التضليل الإعلاميمقالات أخرى

التفكير والتضليل

ما الفرق بين جميع الأوقات؟ هل هناك فَرق؟ البعض سيَضحك من سؤال بسيط كهذا، والبعض يُجيب، والبعض يقرأ ويُكمِل؛ لِيرى وينظُر ويتعلم ما سبب طرح السؤال.

24 ساعة تمضي دُون أن تشعُر بقِيمة كُل ساعة، كل ساعة مرَّت ولم يشعر الإنسان بتغيره، البعض وهب لكل ساعة قيمة، ولكل يوم مكانه، وكل أسبوع زمانه، وكل شهر وسنَة تعلم ما الاستفهامات التي مرَّت به ووجد جواب لكل استفهام.

لقد أكرم الله – عز وجل – الإنسان عن سائر المخلوقات الحية، بمِيزة العقل، فبواسطته يستطيع أن يميِّز الصحَّ والخطأ.

إذًا ما سبَبُ تَعثُّر الإنسان في حياته الدنيوية؟ لماذا لا يَستطيع أن يرى طريقه؟ هل ضلَّ طريقَه بإرادته؟ أم هناك من ضلل طريقَه، فسار معه وهو مُدرِك أن الطريق مُعتم، ولكنهُ مُجبَر أن يسلك الطريق؟ أم أنه لا يعلم ما الطريق الصالح والطريق غير السوي؟

التفكير والتضليل جزء من حياة الإنسان:

البعض يُفكِّر بتفكيره، يجد ضالته، فأنار تفكيره وتفكير من حوله، وأصبح يسير دون وجَل؛ لأن طريقه أصبح واضحًا مُنيرًا، فأصبحت دنياه مُبهِجة دون أي استفهام ليُفكر ويُتعب تفكيره.

وهناك من فكر ورأى أن هناك الطريق الذي سيُنير حياته، وحياة غيره، ولكن لا يستطيع أن يذهب إليه، فالطريق مسدود، والوصول إليه صعب وشائك، فيبحث عن طريق آخر قد يجد ما يريده ويُريح تفكيره، وقد يَمكُث دون بحث؛ لأنه تعبَ، ولا يريد إجهاد ذاته وإجهاد غيره؛ ففضَّل البقاء بمكانه.

وآخَرون يجدون طريقهم وقد أنير بوجود من يُنير طريقهم بكل الأوقات، فأصبح بمَكانة مرموقة؛ لأنه وصَل وقد اتَّضح طريقه، فأمسك بأول خيط سيكون انطلاقاته وانطِلاق غيره.

هناك ثلاث فئات: فئة قد تجد مكانتها، وفئة لا تجد، وآخرون يبحثون عن مكانتهم.

عند بزوغ الفجر وغروب الشمس، ولنهاية كل وقت وليله المُظلم، قد لا يراه البعض وقد يراه، لمن أراد.

هناك من يستيقظ بانتظار بزوغ فجر جديد لينير ويشرِق كشروق شمسها، وهناك مَن لا يُميز بين الأوقات، فجميع أوقاته مثل أي وقت يراه لا فَرق بينهما، وآخَرون لا يستطيعون أن يستيقظوا؛ لأنهم لم ولن يشاهدوا أي فرق بين التوقيت، فحياتهم عتمة، لم يشعروا بجَمالها وفرق توقيتها.

العقل زينة الحياة، البعض يَهَبُ عقله لغَيره؛ كي لا يُتعِب ذاته؛ لأنه تعود على أن يكون نائمًا طوال وقته، والبعض يهَب عقله لذاته ولا يرى إلا نفسه وذاته، ينظر للجميع نظرة استِصغار؛ لأنه يراهم في نظره لا شيء.

فالأول والثاني مثل بعضهم، لا يَبحثون عن الحقيقة، لا يُريدون النور، لا يريدون إضاءة نور الشمس؛ كي لا يُجهدوا تفكيرهم ويجهدوا تفكير غيرهم بنظرهم.

عِندما يشع النور سيتَّضِح كل شيء لم يره بوقت آخَر، سيتعب البعض كثيرًا؛ لأن النور يُنير كل شائب بوضوح، فتَكثُر الطلبات وقد لا تَنتهي.

هل تستطيع تحديد بُعد نَظرك للحياة؟ انظر وتأمل أين أنت وأين الآخَرون، حدِّد هُويتك وهوية من حولك، إذا كُنت أفضل منهم – من جميع النواحي – فانظر ما ينقصك وحاول أن تُكمله، وإذا كنت أقل منهم، فابحث عن ذاتك، وما الشيء الذي ينقصك وينقص غيرك.

لا تقف مكتوف اليدَين محجوب التفكير، فإنارة الطريق وتصحيح التفكير بداية وانطلاق، أما التضليل ومحاولة إغلاق التفكير، فهي نهاية الطريق، وسيَنعكس لكل من ضل تحت عتمة التفكير.

المصدر
شبكة الألوكة
زر الذهاب إلى الأعلى