أديان وفرق ومذاهبالشيعة

الحشاشون أكثر الفرق دموية في التاريخ الإسلامي

هم فرقة منشقة عن طائفة الإسماعيلية، وقد ظهر الإسماعيليون على مسرح التاريخ إثر وفاة الإمام جعفر الصادق في العام 148هـ / 765 م. وقد لُقب الإسماعيلية بالباطنية؛ لدعواهم أن لظواهر القرآن والأخبار بواطنَ تجري في الظواهر مجرى اللب من القشر، وهي عند العقلاء والأذكياء رموز وإشارات إلى حقائق معيَّنة، مخالفين في ذلك كل فكر وكل علم وكل علماء المسلمين الكبار الثقات.

وبعد وفاة الإمام جعفر دار صراع ما بين أولاده ومريديه، وكان الانقسام لعدة جماعات، كان الإسماعيليون إحداها. وقد عملوا على إنشاء تنظيم شيعي رافض لحكم العباسيين؛ لكونهم قد اغتصبوا الحكم من ورثته الشرعيين وهم الأسرة العلوية. وفي العراق وفارس وشرقي الجزيرة العربية واليمن وجدت الدعوة الهادية أنصارًا قد دعوا إلى إمامة المهدي الإسماعيلي، فهو في نظرهم القادر على انتزاع السلطة من العباسيين وإنصاف المظلومين. وقد أسفرت دعواهم عن إقامة الخلافة الفاطمية في مصر والمغرب العربي سنة 297هـ / 909 م.

وجود هذا الكيان وتلك الخلافة في مصر جعلت مصر مركزًا للدولة الشيعية الوليدة، وازدهر في ظلها الفكر الإسماعيلي بخاصة، وفي بغداد قام أبو الحارث أرسلان البساسيري بانقلاب على الخليفة العباسي القائم بأمر الله، وأصبحت الخلافة السنية تابعة للخلافة الفاطمية الشيعية في انقلاب لامعقول، لكن لم يطُل أمد هذا الوضع؛ فقد تدخَّل السلاجقة وتولوا زمام مواجهة الفاطميين، وأعادوا الأمور إلى نصابها، وقضوا على هذا المدِّ الشيعي الفاطمي في العراق وفي الشام.

وبعد وفاة الخليفة الفاطمي المستنصر انقسم الإسماعيليون إلى طائفتين هما النزارية والمستعلية، وسبب ذلك قيام الوزير الأفضل الجمالي بتنصيب الابن الأصغر (المستعلي بالله) متجاوزًا الابن الأكبر الذي له الحق في الولاية (نزار). وقد اعترف إسماعيليو مصر بإمامة المستعلي، أما إسماعيليو إيران فقد اعترفوا بإمامة نزار.

ومن بين الإسماعيليين نشأت طائفة الحشَّاشين على يد الحسن بن الصبَّاح الإسماعيلي الذي قادهم للاستيلاء على قلعة جنوب غرب بحر قزوين، وذلك عام 483هـ /1090 م، شكلت خطرًا وارتكبت مجازر للسلاجقة والعباسيين، فضلًا عن صراعهم الذي استمر لسنوات مقابل كل القوى السنية من الزنكيين والأيوبيين والخوارزميين، وقد طال أذاهم كل مسلم سني في مناطق نفوذهم.

من هو الحسن بن الصبَّاح مؤسس الحشَّاشين:

ولد في إيران عام 430هـ / 1039م، وقال البعض ولد في مدينة قُم معقل الشيعة الإثنى عشرية، واتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة.

عكف ابن الصبَّاح على قراءة كتب الإسماعيلية، وتلقي علوم الإسماعيلية من علمائها، ثم ما لبث ابن الصبَّاح أن أدى يمين الولاء للدولة الفاطمية ودعوتها أمام داعٍ إسماعيلي نائب عن عبدالملك بن عطَّاش كبير الدعاة الإسماعيليين حينئذٍ في غرب إيران والعراق، وذلك في عام 464هـ /1072 م، وقد حدد له ابن عطَّاش مهمة معينة في صلب العمل الدعوي للطائفة، ثم طُلِب منه السفر إلى مصر لكي يسجِّل اسمه في بلاط الخليفة الفاطمي بالقاهرة.

