زعم البحيري: أنّ الْلِّحْيَةَ منظرها قبيح، وأنَّ الرَّسُول ﷺ لم يكن شَكْلُهُ هَكَذَا أَبَدًا!
(84) زعم البحيري: أنّ الْلِّحْيَةَ منظرها قبيح، وأنَّ الرَّسُول ﷺ لم يكن شَكْلُهُ هَكَذَا أَبَدًا.
– الرَّدّ: نعوذ بالله مِن الكُفر وأنواعه، فهذا الكلام من أبطل الباطل، بل كانت لحيته ﷺ كبيرة جميلة، فقد روى «البخاري»1 [عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: قُلْنَا لِخَبَّابٍ أَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالعَصْرِ؟، قَالَ: نَعَمْ، قُلْنَا: بِمَ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ ذَاكَ؟ قَالَ: «بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ».]
وروى «مُسلم»2 في صحيحه [عَنْ سِمَاكٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ، يَقُولُ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَدْ شَمِطَ مُقَدَّمُ رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ، وَكَانَ إِذَا ادَّهَنَ لَمْ يَتَبَيَّنْ، وَإِذَا شَعِثَ رَأْسُهُ تَبَيَّنَ، وَكَانَ كَثِيرَ شَعْرِ اللِّحْيَةِ».]
وروى «البخاري»3 في صحيحه من حديث أنس بن مالك قال في جزء من الحديث: «…فَثَارَ سَحَابٌ أَمْثَالُ الجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ …».
ثمَّ إنَّ النَّبيّ ﷺ قال: «عَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ» قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ4.
وقبل هذا كلّه قال ربنا – تبارك وتعالى – في كتابه: {قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي} [طه: 94].
ولو كنتَ صادقًا يا بحيري أخرج علينا وقل: منظر بابا الكنيسة وكلّ القساوسة قبيح، لكنَّك لن تفعل لأنَّك تكره الإسلام، قاتلك الله إنْ لم تَتُب.
([1]) صحيح: رواه البخاري في «صحيحه» رقم (746).
([2]) صحيح: رواه مسلم في «صحيحه» رقم (2344).
([3]) صحيح: رواه البخاري في «صحيحه» رقم (1033).
([4]) صحيح: رواه مسلم في «صحيحه» رقم (261).