مقالاتمقالات أخرى

مراقبة الله في السر والعلن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

إخوتي الكرام؛ حديثنا اليوم عن خلق عظيم من أخلاق الإسلام، ومقام جليل من مقامات الدين، ومنزلة عظيمة من منازل العبودية لله رب العالمين، بها تُـقبل النفوس على الطاعات والقربات، وتكون الحماية والوقاية من الفواحش والمنكرات، ويكون الدواء والعلاج للمعاصي والموبقات، فيعيش العباد في الدنيا في سعادة وهناء، ويتبوؤون في الجنة أعلى الدرجات… ذلكم هو مقام المراقبة.

وما أحوج البشرية إلى مقام المراقبة، في زمن كثرت فيه وسائل المكر والخديعة، وتعددت فيه وسائل الغش والتزوير، وقلّ فيه الخوف من الله العلي القدير.

حقيقة المراقبة:

المراقبة: هي دوامُ علمِ العبد، وتيقنُهُ باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه.

أن يكون العبد على علم ويقين أن الله تعالى ناظر إليه، سامع لقوله، مطلع على ظاهره وباطنه، عالم بسره وعلانيته، لا يخفى عليه شيء من أقواله وأفعاله، لا يغيب عنه شيء من أحواله وخواطره.. فهو سبحانه وتعالى العليم الخبير، السميع البصير، الرقيب الشهيد ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [الحديد: 4].

منزلة المراقبة ومكانتها:

مراقبة الله في السر والعلن دليل على قوة إيمان العبد بالله عز وجل، وباسمه الرقيب الذي هو اسم من أسمائه الحسنى الدالة على عظمته وجلاله وكماله، فهو الرقيب الذي لا يغيب عنه شيء من أمور خلقه، الحفيظ الذي لا يَغفُل، الحاضر الذي لا يَغيب، العليم الذي لا يَعزب عنه مثقال ذرة من أحوال خلقه، يرى أحوال العباد، ويُحصي أعمالهم، ويُحيط بمكنونات سرائرهم، فهو مطلع على الضمائر، شاهد على السرائر، يعلم ويرى، ولا يخفى عليه السر والنجوى، قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾. وقال عز وجل عن نبيه عيسى عليه السلام: ﴿ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المائدة: 117].

رقيب على كل الوجود مهيمن . . . . . على الفلك الدّوّار نجما وكوكبا

رقيب على كل النفوس وإن تلذ . . . . . بصمت ولم تجهر بسر تغيبا

رقيب تعالى مالك الملك مبصرٌ . . . . . رقيب تعالى مالك الملك مبصرٌ

إنه الرقيب سبحانه، الذي لا فرق عنده بين الظاهر والباطن، ولا بين السر والعلانية، لا يخفى على سمعه شيء، ولا يغيب على بصره شيء.. قال سبحانه: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61].

فمن تكلم علمَ الله تعالى نطقَه، ومن سكت علم الله عز وجل فِكرَه، ومن أسرّ أحاط الله بسريرته، وعلم ما يجول في خاطره، ﴿ وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الملك: 13].

مراقبة الله في السر والعلن من أسمى مقامات الدين، وأعلى منازله؛ فهي تفسير لمعنى الإحسان الذي هو أعلى درجات الدين وأفضلُ منازل العبودية؛ بل هو حقيقتها ولبها وروحها وأساسها، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.. كما ثبت في حديث جبريل المشهور، حين سأل النبي صلى الله عليه وسلم مَا الإِحْسَانُ؟ فقَالَ: «أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ». متفق عليه.

أن تعبد الله كأنك تراه” أن تحسِنَ عملك الذي أمرك به ربك سبحانه، كأنك تراه وهو ينظر إليك؛ فتكون حاضرَ الذهن، فارغَ النفس، مستجمِعَ القلب، كما لو كنت تشاهد ربك سبحانه، فتستحضرُ عظمته، وجلاله، وكماله، وجماله. وتستحضر أنك في حاجة إلى رحمته ومغفرته ورضوانه.

فإن لم تكن تراه فإنه يراك” أي فإن لم تستطع أن تبلغ بعبادتك إلى مستوى مَن يعبد الله كأنه يراه؛ فاعبدِ الله وأنت على يقين أنه مطلع عليك، ناظر إليك، فاستحضرْ مراقبة ربك في كل ما تقول وتعمل، وتذَكّرْ دائما أنه يراك.

