ملكي صادق يتحدى يسوع .. رداً على البابا شنودة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد ..
الكثير يخرج علينا في كل وقت وكل حين بأقاويل وادعاءات لإثبات ما يؤمنون به , وفي إيمان النصارى يؤمنون بان المسيح هو الله وابن الله ومن ضمن ما يدعونه إن لم يكن أصل هذا الادعاء هو أن المسيح ولد بلا أب !!
وممن يتكلمون عن هذا الأمر البابا شنودة الثالث فيقول (1):
(ولا ننسي أن حياة المسيح نفسه كانت معجزة إنفرد بها :
من حيث ولادته من عذراء ( إشعياء 7: 14) الأمر الفريد في تاريخ العالم كله فلا هو حدث قبله ولا بعده ) أ . هـ
وكأن الله عندما أحيا لعازر على يد المسيح عبدوا لعازر ! ولكن المعجزة لم تكن تمجيداً لمن حدثت له المعجزة كلعازر مثلاً أو لمن حدثت على يديه (2) وإنما يعود الفضل والتمجيد وكل ما سينتج سيكون لله وهذا ما أكده يسوع نفسه ولنقرأ معاً ما قاله يسوع فيقول في إنجيل يوحنا ( 11/40-43 )
· قال لها يسوع ألم اقل لك ان آمنت ترين مجد الله
· فرفعوا الحجر حيث كان الميت موضوعا ورفع يسوع عينيه الى فوق وقال ايها الآب اشكرك لانك سمعت لي
· وانا علمت انك في كل حين تسمع لي.ولكن لاجل هذا الجمع الواقف قلت.ليؤمنوا انك ارسلتني
فالمسيح عاد بثمار المعجزة لله سبحانه وتعالى وما نفهمه من تلك النصوص الآتي :
1- المسيح وضع شرط إيمان المرأة لصنع المعجزة .
2- المسيح نظر إلى السماء ( للرد على من يقول أن الإله موجود في كل مكان لإثبات فكرة الحلول والتجسد )
3- المسيح يشكر الأب .
4- المسيح دعى الله فالله سمع له
5- المسيح يؤكد أنه يوجه الدعاء لله في كل حاجة ويسمع له الأب دعاءه
والنتيجة تمجيد الله … فلماذا يُعبد المسيح بسبب معجزة الله له ؟
خلق الله
ولعل الناظر للكون وخلق الله سبحانه وتعالى يجد أن البشر أربعة أنواع وهم كالآتي :
عندما نقول للنصراني لماذا تعبد المسيح فآدم عليه السلام خُلق بأعظم مما خُلق به المسيح يقول آدم خٌلق هكذا لأنه أول الخلق مثله مثل باقي الحيوانات الأولى وكأنه يضع حكمة خلق آدم كمبرر لما يعتقد به فهل لو وضعنا له حكمة خلق المسيح بلا أب سيكون من المؤمنين بأنه مخلوق مثله مثل باقي الأنبياء !
فالله سبحانه وتعالى لا يٌسأل عما يفعل كما قال الله تعالى في مُحكم التنزيل :
(لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) الأنبياء 23
ولكن لنا سؤال لهؤلاء المفتريين على نبي الله المسيح عيسى عليه السلام
عصا موسى التي كانت في يد موسى كما يٌقر الكتاب المقدس ذلك من أبوها ؟ ومن أمها ؟ أنظر معي
(ها أنا أضرب بالعصا التى فى يدى على الماء الذى فى النهر فيتحول دماً ” ( خر 7 : 17 ) .
