ضغوط لتنحية ترامب وتوتير يوقف حسابه نهائيا ومحاميه يشهد ضده
أوقف تويتر حساب الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، مع تصاعد الاتهامات الموجهة إليه باستغلال المنصة للتحريض على العنف. يأتي ذلك فيما تتسارع خطوات محاسبة ترامب من جانب الكونغرس على أحداث اقتحام “الكابيتول”.
سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة لدرء حملة جديدة لمساءلته، بينما أوقفت شركة تويتر حسابه نهائيا، مبررة ذلك باحتمال قيامه بالتحريض على مزيد من أعمال العنف بعد يومين من اقتحام حشد من أنصاره مبنى الكونغرس (الكابيتول).
واتّهم ترامب تويتر الجمعة بالتآمر “لإسكاته” بعدما أقدم الموقع على تعليق حسابه “بشكل دائم”. وكتب ترامب عبر حساب رئيس الولايات المتحدة على “تويتر” أنّ “تويتر ذهب أبعد من ذلك في حظر حرّية التعبير.
وهذا المساء، قام موظّفو تويتر بالتنسيق مع الديموقراطيّين واليسار الراديكالي لإزالة حسابي من منصّتهم لإسكاتي أنا وأنتُم (أنتُم بالأحرف الكبيرة) الـ75 مليونًا من الوطنيّين العظيمين الذين صوّتوا لي”.
وقالت شركة تويتر “بعد المراجعة الدقيقة للتغريدات الأخيرة لحساب دونالد ترامب والظروف المحيطة بها، أوقفنا الحساب نهائيا بسبب خطر حدوث مزيد من التحريض على العنف”.
وأضافت الشركة أن خططا للاحتجاجات المسلحة المستقبلية تنتشر على تويتر وعلى غيره، بما في ذلك هجوم آخر مقترح على الكابيتول في 17 يناير /كانون الثاني.
واستخدم ترامب حسابه الرسمي فيما بعد يوم الجمعة لينشر تغريدتين قال فيهما “لن يتم إسكاتنا” و”تويتر غير معني بحرية التعبير”. وقال إنه يبحث بناء منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي. وسرعان ما حذفت تويتر التغريدتين.
وكان استخدام ترامب المنتظم لتويتر جزءا أساسيا من حملته عندما هزم الديمقراطية هيلاري كلينتون للفوز بالرئاسة في عام 2016. ومنذ ذلك الحين، استخدمه لإشعال حماس قاعدته السياسية بهجمات على الديمقراطيين وأي جمهوريين يعارضونه.
خطوات جادة نحو المساءلة
وحرض ترامب آلافا من أنصاره يوم الأربعاء على الزحف إلى مبنى الكونغرس مما أدى إلى فوضى شهدت اقتحام حشود للمبنى وهرولة النواب إلى الاختباء ومقتل شرطي وأربعة آخرين. وكان ذلك أثناء اجتماع الكونغرس للتصديق على هزيمته أمام الديمقراطي جو بايدن.
وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إن ترامب ما لم يقدم استقالته، فإنها قد أصدرت تعليماتها إلى لجنة القواعد بمجلس النواب للمضي قدما في اقتراح المساءلة وسن تشريع استنادا إلى التعديل الخامس والعشرين للدستور الأمريكي الذي ينص على إقالة الرئيس إذا كان غير قادر على أداء مهامه.
وقالت بيلوسي إنها تحدثت مع الجنرال مارك ميلي رئيس هيئة الأركان المشتركة عن اتخاذ إجراءات احترازية لمنع ترامب من القيام بأعمال عسكرية عدائية أو إطلاق أسلحة نووية.
وقال مصدر مطلع إن بيلوسي أبلغت أعضاء في مؤتمر عبر الهاتف مع الديمقراطيين أنها تلقت تطمينات من ميلي بأن هناك إجراءات حماية متبعة لاستخدام الأسلحة النووية.
وقالت بيلوسي “الموقف مع هذا الرئيس المختل لا يمكن أن يكون أكثر خطورة وعلينا أن نفعل كل ما بوسعنا لحماية الشعب الأمريكي من اعتدائه غير المتزن على بلادنا وعلى ديمقراطيتنا”.
ضغوط لتفعيل التعديل 25 من الدستور
ويأمل الديمقراطيون، الذين قالوا إن المساءلة قد تطرح في مجلس النواب هذا الأسبوع، أن تؤدي التهديدات بالمساءلة لتكثيف الضغوط على نائب الرئيس مايك بنس والحكومة لتفعيل التعديل الخامس والعشرين للإطاحة بترامب قبل انتهاء ولايته بعد أقل من أسبوعين.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاد ديري يوم الجمعة إن مساءلة ترامب مع بقاء 12 يوما فقط على انتهاء ولايته لن تؤدي إلا إلى زيادة حدة الانقسام في البلاد.
لكن من غير الواضح إن كان النواب سيتمكنون حقا من تنحية ترامب من منصبه إذ أن أي مساءلة ستستدعي محاكمة في مجلس الشيوخ الذي لا يزال الجمهوريون حتى الآن يهيمنون عليه.
وقال بايدن للصحفيين إنه يعتقد أن ترامب لا يصلح لتولي السلطة لكن أمر مساءلته متروك للكونغرس لاتخاذ قرار بشأنه.
محامي ترامب يشهد ضده
من جانبه، قال مايكل كوهين، المحامي السابق للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، إنه سيدلي بشهادته بشأن “مخالفات” غير محددة ارتكبها ترامب وعائلته.
وكتب كوهين على تويتر يوم الجمعة “لقد تلقيت طلبا ووافقت على التعاون مع العديد من الوكالات الحكومية للإدلاء بشهادة بشأن المخالفات التي ارتكبها ترامب وعائلة ترامب”.
وتابع “إنني أفعل هذا بشكل أساسي، لأن ترامب وعائلته حاولوا، ولحسن الحظ، فشلوا في تدمير ديمقراطية أمريكا”.
وصدر حكم في عام 2018 بحق المحامي (53 عاما)، الذي تم إلغاء ترخيص عمله، بالسجن ثلاث سنوات في ولاية نيويورك، بعد أن أقر بالذنب في عدة جرائم، بما في ذلك الشهادة الزور أمام الكونغرس الأمريكي وانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية.
وتضمنت التهمة الأخيرة مدفوعات لإسكات ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، قال كوهين إنه دفعها نيابة عن ترامب.