النَّصَارى لم يكفروا الكفرَ الأكبرَ المُخرج مِن المِلَّة؛ إنَّما كُفْرُهُم أصغر!
(8) زعم البحيري: أنَّ النَّصَارى لم يكفروا الكفرَ الأكبرَ المُخرج مِن المِلَّة، إنَّما كُفْرُهُم أصغر.
– الرَّدّ: وهُنا تتجلَّى الابتسامة على وُجُوه الحيارى الذين أقسموا الإيمان الغِلاظ على ألَّا يبتسموا، لكن لا يُكلِّف اللهُ نفساً إلَّا وُسْعَهَا.
وهل النَّصارى دخلوا في مِلَّة الإسلام حتى يخرجوا منها؟! وهل يخرج الخارجُ وهو خارجٌ قَبْل أن يدخل؟! وهل هُناك مُسلمٌ نصرانيٌّ أو نصرانيٌّ مسلمٌ = المسراني؟! (دين جديد من اختراع البحيري!)
بل لو سُئل النَّصرانيُّ: «هل أنتَ مُسلمٌ على نصرانيتك؟»، لوقع على أُمِّ رأسه مُنبطحًا أرضًا من الضَّحك، كأنَّك تقول له: أيُّها النَّصرانيُّ أنتَ كافرٌ كُفرًا أصغرًا لا يُخرجك من مِلَّتِنا، مِلَّة الإسلام!
وأنا لا أجد مُسَمًّى لكلامه صراحةً! فهو يجمع نَقِيضَين لا يُمكن الجمع بينهما! كالبارد والسَّاخن!
ثمَّ إنَّ الله – عزَّ وجلَّ – يقول: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران: 19].
وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ * كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} [آل عمران: 85 – 88].
وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].
ومن السّور الجامعة في بيان كُفْرِ اليهود والنَّصارى سورة الصَّفِّ كاملةً لمن تأمَّلها؛ حيث نجد أنَّ الله – سبحانه وتعالى – وصفهم فيها بصفات وهي: «فاسقون، ظالمون، كافرون، مشركون».