أديان وفرق ومذاهبالشيعة

صفات وأوصاف الرافضة (2)

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد: سبق الحديثُ عن صفات وأوصاف الرافضة، ومن أبرز صفاتهم وأوصافهم كذلك:

تاسعًا: دخولُ الملاحدةِ من بابهم لإفساد الإسلام:

وضَّح ابن تيمية رحمه الله أنَّ التشيُّع بابٌ يدخل منه الملاحدة لهدم الإسلام، فقال: (الملاحدةُ؛ من الباطنيةِ الإسماعيليةِ وغيرِهم، والغلاةِ النصيرية وغيرِ النصيرية؛ إنما يُظهِرون التَّشيعَ، وهم في الباطن أكفرُ من اليهود والنصارى، فدلَّ ذلك على أنَّ التشيع دِهليزُ1 الكفر والنفاق)2.

(والعلماء دائمًا يذكرون أنَّ الذي ابتدع الرَّفضَ كان زِنديقًا مُلحِدًا، مقصودُه إفسادَ دين الإسلام، ولهذا صار الرفضُ مأوى الزنادقة الملحدين من الغالية والمعطلة؛ كالنصيرية، والإسماعيلية، ونحوهم… وهذا معروفٌ عن ابن سبأ3 وأتباعِه، وهو الذي ابتدعَ النصَّ في عليٍّ رضي الله عنه، وابتدعَ أنه معصوم، فالرافضة الإمامية هم أتباع المرتدين، وغِلمان المُلحدين، ووَرَثةُ المنافقين، إن لم يكونوا أعيانَ المرتدين المُلحدين)4.

(ولا ريبَ أنَّ المجوس5، والصابئة6، شَرٌّ من اليهود والنصارى، ولكن تظاهروا بالتَّشيُّع، قالوا: لأنَّ الشيعة أسرعُ الطوائفِ استجابةً لنا؛ لِمَا فيهم من الخروج عن الشريعة، ولِمَا فيهم من الجهلِ، وتصديقِ المجهولات)7.

(وكان من أعظم ما به دخل هؤلاء [أي: الملاحدة] على المسلمين، وأفسدوا الدِّينَ؛ هو طريق الشيعة؛ لِفَرْطِ جهلِهم وأهوائِهم وبُعدِهم من دين الإسلام، وبهذا وصُّوا دعاتهم؛ أن يدخلوا على المسلمين من باب التشيع، وصاروا يستعينون بما عند الشيعة من الأكاذيب والأهواء، ويزيدون هم على ذلك ما ناسَبَهم من الافتراء؛ حتى فعلوا في أهل الإيمان ما لم يفعله عبدةُ الأوثان والصُّلبان، وكان حقيقةُ أمرِهم دِينَ فرعونَ الذي هو شَرٌّ من دين اليهودِ والنصارى وعبادِ الأصنام، وأوَّلُ دعوتهم التشيع، وآخِرُها الانسلاخُ من الإسلام، بل من المللِ كلِّها)8.

عاشرًا: موالاتُهم للكفار، وإعانتُهم على حرب الإسلام:

وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله عداء الرافضة للمسلمين، وبيَّن أنَّ ليس لهم سعيٌ إلاَّ في هدمِ الإسلام، ونَقْضِ عُراه، فقال: (الرافضة يُوَالون أعداءَ الدِّينالذين يَعرف كلُّ أحدٍ معاداتِهم؛ من اليهود، والنصارى، والمشركين مشركي الترك، ويُعادون أولياءَ اللهِالذين هم خيار أهل الدِّين، وسادات المتقين، وهم الذين أقاموه، وبلَّغوه، ونصروه، ولهذا كان الرافضة من أعظم الأسباب في دخول الترك الكفار إلى بلاد الإسلام، وأما قصة الوزير ابن العلقمي وغيرِه؛ كالنصير الطوسي مع الكفار، وممالأتهم على المسلمين، فقد عرفها الخاصة والعامة، وكذلك مَنْ كان منهم بالشام ظاهروا المشركين على المسلمين، وعاونوهم معاونةً عرفها الناس، 9 وكذلك لَمَّا انكسر عسكرُ المسلمين- لَمَّا قدم غازان – ظاهروا الكفارَ النصارى، وغيرَهم من أعداء المسلمين، وباعوهم أولادَ المسلمين بيع العبيد، وأموالَهم، وحاربوا المسلمين محاربةً ظاهرة، وحَمَل بعضُهم رايةَ الصَّليب، وهم كانوا من أعظم الأسباب في استيلاء النصارى قديمًا على بيت المقدس حتى استنقذه المسلمون منهم، وقد دخل فيهم أعظمُ الناس نفاقًا؛ من النصيرية والإسماعيلية ونحوِهم – مِمَّنْ هو أعظمُ كفرًا في الباطن، ومعاداةً لله ورسوله من اليهود والنصارى)10.

