أدعياء التنويرأديان وفرق ومذاهبالإلحاد

ذيلك الذي لا تعرف عنه الكثير!

رحلة اليقين الحلقة 32

الشبه و وحدة الأصل في خرافة نظرية التطور

التَّطوُّريُّونَ يقولونَ: إنَّ هناكَ شَبَهًا بينَ الكائناتِ الحيَّةِ، وإنَّ هذا الشَّبهَ يدلُّ على أنَّ أصلَ الكائناتِ جميعًا كائنٌ تعرَّضَ لطفراتٍ، وعمليَّاتٍ عشوائيَّةٍ، وانتخابٍ طبيعيٍّ أعمى، حتَّى نتجَ عنهُ ملايينُ الأنواعِ مِن الكائناتِ الحيَّةِ،

وبالتَّالي فيمكنُ رسمُ شجرةِ التَّطوُّرِ “evolutionary tree” بناءً على التَّشابهِ الشَّكليِّ والتَّشابهِ الجيني وطبعًا ستختلفُ التَّقديراتُ، وتخرجُ لنا مُقترحاتٌ متباينةٌ للشَّجرةِ التَّطوُّريَّةِ، تبَعًا لاختلافِ تقديرِ التَّشابهِ الشَّكليِّ والطُّرقِ المستخدمةِ في تحديدِ التَّشابهِ الجينيِّ المهمُّ، أنَّ التَّشابهَ الشَّكليَّ دليلٌ عندَ التَّطوُّريِّينَ على الاشتراكِ في الأصلِ، وكلَّما زادَ الشَّبهُ بينَ كائناتٍ معيَّنةٍ؛ دلَّ ذلكَ على أنَّها قريبةٌ مِن بعضِها في شجرةِ التَّطوُّرِ، وانحدرتْ مِن سَلَفٍ مُشتَرَكٍ قريبٍ مثلاً هذا كتاب (Raven and Johnson) طبعة (2017)، صفحة (432) يُعَنوِن: (الأعضاءُ المتشابهةُ تقترحُ -أو تشيرُ إلى- أصلٍ مشتركٍ) وهذا كتابُ (essentials of biology) طبعة (2018) يقولُ لك: إنَّ هذهِ الكائناتِ المذكورةِ متطابقةٌ تشريحيًّا، وإنَّ هذا دليلٌ على أنَّها من أصلٍ مشتركٍ.

التَّطوُّريُّونَ- تقولونَ أنَّ الحيواناتِ الجِرابيَّةَ انفصلتْ عن المشيميَّةِ قبلَ (١٦٠) مليونَ سنةٍ وبالتَّالي فهي بعيدةُ القرابةِ عن الحيواناتِ المشيميَِّة

