يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه الله في كتابه (رحلتي من الشك إلى الإيمان) 1976 – دار المعارف بمصر – ص 8 : ” لقد احتاج الأمر مني إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل والحوار مع النفس وإعادة النظر، ثم إعادة النظر في إعادة النظر .. ثم تقليب الفكر على كل وجه لأقطع فيه الطريق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة إلى لغز الموت إلى ما أكتب من كلمات على درب اليقين. لم يكن الأمر سهلاً، لأني لم أشأ أن آخذ الأمر مأخذاً سهلاً.
أني أصغيت إلى صوت الفطرة وتركت البداهة تقودني لأعفيت نفسي من عناء الجدل، ولقادتني الفطرة إلى الله .. ولكنني جئت في زمن تعقد فيه كل شئ وضعف صوت الفطرة حتى صار همساً وارتفع صوت العقل حتى صار لجاجة وغروراً واعتداداً”