وقال أيضًا: (وهذا حال أهل البدع المخالفة للكتاب والسُّنة؛ فإنهم إنْ يتَّبعون إلاَّ الظنَّ وما تهوى الأنفسُ، ففيهم جهلٌ وظلمٌ، لا سيما الرافضة؛ فإنهم أعظم ذوي الأهواء جهلًا وظلمًا، يُعادون خيارَ أولياءِ الله تعالى من بعد النبيين، من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، والذين اتبعوهم بإحسانٍ رضي اللهُ عنهم ورضوا عنه، ويُوالون الكفارَ والمنافقين؛ من اليهود والنصارى والمشركين وأصناف المُلحدين…

تجِدُهم يُعاونون المشركين وأهلَ الكتاب على المسلمين أهلِ القرآن؛ كما قد جَرَّبَه الناسُ منهم غيرَ مرةٍ؛ في مِثلِ إعانتِهم للمشركين من التُّرك وغيرِهم على أهل الإسلام بخراسان والعراق والجزيرة والشام وغير ذلك، وإعانتِهم للنصارى على المسلمين بالشام ومصر، وغير ذلك في وقائع متعدِّدة، من أعظمها: الحوادث التي كانت في الإسلام في المائة الرابعة11، والسابعة12.

فإنه لَمَّا قَدِمَ كفار الترك [أي: التتار] إلى بلاد الإسلام؛ وقُتِل من المسلمين ما لا يُحْصِي عددَه إلاَّ ربُّ الأنام، كانوا من أعظم الناس عداوةً للمسلمين، ومعاونةً للكافرين، وهكذا معاونتُهم لليهود أمرٌ شهيرٌ حتى جعلهم الناسُ لهم كالحمير)13.

(وكثيرٌ منهم يُوادُّ الكفار من وسطِ قلبِه أكثرَ من موادَّتِه للمسلمين… والنصارى – الذين قاتلهم المسلمون بالشام – كانت الرافضة من أعظم أعوانهم، وكذلك إذا صار لليهود دولةٌ بالعراقِ وغيرِه تكون الرافضة من أعظم أعوانهم، فَهُم دائمًا يوالون الكفار؛ من المشركين واليهود والنصارى، ويُعاونونهم على قتال المسلمين، ومعاداتِهم)14.

(فهذه الأمورُ وأمثالُهامما هي ظاهرةٌ مشهورة، يعرِفُها الخاصة والعامة، توجب ظهورَ مباينتِهم للمسلمين، ومفارقتَهم للدِّين، ودخولَهم في زمرة الكفار والمنافقين؛ حتى يَعُدَّهم مَنْ رأى أحوالهم جِنسًا آخَرَ غيرَ جِنسِ المسلمين، فإن المسلمين الذين يُقيمون دِينَ الإسلام – في الشرق والغرب قديمًا وحديثًا – هم الجمهور، والرافضةُ ليس لهم سعيٌّ إلاَّ في هدمِ الإسلام، ونقْضِ عُراه، وإفسادِ قواعدِه، والقَدْرُ الذي عندهم من الإسلام إنما قام بسببِ قيامِ الجمهورِ به)15.