ورحل الحسن بناء على تكليف ابن عطَّاش إلى أصفهان في سنة 467هـ /1075م فأقام بها سنتين يشتغل بالدعوة الإسماعيلية، ثم رحل منها إلى مصر فاستقبله بها داعي الدعاة (أبو داؤود) هو وجمع من النبلاء والأعيان الفاطميين، كما قابله المستنصر وأغدق عليه، وطلب منه أن يدعو الناس إلى إمامته، فسأله الحسن: فمن الإمام من بعدك؟ فأشار إلى ابنه الأكبر نزار. ولهذا فقد دان بالولاء لنزار وليس للمستعلي، ولما كان المصريون قد اعترفوا بإمامة المستعلي فأحس الحسن بالخطر من أعوان المستعلي ودسائسهم، فهرب من مصر بالبحر ورحل من الإسكندرية إلى سواحل الشام ثم منها إلى أصفهان، وقيل إنه أوشك على الغرق عند سواحل الشام، وكان ذلك في ذي الحجة سنة 473هـ /1081م بعد أن قضى ثمانية عشر شهرًا في مصر.

وقد أخذ الحسن على عاتقه الدعوة لنزار وليس للمستعلي وذلك في يزد وكرمان وطبرستان ودامغان وولايات أخرى، غير أنه لم يجرؤ على دخول الري؛ لخشيته من الوزير نظام الملك الطوسي الذي صرح بأنه لو دخلها فسيقبض على الفور عليه.

ظل الصبَّاح في مهمته الدعوية داخل إيران مدة تسع سنوات، وكان دائم التنقل هربًا من الوزير نظام الملك الطوسي مبتعدًا عن المدن ما أمكن يأتي إليه الناس، باحثًا عن مكان آمن لا تطاله أيدي أتباع الحاكم السلجوقي، فهو يدعو الناس للاعتراف بولاية نزار، فترحل من إقليم الديلم ومازندار، واستقر حينًا في منطقة دامغان، حتى وجد بغيته في قلعة الموت المنيعة وكانت حصنًا قديمًا فوق صخرة عالية بارتفاع ستة آلاف متر أو يزيد في منطقة جبلية وعرة.

يقال إن من بناها هو أحد ملوك الديلم القدماء وأسماها (ألوه أموت) ومعناها عش النسر، ثم جددها أحد حكَّام المنطقة المحليين وكان علويًّا سنة 246هـ /860 م، وبقيت في أيدي عقبهِ حتى استيلاء الإسماعيلية عليها بقيادة ابن الصبَّاح في 7 رجب سنة 483هـ /1090 م.

روى ابن الأثير قائلًا: إن الحسن الصبَّاح كان يطوف على الأقوام يُضلُّهم فلما رأى قلعة ألَموت واختبر أهل تلك النواحي، أقام عندهم، وطمع في إغوائهم، ودعاهم في السر، وأظهر الزهد، ولبس المسح؛ فتبعه أكثرهم، والعلوي صاحب القلعة حسن الظن فيه، يجلس إليه يتبرَّك به، فلما أحكمَ الحسنُ أمره دخل يومًا على العلويِّ بالقلعة فقال له ابن الصبَّاح‏: اخرج من هذه القلعة فتبسَّم العلوي وظنه يمزح، فأمر ابن الصبَّاح بعض أصحابه بإخراج العلوي فأخرجوه إلى دامغان وأعطاه ماله وملَك القلعة.

وقيل: إنهم سموا بالحشَّاشين؛ لأنهم كانوا يختفون وسط الحشائش لاغتيال معارضيهم، وقيل: لشربهم “الحشيش” قُبيل عمليات الاغتيال حتى لا يتراجعوا عنها.

ظل الحسن الصبَّاح في هذه القلعة مدة 35 عامًا حتى وفاته، كان يقضي أوقاته في القراءة والمطالعة، والتخطيط لنشر المذهب الباطني الإسماعيلي النزاري، ومراسلة الدعاة وتجهيز الخطط، وكان همُّه الأول والدائم كسب الأنصار والمؤيدين الجدد، والسيطرة على القلاع والبقاع الجديدة التي تسهم بدورها في توسيع النفوذ الباطني في تلك النواحي. فكان يرسل مليشياته للسيطرة على القلاع المحيطة تارة بالخداع والحيلة، وتارة بالأساليب الدموية والمجازر، وقد تمكن الحسن الصبَّاح من الاستيلاء على قلعة لمبسر عن طريق هجمات مليشياته عليها ما بين عامي 489هـ – 495هـ /1096- 1102م بقيادة عامله (كيا بزرجميد) وقد دام حكمه لها عشرين عامًا، وقد كانت هي الأخرى قلعة حصينة قائمة على صخرة مدورة تطل على منطقة شاه رود بوسط إيران، ومن خلالها تمكَّن من الاستيلاء على كافة منطقة رودبار في شمال إيران.

