حلقة صادمة مليئة بالمفاجآت، تعرفك بنعمة الله عليك وتعطي كهنة العلم الزائف حجمهم الحقيقي! من أهم حلقات رحلة اليقين..ساعدونا في النشر يا كرام
كُنَّا في الحلقةِ الماضيةِ قد رأينا كيف سَقطَت ثلاثةُ حصونٍ لنظريَّة التَّطوُّر على أيدي أتباعِها أَنفسِهم: كائناتٌ انتقاليةٌ لا حَصر لها، البُطْء، والتَّدرُّجِيَّة.
كُنَّا في الحلقةِ الماضيةِ قد رأينا كيف سَقطَت ثلاثةُ حصونٍ لنظريَّة التَّطوُّر على أيدي أتباعِها أَنفسِهم: كائناتٌ انتقاليةٌ لا حَصر لها، البُطْء، والتَّدرُّجِيَّة.
تعالوا نُضيِِّقُ الِخنَاق: “الانتخابُ الطبيعيُّ الأعمى”
نسألكم يا أتباع نظريَّة التَّطور: الكائناتُ المشيميَّة والجِرابِيَّة، هل هناك عَلاقة بينها حسَب شَجَراتِكم التَّطوريَّة؟ قالوا: “لا، بل انفصلت أُصولهُا بعضها عن بعضِ قبلَ 160 مِليون سنة” ما بالهُا إذن متشابهةٌ جدًّا في الشَّكل، مع اختلافِها الكبير في التَّشفيرِ الوراثيِّ وأجهزتِها الحيويَّة؟ هل هذا عملُ العَمايةِ والعَشوائيَّة أَم خالقٍ جَعلَها آيةً على قُدرتِه؟
بإمكانك نزع كلمة (تطور) من كل الأسماءِ الهزلية للنَّظريَّة وتضع مكانها (اللَّاممكن):
اللَّاممكن المتوازي
اللَّاممكن المتقارب
اللَّاممكن الكَمِّي
اللَّاممكن المُتَقَطِّع،
وهكذا… ستجدُ من يقول: هذه ميزةٌ في نظريَّةِ التَّطوّر، أن تكون قابلةً للتَشَكُّل، بما يستوْعِبُ المُكتشفاتَ الحديثة.
فرقٌ كبيرٌ -إخواني- بينَ أنْ تكونَ لديك نظريَّةٌ قائمةٌ على شيءٍ: على أركانٍ سليمةٍ، عقلًا، وحِسًا، وتَجرِبةً، ثم تَأتي مشاهَدةٌ تُعارِضُ شيئًا من تفاصِيلها، فتعدِّلَ هذه التفاصيل بما يستوعِبُ المشاهدات، وفي المقابل، أنْ تكونَ النَّظريَّة عبارةً عن تخاريف، ولا تقومَ على شيءٍ، وتأتي المشاهداتُ كلُّها بما يهدمُ أركانَها ويُفْرِغُها من محتواها، وأنتَ مع ذلك تُصِرُّ على هذه النَّظريِّة، بتعديلِ الأسماءِ واقتراحِ مزيدٍ من الافتراضات الَّتي ليس عليها برهانٌ، تمامًا كما فعل صاحبُنا بنظرِيَّتِهِ عن مؤامرة أبناءِ حَارته (يشير إلى مشهد تمثيلي من حلقة سابقة) نعودُ فنسأل أتباعَ النَّظريَّة:نريدُ تفسيرًا علميًا، كفى أسماءً. هل ظاهرة الأسماكِ القشريَّة هذه -مثلًا- نتَجَتْ من العَشوائيَّةِ، والانتخابِ الأعمى؟ يُجيبونك في ورقةِ من نيتشر “Nature” قائلين: “تفسيرُ هذه الظَّاهرة بالتَّطوِّر المُتقاربِ يحتاجُ مُصادفةً غيرَ اعتياديَّة “extraordinary coincidence ”
عندما كُنَّا نقولُ لهم: الكائنات الحيَّة نِظامٌ كاملٌ متكامِلٌ، منها مُفترِسٌ، ومنها مُفترَسٌ، ومِنَ الطُّيور ما يَتغذَّى على الأَزهار ويَرُدُّ لها الجميل بِنَقْلِ حُبوبِ لقاحِها لتتكاثر، والأزهارُ الطَّويلةُ لها نحلاتٌ طويلةُ الفمِ لتنقلَ رحيقَها، والتِّينة تتفتَّح ليَنْقُلَ نوعٌ من الحشراتِ بذورَها لِزهورِ التِّين لغايات التَّلقيح، ويستفيدُ هُوَ -هذا النَّوع من الحشرات- بوضعِ بيوضِه في هذه الحبَّاتِ المتفتِّحةِ، ولكلِّ نوعٍ من التِّين نوعُ حشراتِه الخاص، والكائِناتُ البحريَّة الصغيرة تُنَظِّفُ خياشيمَ الأسماك الكبيرة وأسنانَها بتناول ما فيها من الطُّفيليَّات وبقايا الطَّعام، فيستفيدُ الطَّرفان، وفي أمعاءِ الإنسانِ الواحدِ ترِليونات البكتيريا المتنوِّعةُ الَّتي يستفيدُ منها، وغيرُها ممَّا لا يُحصَى من العلاقات التَّكامليَّة. كلُّ هذا نتيجةُ مصادفاتٍ اعتياديَّة؟! فيقولون: نعم، وسنُسمِّي الَّذي حصل “Co-evolution” التَّطوُّر المُتزامِن.
دعونا من أسمائكم، سؤالُنا واضحٌ: هل العشوائيَّةُ والعَمايَة أنتجتا كلَّ هذه الكائنات -ذكورًا وإناثًا، ثُمَّ أنتجتا هذا التَّكامل بينها في هذا النِّظامِ الدَّقيقِ المحكمِ المتناسقِ.