نعم إنه يراك.. يراك ويعلم سرّك ونجواك.. في الصحراء يراك.. في الجو أو في البحر يراك.. إن كنت وحيداً يراك، وإن كنت في جمْعٍ يراك.. ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [المجادلة: 7].

ثمار المراقبة:

إخوتي الكرام؛ ما أحوجنا إلى استحضار مراقبة الله عز وجل في كل وقت وحين، فمنافعها كثيرة، وثمارها جليلة، فهي طريق إلى سعادتنا في الدنيا والآخرة.

مراقبة الله في السر والعلن طريق إلى إتقان العمل وإحسانه: ونبينا صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن الله عز وجل يحب من عباده أن يتقنوا أعمالهم ويحسنوها، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ».

والذي يستحضر مراقبة الله عز وجل، لا يقصّر في عمله، ولا يغش في وظيفته، بل يجتهد في إتقان عمله وإحسانه، خوفاً من الله، وحياء من الله، وطمعا فيما عند الله.

مراقبة الله في السر والعلن طريق إلى الجد والاجتهاد في الطاعات والقربات، ووقاية من الوقوع في الفواحش والمنكرات:

فمراقبة الله عز وجل تحيي القلوبَ المَوات، وتوقظُ الضّمائِرَ مِنَ السّباتِ، وتحَرِّكُ في الإِنسانِ دَوَاعِيَ الخَيْرِ، وتُمِيتُ فِيهِ نَوازِعَ الشر.

والذي يستحضر مراقبة الله عز وجل لا يقصر في حق الله عز وجل.. لا يضيع الفرائض، ولا يترك الواجبات، بل يجد ويجتهد فيما يرضي الله عز وجل من صالح الأعمال.

والذي يستحضر مراقبة الله عز وجل لا يتجرأ على محارمه، ولا يُسرف في معصيته، لأنه على يقين أن الله يسمعه ويراه، فيخاف من الله، ويستحيي من الله، ويبتعد عما حرمه الله في سره وعلانيته، وظاهره وباطنه، فيما بينه وبين خالقه، وفيما بينه وبين خلق الله، وهذه وصية نبينا صلى الله عليه وسلم لأمته: “اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ». رواه الترمذي وقَالَ: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

فمن راقب الله في خواطره، عصمه الله في جوارحه، فلا يستعملها إلا فيما يرضي خالقه ومولاه، يحفظ جوارحه من الحرام، ويستحي من الله أن يقترف بها سوءًا أو يجره إلى مسلم، وهذا هو الحياء الذي هو من حق الله على العباد. فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “استحيوا مِن الله حقَّ الحياء“. قال: قلنا: يا رسول الله إنَّا لنستحيي، والحمد للَّه. قال: “ليس ذاك، ولكنَّ الاستحياء مِن الله حقَّ الحياء: أن تحفظ الرَّأس وما وعى، وتحفظ البطن وما حوى، وتتذكَّر الموت والبِلَى، ومَن أراد الآخرة، ترك زينة الدُّنيا، فمَن فعل ذلك، فقد استحيا مِن الله حقَّ الحياء“. أخرجه الترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي.

مراقبة الله في السر والعلن وقاية من الغش والمكر والخديعة؛ فما انتشر الغش بين الناس في أعمالهم، وفشا المكر والتحايل في معاملاتهم، وعمّ الغدر والخيانة في علاقاتهم، إلا عندما غابت عن حياة الناس مراقبة الله عز وجل، وضعفت في نفوسهم خشية الله عز وجل.

وأهمّ علاج ودواء لهذه الآفات المدمرة والمنكرات المهلكة أن يستحضر العبد مراقبة الله عز وجل؛ فالذي يستحضر مراقبة الله تعالى على الدوام، ويعلم علم اليقين أن الله مطلع عليه، ناظر إليه، يُحْصِي عليه أعماله، ويَعُدّ له أخطاءه؛ لا يغش، ولا يمكر، ولا يخون، ولا يخادع، بل يستحيي من الله ويخاف من الله أن يراه وهو يغش في عبادته أو يغش في عمله أو يغش في معاملته.