وفي سنة 484هـ /1091م بعث ابن الصباح دعاته وميلشياته إلى منطقة قوهستان الجبلية القريبة من قلعة ألموت، واستطاع جعلهم تابعين للإسماعيليين النزاريين ومعارضين لحكم السلاجقة. وعلى القرب من قوهستان كانت منطقة أبهر التي ضجَّت من هجمات الإسماعيليين أنصار ابن الصبَّاح، فاشتكوا واستغاثوا بالسلطان السلجوقي بركيارق بن ملكشاه، فأرسل لهم فرقة كاملة من الجنود حاصروا القلعة ثمانية أشهر، حتى تمكَّن السلاجقة من الاستيلاء على القلعة وقتل كل من فيها من الإسماعيلية.

وقد اعتبر المؤرخون أن طائفة الحشَّاشين هم بلا منازع أكثر الفرق الضالَّة دموية ووحشية، حتى لقد قيل: إنهم كانوا يمارسون المجازر والقتل دون وعي بفعل ما يتعاطونه من حشيش، وكان جميع خصومهم من السلاجقة وحتي الصليبيين يخشونهم؛ لأنهم لا يتورعون عن فعل شيء، وكانت لهم مهارة تفوق كل معقول في الإجهاز على خصومهم وقتلهم، وقد أورد ابن الأثير رسالةً لأحد مبعوثي الإمبراطور الألماني فريدريك بربروسا سنة 570هـ /1175م قال: (لهم سيد يلقي أشد الرعب في قلوب كل الأمراء العرب القريبين والبعيدين على السواء، وكذلك يخشاه كل الحكام المسيحيين المجاورين لهم؛ لأن من عادته أن يقتلهم بطريقة تدعو للدهشة).

وكان لا بد للسلطان السلجوقي من التدخُّل لما يشكله هؤلاء من خطر في منطقة هي في قلب نفوذهم، فأرسل السلطان ملكشاه عام 485هـ / 1092 م حملتين الأولى على قلعة ألموت والثانية على قلعة قوهستان، لكنهم فشلوا في السيطرة عليهما بسبب مهارة الفرق العسكرية الإسماعيلية المدرَّبة، ومساعدة الأهالي لهم في رودبار وقزوين واضطر السلاجقة إلى الانسحاب، خاصة بعد وفاة السلطان ملكشاه في شوال من العام ذاته.

وبعد عدة أسابيع من وفاة السلطان ملكشاه تمكَّن الحسن الصبَّاح من الوصول لخصمه اللدود الوزير نظام الملك، وتمكن من اغتياله انتقامًا لما سبق من استيلائهم على قلعة ألموت، ثم تلي ذلك بسلسلة من الاغتيالات التي طالت ملوك وأمراء وقادة جيوش ورجال دين، واستمرت عمليات اغتيالهم تلك حتى احتل هولاكو قلعة ألموت وقضى على شوكتهم في الشرق بأكمله، التي استمرت كما ذكرنا حوالي قرنين من الزمان.

وقد توفي ابن الصبَّاح عام 518هـ /1124م في قلعة ألَموت، واختلفت المصادر عن مصير ذريته؛ فبعض المصادر تذكر أنه قتل أولاده في حياته، وقد خلفه بزرك أميد أو برزجميد في زعامة الطائفة.

ورغم وفاة ابن الصبَّاح فقد استمرت الصراعات المسلَّحة بين الإسماعيلية الباطنية والسلاجقة، وتمكَّن الحشَّاشون من الاستيلاء على قلاع جديدة؛ لكن السلاجقة استطاعوا احتواء خطرهم سنة 500هـ / 1107م عندما استولى السلطان محمد السلجوقي على قلعة شاه دُز بالقرب من أصفهان، وقتل عددًا كبيرًا منهم من ضمنهم ابن عطاش كبير دعاتهم في إيران وولده، لكن بقي خطرهم قائمًا بوجود قلعة ألموت الحصينة.

