الكُفْرَ بالنبيِّ كُفْرٌ دُونَ كُفْرٍ، وأنَّ هذا قولُ ابن عباس!
(28) زعم البحيري: أنَّ الكُفْرَ بالنبيِّ كُفْرٌ دُونَ كُفْرٍ، وأنَّ هذا قولُ ابن عباس.
– الرَّدّ: هذا كَذِبٌ على ابن عباس – رضي الله عنهما -؛ لأنَّ كلامه – إن صحَّ – فإنَّه كان تحت قوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة: 44]، ولم يكن عن إيمان أهل الكتاب من عدمه.
ثمَّ إنَّه لا يوجد واحدٌ من الصَّحابة ومَن بعدهم مِن أئمة السَّلف والمُسلمين يقول: بعدم كفر أهل الكتاب إطلاقًا. ونحن نَطْلُب من البحيري أن يرُدّ على هذه الآيات:
قول الله – عزَّ وجلَّ -: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ} [آل عمران: 32].
وقوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 120].
وقوله تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [البقرة: 135].
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة: 51] وما بعدها من آيات،… وغير ذلك.