الحادي عشر: أهل السنة مع الرافضة كالمسلمين مع النصارى:

قال ابن تيمية رحمه الله: (أهل السنة مع الرافضة كالمسلمين مع النصارى؛ فإنَّ المسلمين يؤمنون بأنَّ المسيحَ عبدٌ لله ورسولُه، ولا يَغلون فيه غُلُوَّ النصارى، ولا يَجفون جفاءَ اليهود، والنصارى تدَّعي فيه الإلهيةَ، وتريد أنْ تُفَضِّلَه على محمدٍ وإبراهيمَ وموسى، بل تُفَضِّل الحواريين على هؤلاء الرسل، كما تريد الروافض أنْ تُفَضِّلَ مَنْ قاتل مع عليٍّ؛ كمحمدِ بنِ أبي بكر16، والأشتر النخعي17، على أبي بكرٍ، وعمرَ، وعثمانَ، وجمهورِ الصحابة؛ من المهاجرين والأنصار)18.

وقال أيضًا: (ولهذا كانت الرافضةُ من أجهلِ الناس وأضَلِّهم؛ كما أنَّ النصارى من أجهل الناس، والرافضةُ من أخبثِ الناس؛ كما أنَّ اليهود من أخبثِ الناس، ففيهم نوعٌ من ضلالِ النصارى، ونوعٌ من خبث اليهود)19.

الثاني عشر: تكفيرهم للصحابة رضي الله عنهم والافتراء عليهم:

ومن افتراءِ الرافضةِ الكذبُ على الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وتكفيرُهم واتِّهامُهم بالرِّدة، وفي ذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: (الرافضةُ أو أكثرُهم – لِفَرْطِ جهلِهم وضلالِهم – يقولون: إنهم [أي: أبو بكر وعمر وعثمان] ومَن اتَّبعهم كانوا كفَّارًا مُرتدِّين، وأنَّ اليهود والنصارى كانوا خيرًا منهم؛ لأنَّ الكافرَ الأصلي خيرٌ من المرتد، وقد رأيتُ هذا في عِدَّة من كتبهم، وهذا القول من أعظمِ الأقوالِ افتراءً على أولياءِ الله المتقين، وحزبِ الله المفلحين، وجندِ الله الغالبين)20.

(ومن أعظم خبث القلوب: أن يكون في قلب العبد غِلٌّ لخيار المؤمنين، وسادات أولياء الله بعد النبيين)21.

(وقد تدبَّرتُهم؛ فوَجَدتُّهم لا يُضيفون إلى الصحابة عيبًا إلاَّ وهم أعظمُ الناس اتِّصافًا به، والصحابةُ أبعدُ الناس عنه، فهُمْ أكذبُ الناس بِلا ريب؛ كمسيلمة الكذَّاب، إذْ قال: “أنا نبي صادق، ومحمد كذاب”، ولهذا يَصِفون أنفسهم بالإيمان، ويصفون الصحابة بالنفاق، وهم أعظم الطوائف نفاقًا، والصحابةُ أعظمُ الخلقِ إيمانًا)22.

(ولا يطعن على أبي بكرٍ وعمرَ رضي الله عنهما إلاَّ أحدُ رجلين: إمَّا رجلٌ منافقٌ زنديقٌ مُلحدٌ عدوٌّ للإسلام، يتوصَّل بالطعن فيهما إلى الطعن في الرسولِ ودين الإسلامِ، وهذا حالُ المُعلِّمِ الأَوَّلِ للرافضة؛ أَوَّلِ مَن ابتدعَ الرفضَ، وحالُ أئمةِ الباطنية، وإمَّا جاهلٌ مُفْرِطٌ في الجَهلِ والهوى، وهو الغالب على عامة الشيعة، إذا كانوا مسلمين في الباطن)23.