علاقة الحشَّاشين بالمغول والصليبيين:

عندما اجتاح المغول إيران عام 616 هـ / 1219 م معقل الإسماعيلية النزارية، لم يتعرض الحشَّاشون لأي أذى، فقد استطاعوا أن يوثِّقوا صلاتهم بالمغول في بادئ الأمر بل ورد في بعض المصادر أن الإسماعيلية هم الذين دعوا جنكيزخان إلى القضاء على جلال الدين خوارزم شاه سلطان الدولة الخوارزمية التي ورثت دولة السلاجقة في تلك المنطقة، ولكن عندما رأوا مطامع المغول وأحلامهم في التوسُّع شعروا بالرهبة، بل ويقال إنهم استعدوا عليهم الصليبيين وطالبوهم بالعون، لكن دون جدوى.

نهاية الحشَّاشين في إيران:

وقد ذكر ابن الأثير روايات تؤكد أن عموم المسلمين الذين كانوا يخضعون في مناطق قزوين والري وأصفهان وغيرها لحكم الباطنية الحشاشية، أرسلوا يطلبون النجدة من المغول للقضاء على هؤلاء الذين أذاقوهم الويلات، ولقد وقف المغول على حقيقة العلاقات بين الإسماعيلية وعموم الناس في تلك المناطق، لكن المغول في بداية الأمر لم يهتموا لأمرهم، حتى عندما حاول ركن الدين خُورشاه آخر زعماء الإسماعيلية في إيران تجنب الغزو المغولي الثاني الذي قضى على الخلافة العباسية سنة 656هـ /1258 م. فقام بالاعتصام في قلعة ميمون الحصينة؛ لكن هُولاكو أرسل إليه يطلب منه القدوم والخضوع، وهدده بالانتقام والقتل إن رفض هذا الأمر، ولم يجد خورشاه أمام القوة المغولية إلا الإذعان والانقياد وذلك في شوال سنة 654هـ /1256 م، ثم لم تلبث أن استسلمت قلعة ألموت في ذي القعدة من نفس العام بعد قتال قصير لم يطُل من حاميتها.

وبعد أن ضمن هولاكو حياة خورشاه بعد استسلامه، قام خورشاه بمحاولة التقرب بعدها من المغول وذلك بالتوجه إلى مونكوخان زعيم المغول في قراقورم عاصمة المغول، لكن الزعيم المغولي رفض لقاءه، وفي أثناء عودته بعد إخضاع كافة بلاد الحشَّاشين للمغول صدر الأمر بقتله مع جميع رفاقه.

ثم صدرت الأوامر من هولاكو شخصيًّا بالتخلُّص نهائيًّا من جميع الحشَّاشين، فقتلت أعداد كبيرة من أقارب خورشاه؛ وهكذا تم القضاء على الإسماعيلية النزارية بضربة نهائية قوية بعد وجود في إيران دام ما يقارب القرن والنصف من الزمان.

وجود الحشاشين والإسماعيلية الباطنية في الشام:

كان أول ظهورهم للحشَّاشين في الشام سنة 498هـ / 1105م عندما أرسل الحسن الصبَّاح داعيته لنشر المذهب، ولإفساد علاقة الأخوين (دقَّاق حاكم دمشق ورضوان حاكم حلب ابني تُتش بن ألب أرسلان السلجوقي)، فتحالف الداعية الإسماعيلي مع رضوان واستماله إلى المذهب الإسماعيلي، وأقام دارًا للدعوة الإسماعيلية في حلب، ولكن موت رضوان جعل خلفه ألب أرسلان الأخرس ينقلب على الإسماعيلية في الشام؛ بل تمكَّن من قتل رئيسهم أبي طاهر الصائغ، ولم يجد البقية إلا الهرب والنجاة. كما أن بروز داعيتهم بهرام في دمشق قوبل بغضب من أهل دمشق، فطردوه هو وأتباعه، فكان أن استولي بهرام وأتباعه على قلعة بانياس غربي دمشق؛ وذلك بدعم من الأتابك طغتكين في بدء الأمر لكنه انقلب عليهم عندما أدرك خطرهم، وقد تآمر معهم في عهد خلفه (ابنه تاج الملوك بوري) الوزير المزدقاني الموالي للباطنية في حماية رفاقه، حتى إنه عرض على الصليبيين تسليمهم دمشق غيلة مقابل إعطائه هو والباطنيين مدينة صُور بديلًا عنها، وكادوا أن يفلحوا في ذلك لولا انكشاف أمر خيانتهم تلك للأمير تاج الملوك بوري، فأصدر قرارًا بمطاردة الباطنية في كل البلاد. فقام عُمَّاله بقتل ستة آلاف باطني، وعند ذلك استنجد داعيتهم إسماعيل العجمي بالصليبيين الذين كانوا يتمركزون في الساحل الشامي، طالبًا منهم الحماية واللجوء مقابل تسليمهم قلعة بانياس، وقد كانت هذه الأحداث بمثابة كلمة النهاية للوجود الباطني في الشام.

