مناهج نقد العهد القديم عند الغرب
سلطت الباحثة الضوء على منهج النقد المصدري، وهو من المناهج التي استأثرت ردحا من الزمن باهتمام علماء نقد الكتاب المقدس، وذلك بسبب ارتباط هذا المنهج باسم يوليوس فلهاوزن الذي كان أثره كبيرا في تطور نقد العهد القديم. وإذا ما تأملنا مليا هذه النظرية سواء في صيغتها الأولى أو الجنينية أو في صيغها المتلاحقة فإننا نرى بأنها تقوم في جوهرها على أن التوراة هي حصيلة جمع أو تنسيق مصادر متعددة، وأن محررا أو مجموعة من المحررين هم الذين قاموا بهذه العملية. سيكون هذا الكتاب: مناهج نقد العهد القديم عند الغرب، النقد المصدري أنموذجا مفيدا للدارسين وعموم الباحثين ممن يشتغلون على نقد “الكتاب المقدس”، وممن يسعون إلى استنبات هذا القبيل من البحث في الجامعة العربية. إذ لا يجب أن ننسى أن التمكن من هذه المناهج في مظانها الأصلية، والتعرف على أدواتها الإجرائية قد ينفعنا في الرد على الكتابات الاستشراقية التي لا تتوانى عن توجيه السهام إلى “القرآن الكريم” متخذة من مناهج نقد الكتاب المقدس الوسيلة المثلى للطعن فيه. ألا يُعتبر هذا سببا كافيا للتفقه في هذا العلم الجديد؟