ونقرأ أيضاً في سفر الخروج 4 الأعداد 1- 9 :
(فأجاب موسى: ولكن ها هم لا يصدقونني ولا يسمعون لقولي بل يقولون لم يظهر لك الرب. فقال له الرب: ما هذه في يدك؟ فقال: عصا. فقال: اطرحها إلى الأرض. فطرحها إلى الأرض فصارت حية فهرب موسى منها. ثم قال الرب لموسى: مد يدك وأمسك بذنبها فمد يده وأمسك به فصارت عصا في يده لكي يصدقوا أنه قد ظهر لك الرب إله آبائهم إله إبراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب. ثم قال له الرب أيضا: أدخل يدك في عبك فأدخل يده في عبه ثم أخرجها وإذا يده برصاء مثل الثلج. ثم قال له: رد يدك إلى عبك فرد يده إلى عبه ثم أخرجها من عبه وإذا هي قد عادت مثل جسده فيكون إذا لم يصدقوك ولم يسمعوا لصوت الآية الأولى أنهم يصدقون صوت الآية الأخيرة. ويكون إذا لم يصدقوا هاتين الآيتين ولم يسمعوا لقولك أنك تأخذ من ماء النهر وتسكب على اليابسة فيصير الماء الذي تأخذه من النهر دما على اليابسة. … (17) وتأخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات. … ويكمل في الإصحاح 7 الأعداد 8 ..
(وقال الرب لموسى وهارون: إذا كلمكما فرعون قائلا: هاتيا عجيبة تقول لهارون: خذ عصاك واطرحها أمام فرعون فتصير ثعبانا. فدخل موسى وهارون إلى فرعون وفعلا هكذا كما أمر الرب. طرح هارون عصاه أمام فرعون وأمام عبيده فصارت ثعبانا. فدعا فرعون أيضا الحكماء والسحرة ففعل عرافو مصر أيضا بسحرهم كذلك. طرحوا كل واحد عصاه فصارت العصي ثعابين. ولكن عصا هارون ابتلعت عصيهم. .. )
هذه العصا التي تحولت لثعبان من أبوها ومن أمها وكيف وجدت ؟ يجيب علينا مفسري الكتاب المقدس فنأخذ شهادة المفسر الأرثوذكسي القمص تادرس يعقوب ملطي : (3)
(* “عصا هرون ابتلعت عصيِّهم” [12].
* “فعل كذلك العرّافون بسحرهم ليخرجوا البعوض فلم يستطيعوا… فقال العرّافون لفرعون هذا إصبع الله” (8: 18، 19).
* “لم يستطع العرّافون أن يقفوا أمام موسى من أجل الدمامل، لأن الدمامل كانت في العرافين وفي كل المصريين” (9: 12).
بمعنى آخر، إن كان السحرة حاولوا الخداع بإبراز بعض أعمال تحمل صورة ما فعله موسى وهرون، وذلك بفعل السحر، لكنهم كانوا في ضعف، وسقط الساحران تحت الضربات كغيرهما، ولم يكونا قادرين على إبطال الضربات أو إنقاذ فرعون وجنوده… واضطرَّا أن يعترفا بقوة “إصبع الله”. ) أ.هـ .
فالمقابل نضع المسيح !! أيضاً يأتي لنا عضو جديد يتحدى يسوع وهو ..
ملكي صادق يتحدى يسوع .. !!
