كلَّ ما نقولُه في الصَّلاة سُنَن، ويُمكننا ألَّا نقوله في صلاتنا أصلًا!
(61) زعم البحيري: أنَّ كلَّ ما نقوله في الصَّلاة سُنَن، ويُمكننا ألَّا نقوله في صلاتنا أصلًا.
– الرَّدّ: اللهُ المُستعان، حتى صلاتنا – نحن المُسلمين – لم تَسْلَمْ من عدوِّ الإسلام البحيري، كيف يكون كلّ ما نقوله في الصَّلاة سُنَنًا، ويُمكننا ألَّا نقوله في صلاتنا أصلًا؟!
كيف ذلك ورسول الله ﷺ يقول: «لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الكِتَابِ»1!
كيف ذلك ورسول الله ﷺ يقول للرَّجل الذي أساء في صلاته: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ،…»!2
كيف ذلك ورسول الله ﷺ يقول: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا، فَصَلُّوا قِيَامًا، فَإِذَا رَكَعَ، فَارْكَعُوا وَإِذَا رَفَعَ، فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى قَائِمًا، فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا، فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ»3!
بل التَّكبيرة الأولى، هي أساس الصَّلاة وركنها الأوَّل، كما قال النبيُّ ﷺ: «مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ»4
وهذا يعني أنَّ البحيري كأنَّه لم يُصَلِّ في حياته صلاةً واحدةً، لأنَّه يرى التَّكبيرة الأولى غير واجبة، … وغير ذلك الكثير من النُّصُوص، واللهُ المُستعان.
([1]) صحيح: رواه البخاري في «صحيحه» رقم (756)/ ومسلم في «صحيحه» رقم (394).
([2]) صحيح: رواه البخاري في «صحيحه» رقم (793)/ ومسلم في «صحيحه» رقم (397).
([3]) صحيح: رواه البخاري في «صحيحه» رقم (689)/ وبعضه رواه مسلم في «صحيحه» رقم (409).
([4]) مُسند أحمد، ط الرسالة (2/ 292).