العجيبة المذهلة ! طول المادة الوراثية في جسمك
في هذه الحلقة حقائق مدهشة عن جسمك بذلت كثيرا من الجهد البحثي للتوثق من المعلومات الواردة فيها غاية التوثق ووضعت مراجع لكل معلومة فيها فكونوا على ثقة من دقتها أيها الأحبة-على غرابتها وواجهوا بها من ينكر ربه واطلبوا منه تفسيرا لها!
كما أدعوكم لنشر هذه المعلومات على أوسع نطاق في المجالس ليقول الناس بملء أفواههم: سبحانك ربنا ما عبدناك حق عبادتك نترككم مع حلقة: (العجيبة المذهلة! طول المادة الوراثية في جسمك) الرابط الخاص بتفاصيل الدراسة عن المادة الوراثية تجدوه هنا https://youtu.be/7UUeSgeVEWM
أيُّها الأحبَّة، ذَكَرْنا أنَّنا سنتناول أمثلةً من هذا الكون المُتقَن.
سنبدأ اليوم بالمادَّة الوراثية في أجسامنا.
الكلامُ الذي ستسمعونه في غايةِ الغَرابةِ، لذا سأوثِّق لكُم المعلوماتِ بأفضلِ ما يمكن.
قال الله تعالى: ﴿وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ جسمك مُكوَّنٌ من خلايا، الخلية هي أصغرُ وِحدةٍ حيّة.
في سُلاميَّة الإصبع الصغيرة هناك مئات الملايين من الخلايا، كلُّ خليَّةٍ من خلايا الجسم يصِلُها الأكسجين والغذاء وتتخلَّص من فضلاتها، وكلٌّ منها عالَمٌ قائمٌ بحدِّ ذاته.
سنتكلَّم اليوم عن نُواتها تحديدًا، جزءٍ صغير داخلَ هذه الخليَّةِ الصغيرةِ. تعالوا ندخل إلى داخل النواة.. هذه النواة تحتوي على المادَّة الوراثية (دي إن إيه) “DNA”، والتي تَحْمِل صفاتك الوراثيَّة على شكل جينات؛ جينٌ مسؤولٌ عن لون العينين، جين مسؤولٌ عن إنتاجِ الأنسولين، وهكذا… هذه المادَّة الوراثية المؤلَّفة من جينات مرتَبةٌ على شكل كروموسومات، وهذا كروموسومٌ واحد، كل واحدٍ فينا نحن البشر لديه(23) زوجًا من الكروموسومات، كلُّ زوجٍ فيه كروموسوم موروثٌ من الأب، وآخر من الأمّ. نواة الخلية الصغيرة، لو أخذنا الـ (23) زوجًا من الكروموسومات فيها وفرَدْنا (الـدي إن ايه) المضغوطَ فيها ووصلناه ببعضه، فإنَّ طوله الكليَّ سيكون حوالي(2) متر لكل نواة، كما في موسوعة “The Physics Factbook” والتي تُقارن طولَ (الـدي إن ايه) في نواةِ الخليّةِ الواحدةِ من عِدَّة مَراجِع. هذا طولُ المادّةِ الوراثيّةِ في نواةٍ واحدةٍ في خليةٍ واحدة! حسنًا، نحن قُلنا: كم خليةً عندنا في الجسمِ؟ حوالي (37.2) ترليون، اطرحْ منها كرياتِ الدّمِ الحمراءِ والصّفيحاتِ الدمويَّة، لأنَّه ليس فيها نواة، يبقى عندنا حوالي (10) ترليون خليَّة فيها نواة، اضرب (2) متر -طول الـدي إن آي في الخليَّة الواحدة- بـ (10) ترليون -عددُ خلايا جسمك-، فالنتيجة ستكون رقمًا مهولًا جدًّا جدًّا.. دعونا من أرقامِ هذا الموقع المضاعَفة، فلنبقَ مع التقديراتِ الأقلّ لطول المادَّة الوراثيِّة، مع الـ (20) مليار كيلومتر، حتى نقرِّب معنى هذا الطول أكثر. تَصوَّر معي الكرةَ الأرضيَّةَ التي نعيشُ عليها، بسهولها، وجبالها، ووديانها، وغاباتها، وبحارها، ومحيطاتها، وصحاراها… هذه الكُرة الأرضيَّة أصغرُ منَ الشمسِ بحوالي مليون مرّة، محيطُ دائرةِ الشمسِ يُقدَّر بـ (4) مليون و(370) ألف كيلومتر، بينما طول (الـدي إن ايه) في جسمكَ(20) مليار كيلومتر، أي (20) ألف مليون كيلومتر، أي يكفي ليلتفَّ حولَ الشمسِ مرّاتٍ كثيرةٍ جدًّا، أكثر من (4500) مرَّة.
والغَرابةُ لا تقفُ عند هذا الحدِّ -إخواني-، بل هذه بدايةُ قصّةٍ تَعقِدُ اللِّسان، الغَرابةُ عندما تَعْلَم أنَّ هذه المادَّة الوراثيَّة ليست مرصوصةً بهذا الشكل وانتهت القِصَّة، بل تتعرَّضُ أجزاءٌ منها على مدار السّاعةِ لعمليَّات قراءة.
مثلًا أنتَ انجرحت، التئامُ جرحكَ يحتاجُ إلى عمليَّاتٍ كثيرةٍ، منها إنتاجُ بروتين الكولاجين الذي سيُرمَّمُّ الجرح، تَذْهبُ جسيماتٌ خاصَّةٌ فتستهدفُ الجيناتِ المسؤولة عن الكولاجين تحديدًا وسطَ هذه الخيوطِ الطويلةِ جدًّا من المادَّة الوراثيَّة، فتَقرأ الجينات، وينتج عن هذه القراءة كولاجين. فالمادَّة الوراثيَّة ليست خيوطًا جامدةً ميِّتةً مرصوصة، بل نشطةٌ متفاعلة.
اسألْ من ينكرُ ربَّه: من أبدعَ جسمكَ بهذا الشكلِ؟! سيجيبك: إنّه اللاشيء!، العدم هو الذي أوجَد جسمك، وجعل ملايين ملايين الخلايا فيه تتمايز، خلايا للعظمِ، وأخرى للَّحمِ، وثالثة للأعصابِ، وخلايا دهون، وخلايا دم، وغيرها… إنَّه اللاشيء، أوجَد الهرمونات اللَّازمة لانقسام الخلايا وهِداية كلٍّ منها إلى مكانه المناسب. اللاشيء هو الذي فعل ذلك.. وفَعَله كلَّه صُدفةً! إنَّه اللاشيء، رصَّ المادَّة الوراثيَّة في خلاياك بهذا الشكل العجيب.. إنَّه اللاشيء، أوجدَ المادَّة الوراثيَّة ولفَّها حول الهستونات، والتفَّت هذه بدورها حول بعضها وتثنَّت والْتَوَت، بشكلٍ مُنظَّمٍ، لتنفكَّ عند الحاجة بشكلٍ منظَّم مُتقَنٍ بديع، واللاشيء فعل ذلك كلَّه صُدفةً! أما نحنُ فنقولُ: ﴿هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