أديان وفرق ومذاهبالشيعة

صفات وأوصاف الرافضة (1)

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ أمَّا بعد: من أهم صفات وأوصاف الرافضة ما يلي:

أولًا: الجهل وقِلَّة العقل:

ذَكَرَ ابن تيمية رحمه الله أنَّ الرافضة1 بلغوا الغايةَ في الجهل بدينِ الإسلام، وقلَّةِ العقل، فيقول: (والرافضةُ من أجهل الناس بدين الإسلام، وليس للإنسان منهم شيء يختص به إلاَّ ما يَسُرُّ عدوَّ الإسلام، ويسوءُ وليَّه، فأيامهم في الإسلام كلُّها سودٌ، وأعرَفُ الناس بعيوبِهم وممادحهم أهلُ السنة، لا تزال تطَّلِعَ منهم على أمور غيرها عرفتها؛ كما قال تعالى – في اليهود: ﴿ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 13]، ولو ذكرتُ بعضَ ما عرفتُه منهم بالمباشرة، ونقلِ الثقات، وما رأيته في كتبهم؛ لاحتاجَ ذلك إلى كتابٍ كبير، وهم الغايةُ في الجهل، وقِلَّةِ العقل، يُبغضون من الأمور ما لا فائدةَ لهم في بُغضِه، ويفعلون من الأمور ما لا منفعةَ لهم فيه – إذا قُدِّرَ أنهم على حَقٍّ؛ مِثلُ نَتْفِ النَّعجة، حتى كأنَّ لهم عليها ثأرًا؛ كأنهم ينتفون عائشةَ [رضي الله عنها] وشقِّ جوفِ الكبش؛ كأنهم يَشُقُّون جوفَ عمرَ [رضي الله عنه]! فهل فَعَلَ هذا أحدٌ من طوائف المسلمين بعدوِّه غيرُهم، ولو كان مِثْلُ هذا مشروعًا؛ لكان بأبي جهلٍ وأمثالِه أَولى)2.

وقال أيضًا: (وقد اتَّفق عقلاءُ المسلمين: على أنه ليس في طائفةٍ من طوائف أهلِ القبلة أكثرُ جهلًا وضلالًا وكذبًا وبِدَعًا، وأقربُ إلى كلِّ شرٍّ، وأبعدُ عن كلِّ خيرٍ من طائفته)3. يعني: الرافضةَ.

ثانيًا: النفاق:

قال ابن تيمية رحمه الله: (والرافضةُ تجعل هذا من أصولِ دينِها، وتُسمِّيه التَّقية4، وتحكي هذا عن أئمة أهل البيت، الذين برَّأهم الله عن ذلك، حتى يحكوا عن جعفرٍ الصادق، أنه قال: “التقية دِيني ودِين آبائي”، وقد نزَّه اللهُ المؤمنين من أهل البيت وغيرِهم عن ذلك، بل كانوا من أعظم الناس صِدقًا وتحقيقًا للإيمان، وكان دِينُهم التقوى لا التقية)5.

(وعامةُ علاماتِ النفاق وأسبابِه ليست في أحد من أصناف الأمة أظهرُ منها في الرافضة؛ حتى يوجد فيهم من النفاق الغليظ الظاهر ما لا يوجد في غيرهم، وشِعارُ دينِهم التقية؛ التي هي: أن يقول بلسانه ما ليس في قلبه، وهذا علامةُ النِّفاق؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإيمَانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ ﴾ [آل عمران: 166-167]… فهذه الآياتُ نزلت في المنافقين، وليس المنافقون في طائفةٍ أكثرَ منهم في الرافضة؛ حتى أنه ليس في الروافض إلاَّ مَنْ فيه شُعبةٌ من شُعَبِ النِّفاق؛ كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا؛ إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ»6 أخرجاه في الصحيحين)7.