والذي يستحضر مراقبة الله، لا يحتاج إلى مراقبة أحد من الناس؛ لأن الله تعالى أعظم في قلبه من كل أحد، وأكبر عنده من كل أحد، يُتقن عمله ويُحسِنه، ويجتنب الغش بجميع صوره وأشكاله، تقربا إلى الله، ومحبة لله، وتعظيما لله، وحياء من الله، وطلبا لمرضاة الله، وخوفا من عذاب الله.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مَرَّ عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلًا، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟»، قَالَ أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ كَيْ يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي». رواه مسلم.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة، وأن يجعلنا من عباده المتقين، وحزبه المفلحين، آمين، والحمد لله رب العالمين.

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، وسلم تسليماً كثيراً.

إخوتي الكرام، مراقبة الله في السر والعلن ضمان لنزاهة العبد في خلوته؛ فأغلب المصائب والفواحش والمنكرات إنما تكون في الخلوات، حين يكون الإنسان وحده، غائبا عن أنظار الناس، حينئذ يتجرأ على المنكرات مَنْ لا يستحضرُ مراقبة رب الأرض والسماوات.. في الخلوات يسرق السارق، ويزني الزاني، ويخون الخائن.. فيها تنتهك الحرمات، ويعتدى على الأعراض، ويقع التزوير، وتنتشر الرشاوي…

ولا سبيل إلى حماية البلاد والعباد من هذه المصائب والمنكرات إلا بتربية النفس على استحضار مراقبة الله عز وجل، وزرع ثقافة المراقبة في المجتمع، وتربية الناشئة على هذا الخلق العظيم..

فالواجب على العبد أن يتقي الله في سره وعلانيته، وأن لا يتجرأ على معصية خالقه في خلوته، وأن يستحضر دوما أن الله مطلع عليه وناظر إليه.

وإذا خلوت بريبة في ظلمة . . . . . والنفس داعية إلى الطغيان

فاستحي من نظر الإله وقل لها: . . . . . إن الذي خلق الظلام يراني

واعلم – يا عبد الله – أن في انتهاك الحرمات في الخلوات خزياً وعاراً، وندامة وخسراناً.. وذاك ما حذرنا منه نبينا المختار عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، فقال: «لأعلمَنّ أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تِهامة بيضاً، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثوراً». قال ثوبان: يا رسول الله؛ صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: «أمَا إنهم إخوانكم ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها». رواه ابن ماجة.

واعلم – يا عبد الله – أن الفوز والفلاح، والنجاة والنجاح في تقوى العبد لربه، وخشيته له في سره وعلانيته، ودوام استحضاره لمراقبته في كل وقت وحين.. فإن اللهَ قد أعدَّ لمن راقبَهُ وخَشِيَه أجْراً عظيماً، ومقاماً رفيعاً، فقال سبحانه: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 31 – 35].

ونبينا صلى الله عليه وسلم يخبرنا أن ممن سيكرمهم الله عز وجل يوم القيامة، أُناساً يداومون على مراقبة الله عز وجل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ؛ إِمَامٌ عَادلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ». متفق عليه.

فاتَّقوا الله – عبادَ الله – وراقِبُوه في جميع أحوالكم، واخْشَوْه في الغيبِ والشهادةِ، واتَّقوه وأطِيعُوه مُخلِصين في جميع أعمالكم وتصرفاتكم؛ فإنَّه عليكم رقيبٌ، ومنكم قريب، وهو معكم أينما كنتم، رقيب عليكم، يحصي أعمالكم. ويقول لكم: “يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم، ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فَلْيحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومَنّ إلا نفسه”.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يتقيه في السر والعلانية، ويخشاه في الغيب والشهادة، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، ونسألك القصد في الفقر والغني، ونسألك اللهم نعيماً لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ونسألك برد العيش بعد الموت، ونسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم والشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة، اللهم زينا بزينة الإيمان، واجعلنا هداةً مهتدين، يا رب العالمين.

اللهم فرج هم المهمومين، ونفس كرب المكروبين، وأصلح أحوال المسلمين، واشف مرضى المسلمين أجمعين.

اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.

المصدر
شبكة الالوكة
زر الذهاب إلى الأعلى