أي أنَّ الجَدُّ المشتركُ قديمٌ جدًا وانقطعتْ أواصرُ القرابةِ، وعملتِ الطَّفراتُ العشوائيةُ والانتخابُ الطَّبيعيُّ الأعمى على كلٍّ من الخطَّينِ بحيثُ تكوَّنَت لدينا كائناتٌ جِرابيَّةٌ تختلفُ في مورِّثاتِها، وحَمْلِها بشكلٍ كبيرٍ عن المشيميَّةِ إذن، فالقرابةُ بعيدةٌ جدًا، ويُفترضُ ألَّا يكونَ هناك شَبهٌ بين الحيواناتِ الجِرابيَّةِ والمشيميَّةِ لكنَّ في كتاب Biology يثبتُ غير ذلكَ تمامًا، فهو يُثبتُ تشابهًا كبيرًا بين كائناتٍ مِن المجموعتينِ؛ فالسِّنجابُ المشيميُّ يشبه الِجرابيَّ جدًا، والذئبُ المشيميُّ يشبِهُ الجرابيَّ، ونفسُ الشَّيءِ نراهُ في الفأرِ، والخُلد، والونباتِ، وآكل النَّملِ، واللَّيمورِ، وغيرِها وغيرِها حسبَ قاعدتكِم: فإنَّ الشَّبهَ يعني وَحْدةَ الأصلِ، ويعني شدَّةَ القرابةِ، بينما نجدُ هذهِ الحيواناتِ لا قرابةَ تذكرُ بينها -حسبَ شجرتِكُم التَّطوُّرِيَّةِ- وهي مع ذلك متشابهةٌ جدًا في شكلِها أنتم اعتبرتمونا مُغفَّلينَ؛ لأنَّنا لم نلاحظُ الشَّبهَ الكبيرَ الذي يُشاركهُ السَّنجابُ المشيميُّ مع الحوتِ، والفيلِ، والغزالِ، وكلِّ الثَّدييَّاتِ المشيميَّةِ المعروفةِ والقريبةِ من بعضها -حسبَ الشَّجرةِ التَّطوُّريَّةِ- أيُّهما أوضُح: هذا الشَّبهُ أم تشابُه السِّنجابُ المشيميِّ مع السِّنجابِ الِجرابيِّ؟! فكيف تعتبرون الشَّبهَ بعد ذلك دليلًا؟! ونحن نرى أنَّ الحيواناتِ المتشابهة جدًا بعيدةُ القرابةِ -حسبَ شجرتكِم المزعومةِ- بينما المتقاربةُ جدًا على الشَّجرةِ مختلفةُ الشَّكلِ جدًا، إذا قُورِنَتْ بتشابهِ الجرابيِّ مع المشيميِّ نريدُ جوابًا منكم -معشرَ التَّطوريِّين- عن هذا السُّؤالِ فإما أنْ تقولوا: بلِ السَّنجابُ المشيميُّ -هو بالفعل- أشبهُ بالحوتِ من السِّنجابِ الجِرابيِّ، وحينئذٍ فهنيئًا لكم حقائِقُكم العلميَّةُ ودقَّةُ ملاحظاتِكم! وإما أنْ تعترفوا بأنَّ الشَّبهَ لا يعني وحدةَ الأصلِ، وبأنَّ الأشجار التَّطوُريَّةِ -هي بالفعلِ- ليست أكثرَ قيمةً مِن شجرةِ تطوُّرِ (البوكيمون) وحينئذٍ نشكركم على الاعترافِ، وننتقلُ إلى نكتةٍ أُخرى مِن نِكاتِكم لنُنَاقشَها ليسَ أمامكم إلا أحدُ الجوابينِ

ماذا إنْ نبتَ لديك نتوءٌ أسفلَ ظهرِكَ، وطالَ، وأصبحَ يُشبهُ الذَّيلَ؟ ماذا تفعل؟

بدايةُ القصَّةِ هو بطلُ الاشتباهاتِ (داروين) في كتابهِ (أصلُ الإنسانِ) سمَّى هذا النُّتوءَ “Rudiment of Tail” بقايا ذيلٍ، فوقعت الفكرةُ موقعها مِن أذيالِ داروين قالوا هو ظهورُ صفاتٍ -في الإنسانِ مثلاً- بعد أنْ كانت مطمورةً مُصْمَتةً لأجيالٍ، تخلَّصَ الإنسانُ من الذَّيلِ عبر عمليةِ التَّطورِ، لكنَّهُ عادَ فظهرَ في بعضِ أفرادهِ كلَّف بعضُ الباحثينَ أنفُسهم ألَّا يقِفوا عندَ المظهِر الخارجيِّ، وأنْ يتجاوزوا الطَّبقةِ الجلديَّةِ قليلًا، فتتابعتِ المنشوراتُ العلميَّةُ، ولباحثينَ بعضُهم من أنصارِ الخرافةِ -كما في مجموعةِ نيتشر “Nature”- لتؤكِّدَ أنَّ ما يُسمَّى بـ(الذَّيل الحقيقيِّ) هو في الواقعِ نُمُوَّ وزوائدُ من نسيجٍ دُهنيٍّ وأليافٍ لا علاقةَ لها بالذَّيلِ الحيوانيِّ،، ولا فيها عظامٌ، ولا غضاريفٌ بل، وقد تظهرُ هذه الزوائد في أماكنَ عديدةٍ عند الرقبِة -مثلًا- كما في هذهِ الورقِة لنيتشر “nature”

زر الذهاب إلى الأعلى