وقال أيضًا: (فإنَّ النفاق كثيرٌ ظاهرٌ في الرافضة إخوانِ اليهود، ولا يوجد في الطوائف أكثرُ وأظهرُ نفاقًا منهم؛ حتى يوجد فيهم النصيرية8، والإسماعيلية9، وأمثالُهم مِمَّنْ هو من أعظم الطوائفِ نفاقًا وزندقةً، وعداوةً لله ولرسوله)10.

وبيَّن أن الرافضة يعاشرون الناس بالتقية والنفاق والغش، فقال: (وأمَّا الرافضي فلا يُعاشِرُ أحدًا إلاَّ استعمل معه النفاق؛ فإن دينه الذي في قلبه دينٌ فاسد، يحمله على الكذب، والخيانة، وغشِّ الناس، وإرادة السوء بهم، فهو لا يألوهم خبالًا، ولا يترك شرًا يقدر عليه إلاَّ فَعَلَه بهم، وهو ممقوتٌ عند مَنْ لا يعرفه، وإنْ لم يعرِفْ أنه رافضي، تظهر على وجهه سيما النفاق، وفي لحن القول، ولهذا تجده ينافق ضعفاءَ الناس، ومَنْ لا حاجة به إليه؛ لما في قلبه من النفاق الذي يُضعِفُ قلبَه)11.

وقد ذكر رحمه الله بأنه ليس في علماء الأُمَّة أحدٌ من الإمامية لا ظاهرًا ولا باطنًا؛ كما قال ابن تيمية رحمه الله: (واللهُ يعلم أني مع كثرةِ بحثي، وتطلُّعي إلى معرفة أقوال الناس ومذاهبهم، ما علمتُ رجلًا له في الأُمَّة لِسان صدق يُتَّهم بمذهب الإمامية، فضلًا عن أنْ يُقال: إنه يعتقده في الباطن)12.

(وصِفَةُ التَّقية “النفاق”  عند الرافضة تدل على أمرين:

الأمر الأول: أنهم أهل ضعفٍ وجُبن، فلا يستطيعون مواجهة الناس بمعتقداتهم الفاسدة. وهكذا النفاق: فإنه يوجد غالبًا عند قوة المسلمين وعلوِّ شأنهم، فيضطر مَنْ في قلبه مرض للمداهنة والمُسايرة في الظاهر، ثم البُغض والمعاداة في الباطن.

الأمر الثاني: أنهم أهل تدليسٍ ومكرٍ وخداع، ومَنْ كانت هذه صفته فإنه لا يؤمن جانبه، ولا يوثق بحاله)13.

وربما تدل صفة التقية على أمر ثالث، وهو أصلهم الذي انبعثوا منه وانبثقوا عنه، وهو عبد الله بن سبأ الذي أبطن الكفر وأظهر الإسلام، فتوارثوا صفته ممَّا يدل على صدق نسبتهم إليه.

ثالثًا: الكذب:

والرافضة هم أكذب الطوائف على الإطلاق؛ بشهادة أئمة الإسلام؛ لتقرير مذهبهم الباطل، قال ابن تيمية رحمه الله: (وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والإسناد: على أنَّ الرافضة أكذب الطوائف، والكذبُ فيهم قديم، ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب.

وقد سئل الإمام مالك عن الرافضة، فقال: “لا تُكلِّمهم ولا تروِ عنهم؛ فإنهم يكذبون”، وقال الإمام الشافعي: “لم أر أحدًا أشهد بالزور من الرافضة”، وقال يزيد بن هارون: “يُكْتَب عن كلِّ صاحب بدعة إذا لم يكن داعيةً إلاَّ الرافضة؛ فإنهم يكذبون”، وقال: القاضي شريك بن عبد الله: “أحملُ العلمَ عن كلِّ مَن لقيتُ إلاَّ الرافضة؛ فإنهم يضعون الحديث، ويتَّخذونه دِينًا”، وقال الأعمش: “أدركتُ الناسَ وما يُسَمُّونهم إلاَّ الكذابين”)14.

