الأخبار

كتاب يفضح انهيار الأخلاق بفرنسا ويكسر تابو سِفاح القربى

أثار نشر كتاب “العائلة الكبيرة” للكاتبة الفرنسية كاميلا كوشنر الشهر الماضي، موجة من الجدل والانتقادات والاستقالات المتتالية، بعد فضح ممارسات لا أخلاقية لرجال سلطة فرنسيين، اعتدوا جنسياً على قُصّر من عائلاتهم بدعوى أن “الحرية فوق كل شيء”.

وكاتبة الكتاب كاميلا كوشنر هي ابنة برنارد كوشنر الوزير السابق في الحكومة الفرنسية والمؤسس المشارك في منظمة أطباء بلاد حدود، ووالدتها إيفلين بيسييه الخبيرة الدستورية المشهورة.

وذكرت كوشنر في كتابها La Familia Grande وقائع اعتداء جنسي تَعرَّض له شقيقها التوأم حينما كان قاصراً لم يتجاوز 13 عاماً، من أوليفييه دوهاميل الخبير الدستوري ورئيس مجلس إدارة جامعة “ساينس بو” المرموقة، والعضو السابق في البرلمان الأوروبي.

وكشف الكتاب أن دوهاميل كان زوجاً لوالدة كاميلاً، حينما اعتدى على شقيقها جنسياً، وبعد صمت طويل أخبر الولد أمه بما حدث فعنّفته “واتهمته بإغواء زوجها” حسب صحيفة الغارديان.

وبعد نشر الكتاب بأيام، استقال دوهاميل (70 عاماً) من جميع مناصبه، ولم يُدلِ بأي تصريحات حول مزاعم الكتاب ضده، ثم أعلنت الشرطة الفرنسية فتح تحقيق حول “اغتصاب وانتهاك جنسي لشخص قاصر”، وأخذت أقوال شقيق كاميلا.

لاحقاً ثارت موجة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، شارك فيها آلاف الفرنسيين بقصصهم مع الاعتداء الجنسي و”سِفاح القربى”، تحت وسم MeTooInceste#، ثم توالت استقالات لشخصيات متنفذة من أصدقاء دوهاميل بينهم إليزابيث جيجو وزيرة العدل السابقة رئيسة لجنة تشرف على الاعتداءات على الأطفال.

وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بـ”شجاعة أولئك الذين كسروا تابو سِفاح القربى والاعتداء على الأطفال والقاصرين”، داعياً إلى تغيير قانوني ورفع سنّ “الرضا” عن العلاقات الجنسية، حسب صحيفة الغارديان.

ووفق استطلاع رأي لشركة IPSOS، فإن واحداً من كل 10 فرنسيين تَعرَّض لاعتداء جنسي داخل الأسرة، 78 بالمئة إناث و22 بالمئة ذكور، وقد ارتفعت نسبة سفاح القربى إلى 10 بالمئة عام 2020، أي نحو 7 ملايين ضحية.

ورجعت الكاتبة كاميلا الأزمة الأخلاقية المتزايدة للمجتمع الفرنسي إلى جيل الستينيات، الذي دعا إلى انفتاح كلي في العلاقات الجنسية، وقدّم عريضة بتخفيض سن الرضا إلى 13 عاماً، كان من الموقعين عليها جان بول سارتر وميشيل فوكو وسيمون دو بوفوار.

ووصفت كاميلا ذلك بـ”الإرث الكارثي” الذي كان مَن يعترض عليه أو يحاول توضيح آثاره النفسية التدميرية يُتّهم بـ”الرجعية وضيق الأفق والعبودية”، مُلصِقاً صفة “التحرر” بكل تلك الممارسات المرعبة، التي يدفع المجتمع الفرنسي ثمنها حتى اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى