أدعياء التنويرشبهات حول السنةشبهات فقهيةشبهات وردود

زعم البحيري: أنَّ كلَّ مَن ارْتَدَّ في عَصْرِ الرَّسُولِ ﷺ كان مَكِّيًّا هاجر معه!

(74) زعم البحيري: أنَّ كلَّ مَن ارْتَدَّ في عَصْرِ الرَّسُولِ ﷺ كان مَكِّيًّا هاجر معه.

– الرَّدّ: وهذا قولٌ باطلٌ؛ لأنَّ هُناك مَن ارتدَّ مِنْ غَيرِ المَكِّيِّين، ومنهم على سبيل المثال:

1- «مُسيلمة الكذَّاب»: ارتدَّ وادَّعَى النُّبُوَّةَ، وكان مِن اليمامة.

2- «الأسود العنسي»: ارتدَّ وادَّعَى النُّبُوَّة، وكان مِن اليَمَن.

3- «سُجاح بنت المنذر»: ارتدَّتْ وادَّعَتْ النُّبُوَّة، ولم تَكُنْ مَكَّيَّةً، لكنها عادتْ للإسلام بعد مَقْتَلِ مُسيلمة الكذَّاب.

ولو قال البحيري أنَّ هُناك مُرتدين كانوا بمكَّة ولم يُقم عليهم رسولُ الله ﷺ عُقُوبة الرِّدَّة: فهذا جهلٌ؛ لأنَّه كيف يُقيم رسول الله عُقُوبة في بلدٍ هو مُستضعف فيها، بل كان الكُفَّارُ يُعذِّبون ويقتلون مَنْ أَسْلَمَ أمامَ النبيِّ ﷺ، ولا يستطيع النبيُّ ﷺ أنْ يفعلَ لهم شَيئًا، حتى حَصَلَتْ بعضُ الوقائعِ نَزَلَ عقبها قول الله – عز وجل -: {إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ * مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النحل: 105، 106].

هذا بالإضافة إلى ما ذكرنا سابقاً من وُجُود عُقُوبة للمُرتدّ في كُتُب اليهود والنَّصارى، والتي دائمًا ما يُدافع البحيري عنها، فهو يُدافع عنها بكلّ ما آتاه الله مِن قُوَّة! ولكن بقصد أو بدون قصد أوقع نفسه في مأزق، فمع إنكاره لعُقُوبة الرِّدَّة في الإسلام، إلَّا أن كتاب اليهود والنَّصارى فيه نُصُوص واضحة وصريحة بعُقُوبة الرِّدَّة أوردناها سابقاً! وهذه الكُتُب مِنْ وجهة نَظَرِهِ كُتُبٌ مُوحَى بها من الله! فكيف يستقيم هذا؟! وكيف يدافع عنها في حين أنه يُنكر أمراً ورد فيها؟!

زر الذهاب إلى الأعلى