أدعياء التنويرالشبهات والردودشبهات فقهيةشبهات وردود

حديثُ قَطْع المرأة الصَّلاةَ غير صحيح، لأنَّ فيه مُساواةَ المرأة بالكَلْب والحِمار!

(60) زعم البحيري: أنّ حديث قَطْع المرأة الصَّلاةَ غير صحيح، لأنَّ فيه مُساواةَ المرأة بالكَلْب والحِمار، مُستشهدًا بكلام أمّ المؤمنين عائشة – رضي الله عنها -، وَزَعَمَ أنَّنا نهين المرأة و و….!

– الرَّدّ: رأينا أنَّ الرَّدَّ العقلي هو المُناسب دون التَّأصيل العِلْمي، فكان خُلاصته كالآتي:

أولًا: قال الإمام «النَّووي» – رحمه الله -: [و قال مالكٌ و أبو حنيفة و الشَّافعي ╚ وجمهور العُلماء مِن السَّلف والخَلَف: لا تَبْطُل الصَّلاة بمُرُور شيء مِن هؤلاء و لا من غيرهم، وتأوَّل هؤلاء هذا الحديث على أنَّ المُراد بالقَطْع نقص الصَّلاة، لِشَغْل القَلْب بهذه الأشياء، و ليس المُراد إبطالها.] اهـ

فالأمر خِلافيٌّ وليس قطعيًا عند الجميع، ولسنا في مَقَام التَّرجيح والتَّأصيل، هذا إضافةً إلى تفصيلات فِقْهِيَّةٍ في المسألة ليس هذا مَقَامَهَا.

ثانيًا: أمَّا فَهْم المُساواة مِن اقتران المرأة مع الكلب والحمار في الحُكْم فهو فَهْمٌ زاعقُ الخطأ، ويُدلِّل على ذلك أمثلة منها:

  1. أكل لحم الخنزير حرام، وأكل لحم البحيري حرام، فهل إسلام البحيري = خنزير؟!
  2. النبي ﷺ وغيره من الأنبياء ذُكروا في القُرآن، وأبو لهب ذُكر في القُرآن، فهل يستويان؟! كلَّا.
  3. الله – عز وجل – يقول: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: 14]، فهل النساء والبنين = الخيل والأنعام؟! كلَّا

رابعًا: زعم البحيري أنَّ أُمَّ المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها – قالت للصَّحابة إثْر هذا الحديث: «أنتم كذابون»، وهذا كذبٌ على أُمِّ المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها -، وها هي رواية الحديث تُوضِّح ذلك: فقد روى الشَّيخان1 [عَنْ عَائِشَةَ، وَذُكِرَ عِنْدَهَا مَا يَقْطَعُ الصَّلَاةَ الْكَلْبُ، وَالْحِمَارُ، وَالْمَرْأَةُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ: «قَدْ شَبَّهْتُمُونَا بِالْحَمِيرِ وَالْكِلَابِ، وَاللهِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يُصَلِّي وَإِنِّي عَلَى السَّرِيرِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ مُضْطَجِعَةً، فَتَبْدُو لِي الْحَاجَةُ، فَأَكْرَهُ أَنْ أَجْلِسَ فَأُوذِيَ رَسُولَ اللهِ ﷺ، فَأَنْسَلُّ مِنْ عِنْدِ رِجْلَيْهِ».]

فأين قولها للصَّحابة أنَّهم كذابون؟!، إلَّا أنَّنا عَلِمنا الآن مَن هو الكذَّاب يا كذَّاب.


([1]) صحيح: رواه البخاري في «صحيحه» رقم (514) / ومسلم في «صحيحه» رقم (512).

زر الذهاب إلى الأعلى