الثالث عشر: يدَّعون محبَّةَ آلِ البيت، وهم يُحاربونهم ويقتلونهم:

(ومن العَجَب من هؤلاء الرافضة: أنهم يدَّعون تعظيمَ آلِ محمدٍ – عليه أفضل الصلاة والسلام – وهم سَعَوا في مجيء التتار الكفار إلى بغداد دارِ الخلافة؛ حتى قَتلت الكفارُ من المسلمين ما لا يُحصيه إلاَّ اللهُ تعالى، من بني هاشمٍ وغيرِهم، وقتلوا بجهاتِ بغداد ألف ألف وثمانمائة ألف ونيفًا وسبعين ألفًا [أي: مليون وثمانمائة وسبعون ألفًا] وقتلوا الخليفةَ العباسي، وسَبَوا النِّساءَ الهاشميات، وصبيان الهاشميين، فهذا هو البُغْضُ لآل محمدٍ صلى الله عليه وسلم بلا ريب، وكان ذلك من فِعْلِ الكفارِ بمعاونة الرافضة)24.

(فقَاتَلَ اللهُ الرافضةَ، وانْتَصَفَ لأهل البيت منهم؛ فإنهم ألصقوا بهم من العيوب والشَّين ما لا يخفى على ذي عين)25.

(فإنَّ منتهى أمرِهم تكفيرُ عليٍّ رضي الله عنه وأهلِ بيته، بعد أنْ كفَّروا الصحابةَ والجمهور)26.

(فتبيَّنَ أنَّ الرافضة من أعظم الناس قدحًا وطعنًا في أهل البيت، وأنهم هم الذين عادَوا أهلَ البيت في نفس الأمر، ونسبوهم إلى أعظم المنكرات، التي مَنْ فَعَلَها كان من الكفار، وليس هذا بِبِدْعٍ من جهل الرافضة وحماقاتهم)27.

الرابع عشر: طعنُهم في رسالةِ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابِه رضي الله عنهم:

ومِنْ تطاول الرافضة على مقام النبوة أنْ طعنوا في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، وطعنوا في صاحب رسول الله أبي بكر رضي الله عنه واتَّهموه بأنه يُظهِر موالاة النبي صلى الله عليه وسلم ويُبطِن معاداته، ولا ريب أنَّ الطعن في الصحابة طعنٌ في النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ردَّ ابن تيمية هذه الفِرية بقوله: (فكيف يشهدُ [أي: النبي صلى الله عليه وسلم] لأبي بكر: بأنَّ اللهَ معهما، وهو لا يعلم ذلك، والكلامُ بلا علمٍ لا يجوز، وأيضًا فإنَّ الله أخبرَ بهذا عن الرسول إخبارَ مُقَرِّرٍ له، لا إخبارَ مُنْكِرٍ له، فَعُلِمَ أنَّ قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، من الخَبَر الصِّدق الذي أمَرَ الله به، ورَضِيَه، لا مِمَّا أنكرَه وعابَه.

وأيضًا فمعلوم أنَّ أضعفَ الناس عقلًا لا يخفى عليه حالُ مَنْ يصحبه في مِثلِ هذا السفر، الذي يُعاديه فيه الملأُ الذين هم بين أظهرِهم، ويطلبون قتْلَه، وأولياؤه هناك لا يستطيعون نَصْرَه، فكيف يصحبُ واحدًا مِمَّنْ يُظهِر له موالاته دون غيره، وقد أظهرَ له هذا حزنه، وهو مع ذلك عدوٌّ له في الباطن، والمصحوب يعتقد أنه ولِيُّه، وهذا لا يفعله إلاَّ أحمق الناس وأجهلهم.

فقَبَّحَ اللهُ مَنْ نَسَبَ رسولَه – الذي هو أكمل الخَلق عقلًا وعِلمًا وخِبرةً – إلى مِثلِ هذه الجهالة والغباوة)28.

وقال أيضًا: (وقد بَرَّأَ اللهُ رسولَه وصِدِّيقَه من كَذِبهم، وتبيَّن أنَّ قولَهم يستلزم القَدْحَ في الرسول)29.

وبيَّن أنهم (مُخالفون للقرآن، والسُّنة المتواترة، ولإجماع السابقين الأوَّلين والتابعين لهم بإحسانٍ)30.