وذَكَرَ ابنُ تيمية رحمه الله – في مَوضِع آخر: (مَنْ جَرَّبَ الرافضةَ في كتابِهم وخطابِهم؛ عَلِمَ أنهم من أكذبِ خلق الله، فكيف يثِقُ القلبُ بنقل مَنْ كَثُرَ منهم الكذبُ، قبل أنْ يعرفَ صِدْقَ الناقل؟! وقد تعدَّى شرُّهم إلى غيرِهم من أهل الكوفة وأهل العراق؛ حتى كان أهلُ المدينة يَتَوَقَّونَ أحاديثَهم، وكان مالكٌ يقول: “نَزِّلوا أحاديثَ أهلِ العراق مَنزلةَ أحاديثِ أهلِ الكتاب، لا تُصدِّقوهم، ولا تكذبوهم”…

ولهذا كُرِهَ لِمَنْ لا يكون له نقدٌ وتمييزٌ النظرُ في الكتب التي يكثر فيها الكذبُ في الرواية، والضلالُ في الآراء؛ ككتب أهل البدع، وكُرِهَ تلقِّي العلمَ من القُصَّاص وأمثالِهم الذين يكثر الكذبُ في كلامهم، وإنْ كانوا يقولون صِدقًا كثيرًا. فالرافضةُ أكذبُ من كلِّ طائفة باتِّفاق أهل المعرفةِ بأحوالِ الرجال)15.

وقال أيضًا: (فإنَّ القوم من أعظم الفِرق تكذيبًا بالحق، وتصديقًا بالكذب، وليس في الأُمَّة مَنْ يُماثلهم في ذلك)16.

(وقد قال تعالى: ﴿ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [الزمر: 32-33] الآية. فقد ذمَّ اللهُ سبحانه وتعالى الكاذبَ على الله، والمُكَذِّبَ بالصِّدق، وهذا ذمٌّ عام.

والرافضةُ أعظمُ أهلِ البدع دخولًا في هذا الوصف المذموم؛ فإنهم أعظمُ الطوائف افتراءً للكذب على الله، وأعظمُهم تكذيبًا بالصِّدق لَمَّا جاءهم، وأبعدُ الطوائفِ عن المجيء بالصِّدقِ والتصديق ِبه)17.

رابعًا: البُهتان:

ذَكَرَ ابن تيمية رحمه الله أنَّ الرافضة أهل بهتان – وهو أشدُّ الكذب؛ لذا شبَّههم باليهود، فقال: (ولا ريب أنَّ الرافضة فيهم شبهٌ قويٌّ من اليهود؛ فإنهم قوم بُهْتٌ؛ يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، ويأبى اللهُ إلاَّ أنْ يُتِمَّ نوره ولو كره الكافرون)18].

ووَصَفَهم أيضًا بأنهم: (أهلُ الجهلِ والهوى؛ الذين لهم غرض في فتح باب الشرِّ على الصحابة بالكذب والبهتان)19.

خامسًا: التَّعصب في الباطل:

أشار ابن تيمية رحمه الله – في مواضع عديدة – إلى تعصُّب الرافضة في الباطل، وذَكَرَ شيئًا من عجائبهم في المقام، ومن ذلك قوله: (لا نعلم طائفةً أعظمَ تعصُّبًا في الباطل من الرافضة، حتى أنهم – دون سائر الطوائف – عُرِفَ منهم شهادةُ الزورِ لِمُوافِقِهم على مُخالِفِهم، وليس في التَّعصُّب أعظم من الكذب، وحتى أنهم في التَّعصُّب جعلوا للبنت جميعَ الميراث؛ ليقولوا: إنَّ فاطمة رضي الله عنها ورثتْ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دون عَمِّه العباس رضي الله عنه، وحتى أنَّ فيهم مَنْ حَرَّمَ لحمَ الجمل؛ لأنَّ عائشة رضي الله عنها قاتلتْ على جَمَلٍ، فخالفوا كتابَ الله، وسُنَّةَ رسولِه صلى الله عليه وسلم، وإجماعَ الصحابة، والقرابةَ لأمرٍ لا يُناسب ذلك… ومن تَعصُّبِهم: أنهم لا يذكرون اسْمَ العشرة؛ بل يقولون: تسعة وواحد، وإذا بنوا أعمدةً أو غيرَها لا يجعلونها عشرةً، وهم يَتَحَرَّون ذلك في كثيرٍ من أمورهم… فنفور هؤلاء الجُهَّال عن التَّكلُّم بهذه الأعداد في غاية الجهل، وإنما هو كنفورهم عن التَّكلُّم بأسماء قومٍ يُبغِضونَهم؛ كما يَنفِرون عمَّن اسمُه أبو بكر وعمر وعثمان؛ لِبُغضهم لشخصٍ كان اسمُه هذا الاسم…