العهد الجديد أشار إلى أن ملكيصادق بلا أب وبلا أم وبلا نسب لا بداية أيام له ولا نهاية :
(بلا اب بلا ام بلا نسب.لا بداءة ايام له ولا نهاية حياة بل هو مشبه بابن الله هذا يبقى كاهنا الى الابد.) العبرانيين 7/3
نص غريب على مسامع كل عاقل !! ولذلك عندما يتكلم عنه النصارى يعجزوا عن تحليل شخصيته !! ونأخذ على سبيل المثال تعليق دائرة المعارف الكتابية فتقول(4) :
(ملكي صادق شخصية كتابية غامضة، واسمه معناه : “ملك البر” وأيضاً “ملك السلام” (عب 7: 2). ويذكر ملكيصادق عدة مرات في الكتاب المقدس (تك 14: 18- 20، مز 110: 4، عب 5: 10، 6: 20، 7: 1- 17)… )
المشكلة الآن أن الكتاب المقدس يذكر بعض الأمور عن ملكيصادق وكأنه كان يعيش وكان ملك وكاهن !! ولكن الحقيقة غير ذلك ولذلك كانت بعض تقاليد اليهود كانت تشير إلى أن ملكيصادق كائناً إلهياً ومُخلصاً سماوياً !! ولنقرأ تعليق الترجمة العربية المشتركة فتقول (5) :
لكن المشكلة هو ما ورد في سفر أخنوخ وهذا السفر من ضمن كتابات ما بين العهدين وهو مُكتشف ضمن الأسفار التي أكتشفت في مخطوطات قمران !! بل وتؤمن به الكنيسة الحبشية كسفر موحى به من الله !! وهذا ما أكدته دائرة المعارف الكتابية فتقول (6):
( 6- الأدب الحبشي : يتكون الكتاب المقدس الحبشي من 46 سفراً في العهد القديم ، 35 سفراً في العهد الجديد فعلاوة على الأسفار القانونية ( المعترف بها ) ، فإنهم يقبلون راعي هرماس وقوانين المجامع ورسائل أكليمندس والمكابيين وطوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ وباروخ وأسفار أسدراس الأربعة ، وصعود إشعياء وسفر آدم ويوسف بن جوريون وأخنوخ واليوبيل . والنص الحبشي في السفرين الأخيرين يمثل أقدم نصوصهما ، وقد أثار اكتشافهما الكثير من الحوار البناء . ومن القرن الخامس إلى القرن السابع كاد الأدب الحبشي أن ينحصر في الترجمة من الكتابات اليونانية ، فالكثير منها منقول عن باسيليوس وغريغوريوس وأغناطيوس وأثناسيوس وأبيفانوس وكيرلس وديسقورس الخ ..) أ.هـ
وننقل لكم ما قاله هذا السفر عن ملكيصادق
ملكيصادق كيسوع بل أفضل !!
ملكيصادق حسب سفر أخنوخ هو إنسان ولد من أم بلا أب وما يمتاز به ملكيصادق عن يسوع أن الإله لم يتركه يُعذب بل رفعه وهو صغير إلى الملكوت !! ولنقرأ سوياً (7):
مقارنة يسوع بملكيصادق
كما رأينا في هذه المخطوطات وكما نعرف عن يسوع بحسب الاناجيل نجد أن هناك اشياء متوافقة توافق رهيب بين الشخصيتين بل إننا نجد أن ملكيصادق افضل من يسوع فنقوم بعمل مقارنة بسيطة بحسب ما قرأنا سابقاً :
فولادة يسوع بلا أب لم تكن مخصوصة ليسوع فقط وإنما أشترك معه ملكيصادق !!
ولعل يأتي سائل ويقول ملكيصادق لم يصنع معجزات كيسوع ولم يكن له أقوال تُثبت لاهوته كيسوع ..
ولكن نسأل هؤلاء هل ملكيصادق كُتب عنه سبعة وعشرين سفراً ؟! يسوع كُتب عنه عدد كبير من أسفار الكتاب المقدس ولكن أي نبي أخر كُتب عنه بعض أعماله مثلهم كملكيصادق فهذا الشخص لم يُكتب عنه عدد الأسفار التي كُتبت عن يسوع …
وهذا ليس عيباً في الشخص بل عيباً في من كَتب !!
صفات ملكيصادق حسب ما كتبه بولس وما ذُكر عنه في مخطوطات قمران
هناك بعض الاختلافات بين الكلام الذي اورده كاتب الرسالة إلى العبرانيين ( بولس كما يدعي النصارى ) وبين ما ورد في مخطوطات قمران ولكي نوضح هذه الاختلافات نوردها في الجدول الآتي:
هذا ما حاول كاتب رسالة العبرانيين إخفاءه حتى لا تكون شخصية ملكيصادق مثل شخصية المسيح أو قريبة منه لأن الكاتب لا يريد أن يجعل أحد أفضل من يسوع .