وبيَّن أنَّ باطن أمرِهم الطعنُ في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (وأمَّا الرافضة فيطعنون في الصحابة ونَقْلِهِم، وباطنُ أمرِهم الطعنُ في الرسالة)31. (ومَنْ وُعِدَ أنْ يَظهر دينُه على الدِّين كلِّه، فكيف يكون أكابر خواصِّه مرتدين؟!

فهذا ونحوه من أعظم ما يقدح به الرافضةُ في الرسول، كما قال مالك وغيره: إنما أراد هؤلاء الرافضة الطعن في الرسول؛ ليقول القائل: رجل سوء كان له أصحاب سوء، ولو كان رجلًا صالحًا لكان أصحابه صالحين، ولهذا قال أهل العلم: إنَّ الرافضة دسيسة الزندقة، وإنه وضع عليها)32.

وقد بلغ من حقد الرافضة على الإسلام أنهم يؤذون اللهَ تعالى ورسولَهصلى الله عليه وسلم، قال ابن تيمية رحمه الله: (كما يُذكر عن بعض الرافضة؛ أنه آذى اللهَ ورسولَه؛ بسبب تقديم اللهِ ورسولِه لأبي بكر وعمر، وعن بعضهم: أنهم كانوا يقرؤون شيئًا من الحديث في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم فأتوا على فضائل أبي بكر رضي الله عنه، فلما سمعها قال لأصحابه: “تعلمون – واللهِ – بلاءكم من صاحب هذا القبر، يقول: مُروا أبا بكر فليصلِّ بالناس، لو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتَّخذت أبا بكر خليلًا، يأبى اللهُ والمسلمون إلاَّ أبا بكر”)33.

وبيَّن رحمه الله غلوَّهم في الأئمة الاثني عشر، وجعلوهم في مرتبةٍ أعلى من مرتبة الأنبياء، فقال: (والرافضة تجعل الأئمةَ الاثني عَشَرَ أفضلَ من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، وغاليتُهم يقولون: إنهم أفضل من الأنبياء؛ لأنهم يعتقدون فيهم الإلهية كما اعتقدته النصارى في المسيح)34.

وقال أيضًا: (ولهذا لا يوجد الغلو في طائفة أكثر مما يوجد فيهم. ومنهم مَن ادَّعى إلهيةَ البشر، وادَّعى النبوة في غير النبي صلى الله عليه وسلم، وادَّعى العصمة في الأئمة، ونحو ذلك مما هو أعظم مما يوجد في سائر الطوائف)35.

الخلاصة:

نخلص مما سبق ذكره من أوصاف الرافضة إلى أنهم مزيج وخليط من عقائد شتَّى: من اليهودية والنصرانية والمجوسية والملحدة وأخيرًا الإسلام، فمزجو بينها، وخلطوا جميعَها؛ فخرجوا على الدنيا بدينٍ ليس بينه وبين الإسلام الحق صلة إلاَّ الاسم الظاهر؛ فأحدثوا في الإسلام وسَنُّوا السنن السيئة، وأخفوا السُّنن الحسنة، وزيَّفوا الحق، وقلبوا الحقائق، وكفَّروا المسلمين، وأعانوا الكافرين، وهجروا سُنَّةَ سيِّد المرسلين صلى الله عليه وسلم إلى أقوالٍ باطلة، وفلسفاتٍ كاذبة، وحكاياتٍ وأقاصيصَ واهية، فكانوا من أشد الفِرق وأعظم المذاهب هجرًا للسُّنة، وعداوةً لها.

