعلام؛ فيتحوَّل الهُراء بلمسةٍ سحريَّة إلى نظريَّة عِلميَّة، بل ونَظريَّة كلِّ شيء!

المجال الثَّاني لتلاعب كهنة الخُرافة بالتَّسميات: هو تسمية الحقائق بأسماءٍ وهميَّةٍ لخدمة خرافاتهم. أمراضٌ مثل الَّليبوما “Lipoma” والسباينابيفيدا “Spina bifida”، أعطاها كهنة الخرافة اِسمًا خادعًا: (ذيل إنساني) “Human Tail”، واعتبروها دليلًا على ظاهرةٍ مزعومة سمَّوْها: (التَّأَسُّل) “Atavism”، وقد أبطلنا علميًّا شيئًا من هذه المهازِل في حلقة: (ذيلُك الذي لا تَعرِفُ عنه الكثير).

المجال الثالث لاستخدام كهنة الخرافة للتَّسميات: استخدام الأسماء التَّأطيريَّة، أو ما يُعرف بالـ”framing”. يُطْلِقُ أتباع الخرافة مصطلح (الخَلْقَوِيِّين) “Creationist”، ويَقصدون به من يؤمنون بأنَّ الله خلق الكائنات عن قصدٍ وإرادةٍ، وأُعيد: عن قصدٍ وإرادة لا كما يُوْهِمُ البعض أنَّ الفرق بيننا وبينهم هو الخَلْقُ المُستقِلُّ، أو بالتَّطوُّر أو التَّطوير؟ فمسألة (القصد والإرادة) أهمُّ من ذلك كلِّه، وهو ما تريد خرافة التَّطور نفيَه أو التَّشكيك فيه. يسمُّونك خَلْقويًّا؛ لِتَبدوَ وكأنَّك تؤمن بشيءٍ غير بَدهيٍّ ولا أصيل، بينما يُسمُّون رموز العِلم الزَّائف بـ”العُلماء”!


زر الذهاب إلى الأعلى