فلو فُرِضَ – والعياذ بالله – أنَّ هؤلاء كفار؛ كما يقول المفترون – لعنهم الله – لم يكن في ذلك ما يُوجِبُ هُجرانَ هذه الأسماء، وإنَّما ذلك مبالغةً في التَّعصُّبِ والجهل)20.

ثم وضَّحَ أنَّ تعصُّبَهم ليس للدِّين، بل للنَّسب والآباء، فقال: (كلامُ الرافضةِ من جِنْسِ كلامِ المشركين في الجاهلية، يتعصَّبون للنَّسَب والآباء لا للدِّين، ويعيبون الإنسانَ بما لا يَنْقُص إيمانُه وتقواه، وكلُّ هذا من فِعلِ الجاهلية، ولهذا كانت الجاهلية ظاهرةً عليهم، فهم يشبهون الكفارَ من وجوهٍ، خالفوا بها أهلَ الإيمان والإسلام)21.

سادسًا: ضعف أقوالهم؛ لأنهم ليس لهم أسانيدُ مُتَّصلة:

وذكر ابن تيمية رحمه الله بأنَّ الرافضة (لا يوجد لهم أسانيدُ مُتَّصِلة صحيحة قطُّ، بل كلُّ إسنادٍ مُتَّصلٍ لهم فلا بد من أن يكون فيه مَنْ هو معروف بالكذب، أو كثرة الغلط.

وهم في ذلك شبيهٌ باليهود والنصارى؛ فإنه ليس لهم إسناد، والإسناد من خصائص هذه الأمة، وهو من خصائص الإسلام، ثم هو في الإسلام من خصائص أهلِ السنة، والرافضةُ من أقلِّ الناس عنايةً…

ثم إنَّ أوَّلَهم كانوا كثيري الكذب، فانتقلت أحاديثُهم إلى قوم لا يعرفون الصَّحيحَ من السَّقيم، فلم يمكنهم التمييز إلاَّ بتصديق الجميع، أو تكذيب الجميع، والاستدلال على ذلك بدليلٍ مُنفصلٍ غير الإسناد)22.

وأضاف أيضًا: (والحقُّ أنَّ أهل السنة لم يتَّفقوا قطُّ على خطأ، ولم تنفرد الشيعةُ عنهم قطُّ بصوابٍ، بل كل ما خالفت فيه الشيعةُ جميعَ أهلِ السنة فالشيعة فيه مُخطئون، كما أنَّ ما خالفت فيه اليهودُ والنصارى لجميع المسلمين فهم فيه ضالون)23.

وبيَّن رحمه الله أنَّ أهلَ السنة (لا يتفقون على ضلالة، وأنَّ كلَّ مسألة اختلف فيها أهلُ السنةِ والجماعة والرافضةُ؛ فالصوابُ فيها مع أهلِ السنة… وليس للرافضة مسألةٌ واحدةٌ لا يوافقهم فيها أحدٌ انفردوا بها عن جميع أهل السنة والجماعة؛ إلاَّ وهم مخطئون فيها؛ كإمامةِ الاثني عشر وعصمتِهم)24.

