أديان وفرق ومذاهبالإلحاد

المخطوف

رحلة اليقين الحلقة 40

النتائج المرجوة من الحلقة بإذن الله:

  1. تزيد اعتزازك بهويتك الإسلامية ويقينك بأصالتك في هذا الوجود.
  2. تقوي حجتك (جدَّاً) في مناقشة المشككين في دينك.
  3. تُرَسخ تعظيمك لدينك.
  4. تحل إشكالات رئيسية وترتب أفكارك.
  5. تكتشف أن المخطوف منا وفينا ونحن أولى به.
  6. تسقط عن الخاطف قناعا لطالما خُدعنا به!

ولدٌ جميلٌ اسمُهُ (العلم التجريبي)، وجهُهُ ملطّخٌ بالسّوادِ، يُمسِكُ بِهِ شخصٌ مقنَّعٌ يُريدُ أنْ يَهرُبَ بهِ، ويَدَّعي أنَّهُ أبو الولدِ. وشخصٌ آخرَ يَتَّهمُ المقنَّعَ بأنَّهُ اِختطفَ الولدَ مِنْه.
استمعْنَا لكلٍّ منهُما، أَحسَسْنَا أنَّ صوتَ المقنَّعِ مألوفٌ لَدَينا لكنَّنَا لَمْ نَعرفْ بدايةً مَن هُوَ.
في هذِهِ الحلقةِ نُجري فُحوصاتِنا لتصحيحِ النَّسبِ لنُسلِّمَ الولدَ إلى أبيهِ الحقيقيِّ، ونُسقطَ القناعَ عَنِ المقنَّعِ، ونَتعرّفَ على هُويَّتِه.

هُما مُدَّعيانِ لأبوّةِ العلم التجريبي:
الأوّلُ اسمُه (المنهجُ المُقِرُّ بالخالِقيَّة)؛ المنهجُ الذِي يَعترفُ بأنّهُ لا بُدَّ لِهذا الكونِ والحياةِ مِن خالقٍ يَحتاجُ إليهِ كُلُّ شيءٍ، وهوَ غيرُ مُحتاجٍ إلى غيرِهِ.

أَخذْنا عَيِّنةً مِن منهجِ الخالقيِّة فوَجدْنا المعرفةَ فيهِ مُعتمدةً على أربعِ قواعدٍ –مِثلَ القواعدِ النيتروجينيّةِ في المادّةِ الوراثيّةِ-، هذِه القواعدُ هي:
الفِطرةُ.
والعَقلُ.
والخَبرُ.
والِحسُّ.

التَفتْنا إلى المقنَّع، قَبلَ أنْ نفحصَ مادّتَه الوراثيّةِ..
سألناهُ: مَن أنتَ؟
قالَ: أنا اسمي المنهجُ المادِّيُّ، ويُطلقونَ عليَّ أحيانًا اسمَ المنهجِ الطَبيعي.
ماذا يعني مادّيٌّ أو الطبيعي؟
قالَ: يَعني أني لا أَعترفُ بِغيرِ المحسوساتِ في تفسيرِ الكونِ والحياةِ، بَلْ أرُدُّ كُلَّ شيءٍ إلى المادّةِ، وأُفسِّرُ الكونَ والحياةَ على أساسِهَا دونَ غيرِهَا.

وبفضلِ ذلكَ استطعتُ أنْ أُنجبَ ابني هَذا (العلمَ التجريبي)، لذلكَ تستطيعُ أَنْ تقولَ أنَّني أبو العلمَ التجريبي أَوْ أُمُّه

حينَ أَخذنا عيّنةً فوجدناهُ يقومُ على أربعِ قواعدٍ، أَخذنا عيّنةً مِن المقنَّعِ، فَحَصناها لِنَرى قُدرتُه على الإنجابِ، وتَفاجأنا بِما رَأينا:

أوّلًا: استثناءُ الغيبِ أدَّى إلى استثناءِ الفطرةِ.
عَدَمِ الاعترافِ بِها أو الطّعنِ في موثوقِيَّتِها؛ لأنَّ وجودَ فطرةٍ موثوقةٍ يعني وجودَ خالقٍ كامِلِ الصّفاتِ فَطَرَ النّاسَ عَليها -كما بيَّنَّا في الحلقةِ الخامسةِ-، وهذا غيبٌ لا يَعترِفُ المقنَّعُ بِه، وبِهذا فَقدنا في عيِّنةِ المقنَّعِ -أي المنهجَ المادِّيَّ- العنصرَ الأوّلَ الموجودَ في منهجِ الخالقيَّةِ، ألا وَهو الفطرةُ.

ثالثًا: حمَّى التنكّرِ والتشكيكِ المادِّيِّ وَصلتْ إلى الَخبرِ.
المولِّدِ الثالثِ للمعرفةِ، فمشاهداتُ النّاسِ وتجاربُهم لها قيمةٌ إذا أَقررْنا أنَّ الكونَ والحياةَ هما في حالةٍ مِنَ الانتظامِ محكومانِ بقوانينَ وسننٍ ثابتةٍ.

ثانيًا: الفطرةُ هي الأساسُ للبَدَهيَّاتِ العقليَّةِ؛ كالتّسليمِ بأنَّ لكلِّ شيءٍ حادثٍ سببًا.
هذه البدهيَّاتُ هيَ التي نَبني مِنها عادةً الدّليلَ العقليَّ في مُناقشاتِنا حينَ ننطلقُ مِن بَدَهِيَّاتٍ وصولًا إلى استنتاجاتٍ عقليّةٍ.
لا فِطرة؟ إذًا لا بَدَهِيَّاتٍ عقليَّةً كَحقٍّ مطلقٍ، وهذا يهدمُ الدّليلَ العقليَّ.

عندما جاءَ المقنَّعُ ليسُدَّ فجوةَ الغيبِ التي أحدثَها، فصارَ يحدِّثُنا عَن كائناتٍ فضائيّةٍ بَذَرَتِ الحياةَ على الأرضِ، وعن أكوانٍ متعدّدةٍ تُفسِّرُ الضّبطَ الدّقيقَ، وغيرِ ذلكَ.

كيُفَ استطاعَ المُقَنَّعُ أنْ يخدعَ كثيرًا مِن النّاسِ ويُقْنِعَهم، -على عُقْمِه- بأنّهُ الأبُ الحقيقيُّ للعلم التجريبي؟

زر الذهاب إلى الأعلى