(الأغاخانية) الموجودة حاليًّا هي آخر فرق طائفة الإسماعيلية النزارية الضالة:

الإسماعيلية تنسب إلى إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق، تدعي خلاف ما يقول علماء الدين بأن للشريعة ظاهرًا وباطنًا، وهم الأعلم بهذا الباطن دون غيرهم، وبناءً على زعمهم هذا فقد أنكروا كثيرًا مما هو معلوم من الدين بالضرورة. وجنحوا إلى الغلوِّ الشديد، وهذا ما أنكره عليهم حتى الشيعة الاثنى عشرية أنفسهم وجعلهم يكفرون الإسماعيلية.

والأغاخانية تنسب إلى حسن علي شاه إمام الإسماعيلية في إيران والملقب بالأغاخان الأول، والذي كان قد هرب من المغول إلى الهند، وكان الإنجليز يحتلونها، فاعترف الإنجليز به إمامًا للطائفة الإسماعيليه، وخلعوا عليه لقب (أغاخان) إمامًا للطائفة الإسماعيلية النزارية. وتولي من بعده أغا علي شاه، ثم نجله محمد الحسيني وقد كان غارقًا في الفسق والمجون، مقيمًا في أوروبا بصفة دائمة، وكان يناصر المحتل الإنجليزي على الشعب الهندي، ثم جاء من بعده كريم خان حفيده.

ومن عقائد تلك الفرقة الضالَّة نذكر:

  •  قولهم بتناسخ الأرواح.
  •  قولهم بإمكانية رجعة من مات من الأئمة طمعًا في عودة الأمر لآل البيت.
  •  عندهم إمام ظاهر معصوم وإمام مستور، فالأئمة الظاهرون هم من يدعون الناس لإمامتهم وآخرهم إسماعيل بن جعفر الصادق وهو من ينتسبون إليه، وأول المستورين هو ابنه المكتوم.
  •  يقولون: إن الأئمة بشر يأكلون وينامون ويموتون، ولكنهم في تأويلاتهم الباطنية يقولون: إن الإمام هو “وجه الله” و” يد الله ” و”جنب الله”، بل يدعون أن الله قد حل فيه، وهو الذي يحاسب الناس يوم القيامة، ويقسمهم بين الجنة والنار، وأنه هو “الصراط المستقيم” و”الذكر الحكيم” و”القرآن الكريم”.
  •  يرون أن محمد بن إسماعيل حي لم يمت، وأنه القائم المهدي، والذي يبعث برسالة وشريعة جديدة ينسخ بها شريعة محمد صلى الله عليه وسلم.
  •  يتبرؤون من إمامة الشيخين: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وينعتونهما بأقبح الصفات.
  •  ينكرون كل معلوم من صفات الحق سبحانه التي وصف بها نفسه في القرآن الكريم.
  •  يبيحون المحرمات والمحارم، مثل: شرب الخمر، والبنات والأخوات وجميع الملذَّات.
  •  يقولون بقدم العالم، وأن له مدبرين: الأول: الله، والثاني: النفس.
  •  يقولون إن أنبياء ورسل الله هم إلى العامة فقط، أما الخاصة فأنبياؤهم الفلاسفة، فالشعائر الدينية للعامة، وأما الخاصة فلا يلزمهم العمل بها.
  •  لا يعتقدون في وجوب شيء من أركان الإسلام: الصلاة والزكاة والصوم والحج.

ينتشر الإسماعيلية الأغاخانية الآن في الهند ودار السلام والكنغو وبلجيكا وباكستان ونيروبي وزنجبار ومدغشقر وبعض أقاليم سوريا، ومركزهم الرئيسي مدينة كراتشي في باكستان.

المصدر
شبكة الألوكة
زر الذهاب إلى الأعلى