حديث الآحاد هو ما قاله النَّبيّ ﷺ لشخصٍ واحدٍ فَقَط!
(44) زعم البحيري: أنَّ حديث الآحاد هو ما قاله النَّبيّ ﷺ لشخصٍ واحدٍ فَقَط؛ لأنَّه لو قاله لاثنين أو ثلاثة أو أربعة لا يُسمَّى آحادًا.
– الرَّدّ: لقد أضحكتنا حقًّا، أهذا هو العِلْم الذي تعلَّمته في بريطانيا في جامعة «ويلز»؟ أهذا هو عُمْق عِلْم الحديث الذي تعطيه لأتباعك، أهذا هو عِلْم الحديث التَّافِه كما تزعم – قطع الله لسانك إن لم تتب -؟!
طبعًا ما ذكره عدوّ الإسلام البحيري كلامٌ باطلٌ للتَّالي:
أولًا: كلمة (آحاد) جمع وليست مفردًا، كـ (آمال، وآلام، وآباء) وغير ذلك.
ثانيًا: معنى حديث الآحاد هو ما لم تبلغ طُرقه حَدَّ الحديثِ المُتواتِر، والآحاد أنواع منها:
- المشهور: وهو ما رُوي مع حصر عدد بما فوق الاثنين1.
- – والعزيز: وهو أن لا يَروِيَه أقلُّ مِن اثنين عن اثنين2.
- والغريب: وهو ما يتفرَّد بروايته شخصٌ واحدٌ في أيِّ موضعٍ وَقَعَ التَّفردُ به مِن السَّنَد3.
وهُناك تفصيلات وتفريعات أخرى كثيرة يُراجع فيها كُتُب مُصْطَلَح الحَدِيث.
وبناءً على ذلك، لو أنَّ (15 أو 20) راوٍ – مثلًا – رَوُوا الحديث فيُسمَّى آحاد، حتى وإن زاد العدد ما لم يبغ حدّ التَّواتر، والله أعلم.
والغريب أنَّنا نجد البحيري في مكانٍ آخر يقول عن حديث ما: (حديث آحاد ولكنَّه مِن طُرُق كتير)، أي: يقول الكلام في مكانٍ ويُناقِض نفسه في مكانٍ آخر، وهذا كلّه حتى يَكْذِب على مُتابعيه ويُقنعهم بالكَذِب.
([1]) انظر: «نزهة النظر = ابن حجر» (ص:49)، ط/ مطبعة سفير – الرياض.
([2]) انظر: «نزهة النظر = ابن حجر» (ص:50)، ط/ مطبعة سفير – الرياض.
([3]) انظر: «نزهة النظر = ابن حجر» (ص:54)، ط/ مطبعة سفير – الرياض.