  1. (الدِّهليز): بالكسر، لفظٌ فارسي معرَّب، وهو ما بين الباب والدار. انظر: (لسان العرب، (5/ 150). ↩︎
  2. منهاج السنة النبوية، (8/ 347). ↩︎
  3. هو عبدُ اللهِ بن سبأ اليمني، من غُلاة الزنادقة، ضالٌّ مُضِل، وقد نفاه عليٌّ رضي الله عنه بعد ما همَّ به، ليس له روايةٌ ولله الحمد، أتباعه يسمون السَّبئية، ويعتقدون إلهيةَ عليٍّ، هلك في حدود (40 هـ). انظر: ميزان الاعتدال، (2/ 268). ↩︎
  4. منهاج السنة النبوية، (7/ 159). ↩︎
  5. (المجوس): قوم يعبدون النار، وقد أثبتوا إلهين: النور والظلمة، ويستحلون نكاح المحارم، ويتطهَّرون بأبوال البقر تديُّنًا. انظر: الملل والنحل، (1/ 122). ↩︎
  6. (الصابئة): هم قوم يعبدون الكواكب. انظر: الملل والنحل، (2/ 16). ↩︎
  7. منهاج السنة النبوية، (3/ 262). ↩︎
  8.  منهاج السنة النبوية، (8/ 7). ↩︎
  9. سبحان الله! ما أشبه الليلة بالبارحة، والتاريخ يُعيد نفسَه، في حرب الرافضة للمسلمين في سوريا والعراق واليمن والبحرين ولبنان… ↩︎
  10. منهاج السنة النبوية، (7/ 296، 297). ↩︎
  11. من أشد ما فعلوه بالمسلمين في ” المائة الرابعة “: أنهم قتلوا الحُجَّاج عند الكعبة المشرفة، وسرقوا الحجر الأسود، وقد مكث عندهم (22 سنة) من (عام 317 هـ) حتى (عام 339 هـ). ↩︎
  12. من أشد ما فعلوه بالمسلمين في ” المائة السابعة “: ما فعلوه في بغداد من عظائم (سنة 656 هـ)؛ حيث أعانوا المغول على المسلمين، وقتلوا الخليفة العباسي في خيانةٍ دبَّرها ابن العلقمي الرافضي، وقتلوا العلماء، وأغرقوا الكتب في النهر حتى تغيَّر لونه. انظر: البداية والنهاية، (13/ 215). ↩︎
  13.  منهاج السنة النبوية، (1/ 8). ↩︎
  14. منهاج السنة النبوية، (3/ 224-225). ↩︎
  15.  منهاج السنة النبوية، (7/ 297). ↩︎
  16. هو محمد بن أبي بكر الصديق، وُلِد (سنة 10 هـ) في حجة الوداع، وقد انضم إلى عليٍّ، فكان من أُمرائه، فسيَّره على إِمرةِ مصرَ، توفي (سنة 38 هـ). انظر: شذرات الذهب، (1/ 60). ↩︎
  17. هو مالك بن الحارث النخعي، الملقب (بالأشتر)، مخضرم، نزيل الكوفة، ولاَّه عليٌّ مصرَ، وتوفي قبل أن يدخلها (سنة 37 هـ). انظر: سير أعلام النبلاء، (4/ 48). ↩︎
  18.  منهاج السنة النبوية، (2/ 29). ↩︎
  19.  منهاج السنة النبوية، (2/ 34). ↩︎
  20. منهاج السنة النبوية، (7/ 349). ↩︎
  21. منهاج السنة النبوية، (1/ 9). ↩︎
  22. منهاج السنة النبوية، (2/ 43). ↩︎
  23. منهاج السنة النبوية، (6/ 69). ↩︎
  24. منهاج السنة النبوية، (4/ 358). ↩︎
  25. منهاج السنة النبوية، (4/ 142). ↩︎
  26. منهاج السنة النبوية، (7/ 291. ↩︎
  27.  منهاج السنة النبوية، (7/ 290). ↩︎
  28. منهاج السنة النبوية، (8/ 301). ↩︎
  29.  منهاج السنة النبوية، (8/ 302). ↩︎
  30. منهاج السنة النبوية، (4/ 90). ↩︎
  31. منهاج السنة النبوية، (3/ 268). ↩︎
  32. منهاج السنة النبوية، (7/ 334). ↩︎
  33. منهاج السنة النبوية، (5/ 137، 138). ↩︎
  34.  منهاج السنة النبوية، (1/ 481-482). ↩︎
  35. منهاج السنة النبوية، (2/ 34). ↩︎
المصدر
شبكة الألوكة
زر الذهاب إلى الأعلى