العلم سيعرف يوما ما جواب كل شيء!
لكن العلم لن يعرف الغاية، فقط يعرف الكيفية بظاهريتها، أما الغاية والكيفية بحقيقتها فلا علاقة لها بالعلم، أيضًا العلم لن يستطيع أن يحلل جمال اللوحة، لكن يمكن أن يحلل مقادير الألوان وأثمانها ونوعية القماش وتلاصق الألوان واحتمالات ذهاب اللون، أما القيمة والغاية من صنع اللوحة فلا علاقة له بالعلم، أيضًا الحس الجمالي الذي يقع في النفس من مشاهدة اللوحة هو أمر لا يفهمه العلم. بل إن أكثر الأسئلة أهمية وإثارة تقع خارج دائرة العلم، وخارج قدراته.
يقول سير بيتر مداور Sir Peter Medawer في كتابه نصيحة للعالِم الصغير adivce to a young scientist : ” لا شيء يُفقد الثقة في العالِم أكثر من ادعاؤه أن العلم يمكن أن يجيب عن كل الأسئلة يومًا ما.”
( خرافة الإلحاد، م.س.)
بل إن أبسط التساؤلات على الإطلاق مثل لماذا نحن هنا؟ ما الغاية من وجودنا هنا؟ هذه التساؤلات لا توجد لها إجابة ولو بدائية داخل مضامين العلم.
بل إن العقل ذاته -وليس العلم فقط- يعجز عن التوصل للغاية مستقلاً، لكنه حتمًا يستطيع أن يحكم على مصداقيتها، فإذا جاء الخبر -الدين- بوجود خالق، وأن لخلقنا غاية ولوجودنا معنى، فإن الخبر -الدين- في هذا الإطار لا يُعطل العلم ولا يضاد العقل بل هو يُكمل الصورة ويضبط الفهم ويحدد الاتجاه، ويطرح الإجابة على الأسئلة الأكثر أهمية في الوجود البشري.