أسباب النزول أكبر كذبة!
(41) زعم البحيري: أنَّ أسباب النزول أكبر كذبة1، وأنَّ القُرآنَّ بها أو من غيرها كان سينزل.
– الرَّدّ: وهذا قولٌ باطلٌ يدُلُّ على جَهْلِ صَاحِبِهِ، ولن نرُدّ، وإنَّما سنُوجِّه أسئلةً إلى عدوّ الإسلام البحيري، ونُريد منه أن يرُدّ علينا إن استطاع، والأسئلة هي:
1- الله – عز وجل – يقول: {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم: 1 – 4]، فهل تستطيع بعقلك، بعيدًا عن سبب نُزُول هذه الآيات، أن تشرحها لنا وتُفسِّرها؟!
2- الله – عز وجل – يقول: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة: 1]، فهل تستطيع أيضًا بعقلك، بعيدًا عن سبب نُزُول هذه الآيات، أن تشرحها لنا وتُفسِّرها؟!
3- لو لم تحدث حادثة الإفك2، فكيف كانت هذه الآيات ستنزل {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 11]؟!
4- إذا لم يدخل النَّبيّ ﷺ وصاحبه أبو بكر الصديق ؓ الغارَ؛ كيف كانت هذه الآيات ستنزل {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40]؟!
….، وغير ذلك الكثير، واللهُ وليّ التَّوفيق.
([1]) المقصود بها: تلك الأسباب التي من أجلها نزلت بعض الآيات في كتاب الله – عز وجل -.
([2]) هي تلك الحادثة التي اتَّهَمَ فيها رأسُ النفاق «عبدُ الله بن أبي بن سلول» أمَ المؤمنين «عائشة» بالفاحشة – وحاشاها ورضي الله عنها -، فنزلت هذه الآيات لتبرأتها.