أديان وفرق ومذاهبالإلحاد

كشف الحقائق

رحلة اليقين

بعد الحلقتين عن البرامج التي تروج الإلحاد والخرافات كبرنامج الدحيح لجأ البعض إلى الشخصنة، وادعى البعض أنه رد على ما جاء في الحلقتين ردا علميا.

  • تُرى، ما حقيقة ادعاءاتهم التي ادعوها في هذه الشخصنة؟ وعلى ماذا يدل ذلك؟ وهل يؤتمن مثل هؤلاء على العلم؟
  • كيف نكسب الناس ونتعامل مع من يخالفنا في مثل هذه المواضيع؟
  • هل ردودهم علمية بالفعل؟
  • إجابات هذه الأسئلة في هذه الكلمة.

إخواني الكرام من تابع منكم ردود الأفعال على الحلقتين المتعلِّقتين ببرنامج (الدَّحِّيح) لاحظَ بلا شكٍّ الخير العظيم في كثير من الشَّباب الذين يَبدون في ظاهرهم بعيدين عن الدين، لكنْ لمَّا عرفوا أنَّ إسلامَهم مُستهدَفٌ وأنَّ هناك من يُخادعهم باسم العلم؛ ليسلبهم ما تبقَّى من إيمانهم، استيقظ فيهم مارد الخير والمحبَّة لله ولدينه، وأنا أحيِّي هؤلاء الإخوة وأقول لهم: والله إنِّي لأحبكم لخيريَّتكم، ورفضكم أن يُضحك عليكم ويُسرق منكم إيمانُكم.


ومن تابع لاحظ كذلك طبيعة الرُّدود من المدافعين عن ترويج الإلحاد والخرافات، وهنا اسمحوا لي أن أوضِّح شيئا مهمّا لكي نكون دقيقين في الكلام: ليس كلُّ من عارضني يدافع عن برنامج (الدَّحّيح)؛ هناك من عنده اعتراضٌ على أسلوبي وما إلى ذلك، وكلمتي ليست عن هؤلاء؛ لأنَّ هناك ما هو أولى، الكلمة هي عمَّن يدافعون عن مثل هذا البرنامج، وحتَّى هؤلاء، لا أعدُّهم كلَّهم مروِّجين للإلحاد أو يتعمَّدون الدِّفاع عن ترويج الإلحاد، لكنَّهم في المحصلة حينما يستميتون في الدِّفاع عن مثل هذه البرامج فهم بالفعل يدافعون عن ترويج الإلحاد والخرافات من حيث عَرَفوا أم لم يعرِفوا.


وأنا أعلم أن بعض المعترضين علي، كانوا مستمتعين ببرنامج كبرنامج (الدَّحّيح) ولا يرغبون أصلًا في أن يقتنعوا أنَّ البرنامج فيه مشكلةٌ كبيرةٌ؛ لأنَّهم يحبون هزلية البرنامج، أو يحبون طريقة عرض بعض الأفكار العلميَّة، لكن ليس من قصدهم أن يدافعوا عن الإلحاد.

من الممكن أن بعضهم يدافع عن هذه البرامج؛ لأنَّه غير مقتنع بعدُ أنَّه يبث الإلحاد والخرافات، أو يمكن -مع الأسف- أن يكون قلبه متشرِّبًا للشُّبهات، وصار عنده أفكار إلحاديَّة، هؤلاء الشَّباب كلّهم -إخواني- دعونا نأخذ بيدهم، ونصبر عليهم ولا نُنفِّرهم بأسلوبنا؛ لعلَّ الله يهديهم بنا.
وأنا أعلم -في المقابل- أن بعض المعترِضين قد يكون عنده خصومة فكريَّة مع العبد الفقير فهو يريد أن يظهره على خطأ بأيِّ طريقةٍ، لكنَّ هذا التَّعصُّب والأحكام المسبقة جعلاه لا يلاحظ -مع الأسف- أنَّ الثَّمن الذي يدفعه هو الدِّفاع عن نشر الإلحاد وقد يكون هناك أسبابٌ أخرى، فالذين يخالفوننا ليسوا سواءً، ولا يصح أن نضعهم في بوتقة واحدة.
أنا هنا أحاول أن أوصِل رسالتين:

  • الرِّسالة الأولى: هي التَّأكيد على أنَّ هناك مظلَّةً سيِّئةً من أهدافها نشرُ الإلحاد، وبرنامج (الدَّحِّيح) ليس سوى أحد هذه البرامج الّتي تعمل لهذه الأهداف، وهذه المشاريع كَثُرت -مع الأسف- في بلاد المسلمين المختلفة، هذه الحقيقة يجب أن تكون واضحةً بلا مواربةٍ ولا مجاملةٍ ولا ترقيقِ عباراتٍ.
  • الرِّسالة الثانية: هي أنِّي أريد أن ينتبه الجميع لهذه المظلَّات وينفضُّوا عنها، حتَّى الذين تعتمد عليهم هذه المظلَّات، وفيهم أحمد الغندور (الدَّحّيح)، وفريقُ عمله، فنحن نحبُّ لهم أن يتركوا ترويجهم الإلحادَ والخرافات ويخرجوا من هذه المنظومة؛ لأنَّنا في النِّهاية -إخواني- مِن أمَّةِ مَنْ قال الله له: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالمَينَ﴾ [القرآن 21: 106]، نحن -إخواني- يجب أن نتصرَّف وفي بالنا أنْ ليس عندنا خصومةُ شخصيةُ مع أحد؛ وإنَّما نوالي في الله، ونُعادي في الله، ليس هدفنا تحطيمَ النَّاس، وإنَّما دعوتهم إلى طريق الهداية والإنتاج العلميِّ النَّافع.
    فدعونا -أنا وإياكم يا من تخالفوننا- نتَّفقْ على شيء: هل عندك عقدةٌ مِن الملتحين وتُعمِّم عليهم كلُّهم؟ لا مشكلة، اكرهني، لكن لا تدع كرهك لي -ولغيري- يرمِك في أحضان الإلحاد والخرافات، ويجعلْك تدافع عن نشرها، هل عندك خصومةٌ فكريَّةٌ معي؟ لا مشكلةٌ، نتحاور، لكن ليتك تفعل هذا كلّه بعيدًا من الدِّفاع عمَّا يسبِّب الإلحاد والشُّبهات الهدَّامة لشباب المسلمين، تعال نبتعد أنا وأنت عن هذه المظلَّة السيِّئة، ونختلف بعدها كما تشاء، هل أنت منتفع من هذه المظلَّة الإعلاميَّة، وتتعيش منها؟ ربما لن أستطيع إقناعك بأن تتَّقي الله ليرزُقك من حيث لا تحتسب، لكن على الأقلِّ، انتبه لئلَّا تصل إلى مرحلة الانحياز التَّام لترويج الإلحاد والخرافات والدِّفاع عنها، فتتحوَّل مشكلتك من ضعفٍ في الوقوف مع الحقّ، إلى قوَّة في نصر الباطل، فدعونا -إخوتي- نتَّفق على تحيِيد أشخاصِنا في أثناء نقاش مثل هذه المواضيع!


زر الذهاب إلى الأعلى