النَّصارى ليسوا بكُفَّار، بدليل أنَّ الله – سُبحانه وتعالى – لم يُعيِّنهم بأشخاصهم!
(10) زعم البحيري: أنَّ النَّصارى ليسوا بكُفَّار، بدليل أنَّ الله – سُبحانه وتعالى – لم يُعيِّنهم بأشخاصهم، وإنَّما جعل الجُملة عامَّة مُبهمة كـ «يا أهل الكتاب» أو «أوتوا الكتاب»، وما أشبه ذلك.
– الرَّدّ: هُنا مِن وُجُوهٍ كالتَّالي:
1- نقول له: إذا كنتَ كَذُوبًا فكُن ذَكُورًا حتى لا تُناقض نفسك، عندما أتيتَ تتكلَّم عن آيات النَّار في القُرآن قلتَ هي خاصَّة بقومٍ مُعيَّنين، عَيَّنَهُمُ القُرآنُ، وهُم كُفَّار قُريش، وليست لمَن سِوَاهُم، لأنَّ الله – عزَّ وجلَّ – لم يجعلها عامَّة – على حدّ زعم البحيري -، وهُنا تقول: هُم ليسوا كُفَّارًا لأنَّ الله لم يُعيِّن، ولو عيَّن لكانوا كُفَّارًا.
فقُل لنا بربِّك: بأيِّ القاعدتين عندك نتقعَّدُ، لكنَّك كما قُلنا تحترف منهج اليهود بامتياز: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا} [المائدة: 41].
2- بل العُمُوم دليل على البحيري وليس له؛ إذ لو عُيِّن الأفراد لكان هُناك مَسَاغًا لعَدَم سَحْب حُكْم فرد على فرد آخر – وإن كان أُصُوليًا يجوز بضوابط -، فلمَّا كان العُمُوم قَطعَ لسان كلّ مُتنطِّع يقول بعكس ما سواه، أرأيتَ لو قلتُ لك: ما في القفص من طعام فهو مسموم، أفيخرج عن ذلك بعضه بدعوى عَدَم التَّخصيص؟!