أدعياء التنويرشبهات فقهيةشبهات وردود

زعم البحيري: أنَّ العُقُوبة بالجَلْد نَزَلَ بها القرآنُ لأنَّها كانت العُقُوبة الوحيدة أيّام العَرَب، ولم يكونوا يعلمون غيرها، وأنَّ هذه التَّشريعاتِ غيرُ لائقة بزماننا!

(75) زعم البحيري: أنَّ العُقُوبة بالجَلْد نَزَلَ بها القرآنُ لأنَّها كانت العُقُوبة الوحيدة أيّام العَرَب، ولم يكونوا يعلمون غيرها، وأنَّ هذه التَّشريعاتِ غيرُ لائقة بزماننا.

– الرَّدّ: هذا فيه اعتراضٌ واضحٌ على تشريعات الله – سُبحانه – ولن نرُدّ على هذا، لأنَّ الكُلَّ أصبح يعلم خُبْثَ نِيَّةِ ذلك البحيري، إنَّما سنرُدّ على مسألة أنَّ العَرَب لم يكونوا يعلمون إلَّا التَّعذيبَ بالجَلْد فَقَط، وهذا كَذِبٌ، لأنَّه كانت عندهم صُور كثيرة للتَّعذيب، منها على سبيل المثال:

1- الحبس: كما فعل النَّبيّ ﷺ مع «ثُمَامَة بْنُ أُثَالٍ»، حيث ربطه بِسَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي المَسْجِدِ لمُدَّة ثلاثة أيام، كما عند «البُخاري» و «مُسلم» من حديث أبي هُرَيْرَةَ1.

2- وضع الأحجار على البُطُون وأشياء أُخرى: حيث يقول «ابن حزم» في «جوامع السِّيرة» (ص:54): [كان سادات بلال من بني جمح يأخذونه ويبطحونه على الرَّمضاء في حر مكة، يلقون على بطنه الصَّخرة العظيمة، ثمَّ يأخذونه ويُلبسونه في ذلك الحرّ الشَّديد درع حديد، ويضعون في عُنُقه حبلاً، ويسلمونه إلى الصِّبيان يطوفون به، وهو في كلّ ذلك صابر مُحتسب، لا يُبالي بما لقى في ذات الله تعالى، رضوان الله عليه.] اهـ

3- اللَّف في الحَصِير: فكان عمّ «عثمان بن عفان» ؓ يلفّه في حصير من أوراق النَّخيل ثمَّ يُدخِّنه من تحته2.

…، وغير ذلك ممَّا هو مبثوث في كُتُب السِّيَر والتَّاريخ.


([1]) صحيح: رواه البخاري في «صحيحه» رقم (4372)/ ومسلم في «صحيحه» رقم (1764).

([2]) انظر: «الرحيق المختوم = المباركفوري» (ص: 78)، ط/دار الهلال – بيروت.

زر الذهاب إلى الأعلى