(ولا يُتَصوَّر أنْ يوجد للشيعة قولٌ قوي لم يقله أحدٌ من أهل السنة، فثَبَتَ أنَّ أهل السنة أَولى بكلِّ خيرٍ منهم، كما أنَّ المسلمين أَولى بكلِّ خير من اليهود والنصارى)25. (فقولُ أهلِ السنة خبرٌ صادق، وقولٌ حكيم، وقولُ الرافضةِ خبرٌ كاذبٌ، وقولٌ سفيه)26.

سابعًا: كلُّ أقوالِهم التي انفردوا بها في غاية الفساد:

وقد بيَّن ابن تيمية رحمه الله أنَّ الرافضة من أبعد الطوائف عن السُّنة والآثار؛ لذا كان ما انفردوا به في غاية الفساد، بقوله: (والمقصود أن كل طائفة – سوى أهلِ السنة والحديث، المُتَّبعين آثارَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم – فلا ينفردون عن سائر طوائف الأمة إلاَّ بقول فاسد، فهم لا ينفردون قطُّ بقولٍ صحيح، وكلُّ مَنْ كان عن السُّنة أبعد؛ كان انفرادُه بالأقوالِ والأفعال الباطلة أكثر، وليس في الطوائف المنتسبين إلى السُّنة أبعد عن آثارِ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرافضة.

فلهذا تجدُ فيما انفردوا به عن الجماعة أقوالًا في غاية الفساد؛ مِثلَ تأخيرِهم صلاة المغرب حتى يطلع الكوكبُ؛ مضاهاةً لليهود، وقد تواترت النصوصُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم بتعجيل المغرب، ومِثلَ صومِهم قبل الناس بيومين، وفِطرِهم قبل الناس بيومين؛ مُضاهاةً لمبتدعة أهل الكتاب الذين عَدَلوا عن الصوم بالهلال إلى الاجتماع، وجعلوا الصومَ بالحساب… ومِثلَ تحريمِهم بعض أنواع السمك؛ مضاهاةً لليهود في تحريم الطيبات…

ومفاريدُ الرافضةِ التي تدلُّ على غاية الجهل والضلال كثيرة، لم نقصد ذِكْرَها هنا، لكن المقصود أنَّ كلَّ طائفة – سوى أهل السنة والحديث المتبعين لآثار النبي صلى الله عليه وسلم – لا ينفردون عن سائر الطوائف بحقٍّ، والرافضةُ أبلغُ في ذلك من غيرهم)27. (وما انفردوا به فلا يُساوِي مِدادَه؛ فإنَّ المِدادَ ينفع ولا يضر، وهذا يضرُّ، ولا ينفع)28.

ثامنًا: ليس لهم عقلٌ صريح، ولا نقلٌ صحيح:

قال ابن تيمية رحمه الله: (فإنَّ الرافضة ليس لهم عقل صريح، ولا نقل صحيح، ولا يقيمون حقًّا، ولا يهدمون باطلًا، لا بِحُجَّةٍ وبيانٍ، ولا بيدٍ وسِنان).

وقال أيضًا: (وهذه الأمور مَنْ تدبَّرها؛ تبيَّن له: أنَّ الإمامية لا يرجعون في شيء مما ينفردون به عن الجمهور إلى الحُجَّةِ أصلًا؛ لا عقليةٍ، ولا سمعيةٍ، ولا نصٍّ، ولا إجماعٍ، وإنما عُمدتهم دعوى نَقْلٍ مَكذوبٍ يُعلم أنه كَذِب، أو دعوى نَصٍّ، أو قياسٍ، يُعلم أنه لا دلالةَ له…

وأيضًا فإنَّ سائر أهل البدع أعلمُ بالحديثِ والآثارِ منهم، والرافضةُ أجهلُ الطوائف بالأحاديثِ والآثار وأحوال النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا يوجد في كتبهم وكلامهم من الجهل والكذب في المنقولات؛ ما لا يوجد في سائر الطوائف، وكذلك لهم في العقليات مقاييس هي – مع ضعفِها وفسادِها – أجودُ من مقاييس الرافضة)29. (ولهذا يقال فيهم: ليس لهم عقلٌ، ولا نقلٌ، ولا دينٌ صحيح، ولا دُنيا منصورة)30.

