زعيم أنطاكيّة وزعيم اليهود المتنصرين .. الصراع بين بولس ويعقوب …!
لنقرأ ما يقوله زعيم كنيسة أنطاكيّة …بولس … في رسالته لرومية …
Rom 4:1-8 SVD
فماذا نقول إن أبانا إبراهيم قد وجد حسب الجسد؟ (2) لأنه إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر – ولكن ليس لدى الله. (3) لأنه ماذا يقول الكتاب؟ «فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا» (4) أما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين (5) وأما الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له برا.
_________________________
ولنقرأ رد زعيم كنيسة أورشاليم عليه …يعقوب … في رسالة يعقوب :
Jas 2:21-26 SVD
ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال، إذ قدم إسحاق ابنه على المذبح؟ (22) فترى أن الإيمان عمل مع أعماله، وبالأعمال أكمل الإيمان، (23) وتم الكتاب القائل: «فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا» ودعي خليل الله. (24) ترون إذا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده. (25) كذلك راحاب الزانية أيضا، أما تبررت بالأعمال، إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر؟ (26) لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضا بدون أعمال ميت.
بولس يرى أن إبراهيم لن يُفيده العمل شيءاً , وأن الإيمان بلا عمل هو كل شيء ..!
ولكن يعقوب يرى أنه لم يُفِد إبراهيم إلا عملُه وأن الإيمان بلا أعمال لا شيء …!!!
قد تتسائل قارِئنا الكريم , وهل يُعقل أن لم يتنبّه النصارى لذلك ولم يُخرِجوا أحد القِصتين من كِتابِهم ؟!!…
أقول لك , أنه مع تشويه التاريخ و وأد تاريخ الرُسُل , وتهميش دورِهم بل وإظهارِهم كخُطاة تابِعين لبولُس , فإنه قد صار بولُس كل شيء , لِدرجة أنه لو خُيِّر النصارى جميعاً على ان يرموا أحد هاتين الرسالتين لرموا رسالة يعقوب دون أدنى تفكير , وهذا هو عين ما فعلهُ مارتِن لوثر زعيم البروتِستانت حين وقف بِفِكرِه حائراً بين التناقُض الواضِح في تعاليم بولس وتعاليم يعقوب…ثم رضخ لبولس وكاد ان يُسقِط رسالة يعقوب !!!
بل إن رِسالة يعقوب ظلّت في محاكِم الكنيسة تُرفع جلسات وتوضع أخرى , في صراع بين قبولها ورفضها, وظلت خارج الكِتاب المُقدّس لقرون إلى أن تم إدخالها أخيراً , بل ولا يزال هناك من بين الكنائس المسيحية من لا يؤمِن أصلاً برسالة يعقوب …!!
_______________________________________
لِنتطرّق إلى مِثال آخر من نفس هاتين الرِّسالتين بين رئيس الكنيسة الأنطاكيّة بولس , وزعيم اليهود المتنصرين , يعقوب كبير كنيسة أورشاليم …!!
لنقرأ ما يقوله زعيم كنيسة أنطاكيّة …بولس … في رسالته لرومية …
بولس يقول :
· لأن الله واحد هو الذي سيبرر الختان بالإيمان والغرلة بالإيمان.
· أفنبطل الناموس بالإيمان؟ حاشا! بل نثبت الناموس.(1)
ويعقوب يرُد عليه فيقول :
· أنت تؤمن أن الله واحد. حسنا تفعل. والشياطين يؤمنون ويقشعرون!
· ولكن هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت؟(2)
يا ليتكم تفيقوا يا نصارى ….!!!!
أكثر من ذلك ماذا تريدون؟!!!
تفضلوا ..
بولس : “الله واحد “
يعقوب : أنت تؤمن أن الله واحد؟!.. حسناً تفعل وكذلك الشياطين يؤمنون ويقشعرون!
بولس : “هو الذي سيبرر الختان بالإيمان والغرلة بالإيمان أفنبطل الناموس بالإيمان؟ حاشا! بل نثبت الناموس”
يعقوب : “هل تريد أن تعلم أيها الإنسان الباطل أن الإيمان بدون أعمال ميت؟”
يعقوب : ألم يتبرر إبراهيم أبونا بالأعمال، إذ قدم إسحاق ابنه على المذبح؟ (22) فترى أن الإيمان عمل مع أعماله، وبالأعمال أكمل الإيمان؟ ترون إذا أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده.
بولس : إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر – ولكن ليس لدى الله. (3) لأنه ماذا يقول الكتاب؟ «فآمن إبراهيم بالله فحسب له برا» (4) أما الذي يعمل فلا تحسب له الأجرة على سبيل نعمة بل على سبيل دين
بولس : الذي لا يعمل ولكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر فإيمانه يحسب له برا.
يعقوب : راحاب الزانية أيضا، أما تبررت بالأعمال، إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر؟ (26) كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضا بدون أعمال ميت.
وهكذا هو السَجال واضح
والتحدي بيِّن , وكل هذه التناقضات جُمِعت في كتابكم الحالي
رسالة بولس لرومية والرد عليها … رسالة يعقوب ..!!
إلا أن القساوسة والآباء الأنطاكيين الأمميين, أخفوا عن أتباعهم حجم الهُوة وجذور الخلاف الشاسعة , بل وقام لوقا بإعادة تزوير التاريخ , فعمد إلى بولسة بطرس والرُسُل وبطرسة بولس في أكبر كتاب مُزيِّف للتاريخ , كتاب الأعمال . وهكذا أعاد الأرثوذكس كِتابة التاريخ وضاعت الحقائق ..ولأن من يكتُب التاريخ هم الطائِفةُ المُنتصِرة …فها هم الطائِفة المُنتصِرة في عام 325 ميلادية في مجمع نيقية بقيادة الإمبراطور الوثني قُسطنطين , قد أعادوا كتابتها وأعاد يوسابيوس كتابته وتعميم نُسخ أناجيله الخمسين على الكنائس…!!
وبذلك صارت لهم أوراق التاريخ وأقلامه ملازِم جاهِزة للتعديل والتنقيح , وهكذا يسقُط التاريخ ضحيّة لهؤلاء البولسيون , وتجِف الأحبار عن كل ما هو أورشاليمي تابع لرُسُل وتلامذة المسيح النصارى المُتهوِّدين وتلامِذتُهُم الأبيونيون.
و تجِف الأقلام عن كُل ما هو تابِعً للنصارى المُتهوّدين ويتحوّل التاريخ وكأنه أنطاكي بولسي منذ البدء … إلا أنه يُمكِن استِقراء التاريخ واستعادته أكثر وأكثر , فكل ما ادّعاه واتهم به الأرثوذكسيون اليهود المتنصرين , والهراطقة والغنوصيين , ظهر زيفه بظهور الكِتابات الغنوصية المكُتشفة في نجع حماد سنة 1958 ميلادية …! وهكذا فهناك بصيص من نور يلمع في الأفق …
___________________________
(1) الرسالة إلى رومية , 3: 30- 31 .
(2) رسالة يعقوب 2: 19 – 20