زعم البحيري: أنَّ «خالد بن الوليد» ؓ كان يقتل من يقول الشَّاهدتين!
(70) زعم البحيري: أنَّ «خالد بن الوليد» ؓ كان يقتل من يقول الشَّاهدتين، فزعم أنَّ «البخاريَّ» روى حديثًا فيه: أنَّ الرَّسول ﷺ أرسل «خالد بن الوليد» ؓ إلى بني جذيمة ليدعوهم إلى الإسلام، فأسلم بعضهم وقال آخرون صبأنا صبأنا، المهم – هكذا قال – كان يقتلهم وهُم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله. ثمَّ استدلَّ البحيري بهذا الحديث على عَدَم وُجُود شيء يُسمَّى بعُقُوبة الرِّدَّة!
– الرَّدّ: وكالعادة، فهذا كَذِبٌ وتدليسٌ على الإمام «البخاري» – رحمه الله -، وسنُورد الرِّواية حتى يتبيَّن لكم كذب المدعو البحيري.
روى «البخاري» في «صحيحه» رقم (4339): [عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: بَعَثَ النَّبِيُّ ﷺ خَالِدَ بْنَ الوَلِيدِ إِلَى بَنِي جَذِيمَةَ، فَدَعَاهُمْ إِلَى الإِسْلاَمِ، فَلَمْ يُحْسِنُوا أَنْ يَقُولُوا: أَسْلَمْنَا، فَجَعَلُوا يَقُولُونَ: صَبَأْنَا صَبَأْنَا، فَجَعَلَ خَالِدٌ يَقْتُلُ مِنْهُمْ وَيَأْسِرُ، وَدَفَعَ إِلَى كُلِّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمٌ أَمَرَ خَالِدٌ أَنْ يَقْتُلَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَّا أَسِيرَهُ، فَقُلْتُ: وَاللَّهِ لاَ أَقْتُلُ أَسِيرِي، وَلاَ يَقْتُلُ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِي أَسِيرَهُ، حَتَّى قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فَذَكَرْنَاهُ، فَرَفَعَ النَّبِيُّ ﷺ يَدَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدٌ مَرَّتَيْنِ».]
فأين الذي قاله ذلك البحيري: من أنَّ سيدنا «خالد بن الوليد» كان يقتلهم وهُم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله.
ثمَّ يا من اتخذتَ الغباء دينًا – نقصد البحيري -: ما علاقة هذا الحديث بعُقُوبة الرِّدَّة؟!!
هؤلاء كانوا كُفَّارًا أصليين، أي: لم يسلموا ثمَّ يَرتدوا، لكنَّه الجهل العقيم يفضح ويُرْدِي أصحابه.