يُتبع.

  1. انظر: موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الرافضة، (1/ 61) وما بعدها. ↩︎
  2. منهاج السنة النبوية، (7/ 297، 298). ↩︎
  3. منهاج السنة النبوية، (2/ 365). ↩︎
  4. (التَّقية): هي أن يُظهِرَ الإنسانُ خلاف ما يُبطِن. انظر: تهذيب اللغة، (9/ 255). ↩︎
  5. منهاج السنة النبوية، (2/ 25). ↩︎
  6. رواه البخاري، (1/ 12)، (ح 35)؛ ومسلم، (1/ 45)، (ح 27). ↩︎
  7.  منهاج السنة النبوية، (7/ 108). ↩︎
  8. (النصيرية): هم أتباع محمد بن نصير النُّميري، وهو من غلاة الرافضة، ادَّعى النبوة، ثم الربوبية، ويزعم أتباعُه: أن الله يَحِلُّ في عليٍّ، ويعتقدون: إباحة المحارِم، إلى غير ذلك من حماقاتهم وجهالاتهم وضلالاتهم. انظر: الفَرق بين الفِرق، (ص 230). ↩︎
  9. (الإسماعيلية): هم المنتسبون إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق، وهم من الباطنية، ويزعمون: أنَّ لكلِّ ركنٍ من أركان الشريعة تأويلًا، فيزعمون: أنَّ معنى الصلاة موالاةُ إمامهم، والحجِّ زيارتُه وإدمانُ خِدمته، والمراد بالصوم الإمساك عن إفشاء سِرِّ الإمام، دون الإمساك عن الطعام، وهكذا. وهم زنادقةٌ دهريون، يقولون بِقِدَم ِالعالَم، وإنكارِ الإله، إلى غير ذلك من العقائد الفاسدة. انظر: الفَرق بين الفِرق، (ص 280). ↩︎
  10. منهاج السنة النبوية، (7/ 350). ↩︎
  11. منهاج السنة النبوية، (6/ 299). ↩︎
  12.  منهاج السنة النبوية، (4/ 65). ↩︎
  13. أصول وقواعد منهجية، (ص 48). ↩︎
  14.  منهاج السنة النبوية، (1/ 26، 27) بتصرف. ↩︎
  15. منهاج السنة النبوية، (2/ 284-285). ↩︎
  16.  منهاج السنة النبوية، (8/ 260). ↩︎
  17.  منهاج السنة النبوية، (7/ 134). ↩︎
  18. منهاج السنة النبوية، (8/ 260). ↩︎
  19. منهاج السنة النبوية، (6/ 230). ↩︎
  20.  منهاج السنة النبوية، (4/ 69-71). ↩︎
  21. منهاج السنة النبوية، (8/ 396). ↩︎
  22. منهاج السنة النبوية، (7/ 24). ↩︎
  23. منهاج السنة النبوية، (3/ 59). ↩︎
  24. منهاج السنة النبوية، (3/ 205). ↩︎
  25.  منهاج السنة النبوية، (1/ 336). ↩︎
  26.  منهاج السنة النبوية، (1/ 379). ↩︎
  27. منهاج السنة النبوية، (5/ 117، 119). ↩︎
  28.  منهاج السنة النبوية، (6/ 258). ↩︎
  29.  منهاج السنة النبوية، (8/ 243). ↩︎
  30. منهاج السنة النبوية، (7/ 122). ↩︎
المصدر
شبكة الألوكة
زر الذهاب إلى الأعلى