الكافر كُفْرًا أصليًا هو الذي لا يؤمن بوجود إله!
(22) زعم البحيري: أنَّ الكافر كُفْرًا أصليًا هو الذي لا يؤمن بوجود إله.
– الرَّدّ: وهذا باطلٌ مِن وُجُوه كالتَّالي:
أولًا: كُفَّار قُريش شَهِدَ عليهم القُرآن بالكُفْر مع أنَّهم كانوا يُقرُّون بوُجُود إلهٍ كما قال الله – عزَّ وجلَّ – {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [العنكبوت: 61].
وقال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [العنكبوت: 63].
وقال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} [الزخرف: 87]… وغير ذلك من الآيات، وإلَّا فعلى قولك فكُفَّار قُريش مؤمنون.
ثانيًا: إبليس يؤمن بوُجُود الله، ومع ذلك فَقَد كَفَر: {إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة: 34].
رابعًا: سَبَقَ أنْ أَقَرَّ البحيري بكُفرهم، فأتيناه بذلك ليظهر تناقضُه وتخبطُه.
خامسًا: قُلنا لك من قبل يا بحيري: إذا كنتَ كَذُوبًا فكُن ذَكُورًا؛ لأنَّك زعمتَ أنَّ «الكافر» في القُرآن لا يوجد الآن، حتى وإن قال بعدم وجود الإله، فما هذه التَّناقضات والتَّخبُّطات المُريبة.