ولكن يحاول بعض النصارى أن يُلجموا النص في شئ معين فنقرأ مثلاً في ترجمة الحياة النص كالآتي :
( والوحي لا يذكر له أبا ولا أما ولا نسبا، كما لا يذكر شيئا عن ولادته أو موته. وذلك لكي يصح اعتباره رمزا لابن الله، بوصفه كاهنا إلى الأبد ) عبر7/3
يدعي البعض أن الوحي لم يذكر حقيقة ملكيصادق وليس معني هذا أنه ليس له أم ولكن له أم وأنا موافق على سبيل الجدال على هذه النقطة والآن أقول لك ان رسالة العبرانيين لا تناقض ما ورد في مخطوطات قمران والآن عليك أن توافق على ما ورد ذكره في مخطوطات قمران .
فلماذا لم يذكر الكتاب المقدس هذه الحقائق عن ملكيصادق ولماذا يخفيها العهد الجديد لأن الأمر كان معروفاً للتقليد اليهودي ! وبالتالي فهو يريد أن يوضح أن لا خلاف بين العهد الجديد والتقاليد اليهودية وسفر أخنوخ فيكون إذا الكتاب لم يكتب شئ عن شخص ملكيصادق فما ورد في سفر أخنوخ لا يخالف العهد الجديد ( بعد تدليس كاتب العبرانيين المجهول ).
ملاحظات
· تركت ما يخرج به القارئ لنفسه فقد وضحت بعض الأمور وتركت ما يُخرج به من الموضوع
· لا يوجد عندنا في الإسلام ما يُخصص الولادة بلا أب للمسيح فقط .
· المراجع كنظرة مسيحية فلا يُحتج علينا به لأن المسلم لا يؤمن بمخطوطات قمران وغيرها .
· إذا أخذنا بتفسير النصارى فلا خلاف أو تناقض بين مخطوطات قمران والعهد الجديد .
· شخصية ملكيصادق تُعد أفضل من شخصية يسوع .
· النصارى أنفسهم يؤكدون أن ملكيصادق أفضل من إبراهيم (8) .
فلماذا لا تعبد ملكيصادق وهو مثل يسوع أم أن معجزة ملكيصادق تعود إلى مثلها مثل المسيح ؟
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين …
(1) كتاب لاهوت المسيح – البابا شنودة الثالث – صفحة 111 .
(2) أعمال الرسل ص2ع22 ايها الرجال الاسرائيليون اسمعوا هذه الاقوال.يسوع الناصري رجل قد تبرهن لكم من قبل الله بقوات وعجائب وآيات صنعها الله بيده في وسطكم كما انتم ايضا تعلمون
(3) من تفسير وتأملات الآباء الأولين للقمص تادرس يعقوب ملطي ( تفسير سفر الخروج ) صفحة 54, 55 .
(4) دائرة المعارف الكتابية – نخبة من العلماء واللاهوتيين – الجزء السابع صفحة 222 .
(5) الترجمة العربية المشتركة تعليقاً على النص صفحة 342 .
(6) دائرة المعارف الكتابية المجلد الأول صفحة 82,83 . وقد شارك في هذه الدائرة كبار علماء النصارى منهم الدكتور القس صموئيل حبيب رئيس الطائفة الإنجيلية سابقاً والدكتور القس منيس عبد النور والدكتور القس فايز فارس والدكتور جوزيف صابر والمحرر وليم وهبة بباوي .
(7) مخطوطات قمران – البحرالميت التوراة ( كتابات ما بين العهدين ) – التوراة المنحول الجزء الثالث – صفحة 165 – 167 .
(8) قاموس الكتاب المقدس نخبة من العلماء واللاهوتيين – حرف م كلمة ملكي صادق – صفحة 922 .