هل بالفعل 99% من “العلماء” يؤيدون “نظرية التطور”؟
حقائق صادمة تغير نظرتك وتوسع آفاقك بإذن الله. هذا السؤال الذي كان يتكرر مع نشر كل حلقة: (كيف تنكر نظرية يؤيدها 99% من العلماء؟!)
تعمدت أن أؤخر إجابته لأسباب أذكرها في الحلقة.
نسمع أنَّ 97%، 98%، 99% من العلماء الغربيّين مؤيّدون لنظريَّة التطور.
عبارةٌ تدَّعيها مواقعُ علميةٌ مؤيَّدةٌ للخرافة، ويكررها بعض.
(د.نضال قسّوم) لماذا 98%، 99% من العلماء في العالم أحيائيين، وغيرهم… كيميائيين، فيزيائيين، فلكيين، يقبلون بهذه النظريّة، ومقتنعون بها قناعة مطلقة؟ (د.عدنان إبراهيم) أُجريت إحصائيةٌ سنة 1995، تفيد… أنَّ زُهاء 99.85% من 100% أي تقريبا 100% إلا قليلًا… 99.85% من علماء علم طبقات الأرض، وعلماء الأحياء الأمريكيين، يؤيّدون نظريّة التطور فهذه النسب يكررها بعض كأحد الأدلة على صحة النظرية، على اعتبار أنَّه ما دام المجتمع العلميُّ الغربيُّ -الّذي يتميز بالحرّية المطلقة، والنَّزاهة العلميّة، والحياديّة- ما دام كلّه تقريبًا مقتنعًا بالنَّظريّة، فلا بدّ من أن تكون صحيحة، تعالوا نتعرّف على بعض الحقائق الموثَّقة الَّتي ستصْدمك وتغير انطباعك تمامًا عن هذه الصورة الوردية!
ثمَّ أحدّثكم بعد ذلك عن تجربتي أنا الشَّخْصية في موضوع حرية التعبير عن الموقف من التطور في الجامعة الأمريكية التي درَسْت بها.
من فيلم: “المطرودون: غير مسموح بالذكاء”.
لا تكن ذكيا! عليك أن تنحني لفخامة الخرافة المقدس، لا تشر إلى أن الكون أوجد بقصدٍ وإرادةٍ، ولو خفية، وإلّا، فالمصير الذي ينتظرك الطرد من الجامعة، وربّما عدم التعيين في جامعاتٍ أخرى، ووقف دعم البحث العلمي، ووقف الترقية، والتشهير بك، والانتقاد، والهجوم عليك، والسخرية منك، ووصفك بالإرهابي الفكري. إنها محاكم تفتيشٍ تابعةٌ للخرافة، والّتي تذكر بمحاكم التفتيش الكنسية.
كنت أتساءل… علماء الكيمياء الّذين يعلمون أنَّ أكثر من (90) عنصرًا طبيعيًا مكتشفًا في هذا الوجود، رُتِبَت نيوترونات كلٍّ منها وبروتوناته في أنويةٍ محددة الحجم بدقةٍ، تجْذب الإلكترونات في مداراتٍ بالأبعاد اللازمة، وهذه العناصر تفاعلت بقوانين كيميائيةٍ دقيقةٍ، لتعطي مركباتٍ تتألف منها أجسام الكائنات، كيف يصدق هؤلاء العلماء هُراء التطور؟!
بروفيسور جيمس تور ، يتهامس مع كبار العلماء في الكيمياء، لكنهم جميعًا خائفون من التصريح بعدم القناعة بخرافة التطور في العلن أمام الناس.
مايكل كريمو “Michael Cremo” الباحث في طبقات الأرض، يحدِّثك عن حالات الإرهاب والطرد من العمل الَّتي مورست على الباحثين الّذين جاؤوا باكتشافاتٍ جيولوجيةٍ تعارض سيناريوهات وتقديرات خرافة التطور مثل الدكتورة فرجينيا ستين ماكنتير “Dr.Virginia Steen McIntyre”، التي نشرت نتائجها المعارضة تمامًا لخرافة التطور، والمؤيدة لنتائج العديد من الباحثين قبلها، فتلقت هجوما من أنصار الخرافة، وطُرِدت من جامعتها. وكتبت لمُحرِّر مجلة “كوتيرنري ريسيرش” “Quaternary Research”، تشتكي هذا الهجوم الأعمى من الباحثين الَّذين يرفضون أيَّ نتيجة تُعارِض عقيدتهم الداروينية.
بروفيسور القانون فيليب جونسون “Phillip E. Johnson” الَّذي كان ملحدًا ومن أتباع الخرافة، ثمَّ آمن بالخلق.
يجيب عن سؤال: لماذا لا يُبدي أكثر العلماء رفضًا لنظرية التطور؟ فيجيب: [(فيليب جونسون): هناك سببان لماذا لا يرفضها علماء أكثر،
الأول: أنهم إذا رفضوها فسيفقدون كل مكانتهم ووجاهتهم العلمية ولن ينالوا دعما لأبحاثهم في المستقبل وإذا لم يكن هذا الأكاديمي موظفا دائما فسيتم طرده هناك نظام قاس للتحكم في التفكير مما قد يكلفك حياتك المهنية.]
أصدرت ولاية لويزيانا قرارا بأن يُدَرَّس الطلاب في المدارس، أنَّ هناك تفسيرين للحياة: نظرية التطور، والخلق، فأصدرت المحكمة العليا الأمريكية عام 1987 قرارًا يعتبر قانون لويزيانا مخالفًا للدستور الّذي ينص على حرية الاعتقاد. أي اعتبرت خرافة التطور علمًا، والخَلْقَ دينًا، وممنوعٌ تدريس الدِّين.
وفي 20/12/2005، أصدر جونز قراره المطول، الذي جاء فيه: “استنتاجنا: هو أنَّه من غير الدستوري أن يُدَرَّس التصميم الذكي بديلًا من التطور، في صفوف المدارس الحكومية”. كما حُكم بتعويضات بأكثر من مليون دولار للآباء ومحاميهم على الأضرار التي تسبَّب بها مَن حاولوا تدريس التصميم الذَّكي، علمًا بأنَّ هؤلاء لم يكونوا مفروضين من أحد، بل انتخبهم الأهالي أنفسهم. وكذلك الأمر في بريطانيا مثلا، إذ فُرِضَ على المدارس المستقلة أنْ تُدَرِّس خرافة التطور. هذه هي أجواء الحرية في المدارس الغربية.
أذكر -إخواني- في عام 2001 عندما كنت أدرس دكتوراه علم الأدوية الجزيئي في هيوستن بأمريكا كان أحد المساقات بعنوان: “Biochemical Pharmacology” [علم الصيدلة الكيميائية الحيوية].
وفيه تركيزٌ على ما يحصل للمادة الوراثية من تفاصيلٍ مبهرةٍ، رائعةٍ، جميلةٍ. فقلت في إحدى المحاضرات للدكتور والطلاب: لا أتصور كيف يمكن لغبي أن يقتنع بأنَّ هذا كلَّه جاء بالصُّدفة؟! فانفعل دكتور المادة، ودار بيني وبينه نقاش حاد، ثمَّ في الاستراحة، أخذني جانبًا وقال لي: إياد، أنا لا أتصور أن تعود إلى الأردن، ولا تُدَرِّس نظرية التطور! إن كنت لا تؤمن بها، فأنت خطير على المجتمع العلمي You are dangerous to the scientific community.