أدعياء التنويرالشبهات والردودالمقالاتشبهات حول القرآنشبهات عقائديةشبهات وردود

لا يوجد مُفسِّر قال في آية [الممتحنة: 8] أنَّ المقصود هُم الكُفَّار والمُشركين!

(37) زعم البحيري: أنَّه لا يوجد مُفسِّر قال في آية المُمتحنة أنَّ المقصود هُم الكُفَّار والمُشركين، قال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ} الآية [الممتحنة: 8].

– الرَّدّ: هذا محضُ كذبٍ وافتراءٍ مِن البحيري، بل هُناك كثير من المُفسِّرين إن لم يكونوا أكثرهم قالوا بذلك، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر:

الإمامُ «ابنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ» – رحمه الله – كما أوردنا قوله في نهاية الرَّد السَّابق.

وقال «ابن كثير» – رحمه الله –1: وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {لَا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ} [أي يعاونوا على إخراجكم، أي لا ينهاكم عن الإحسانإلى الكَفَرَة الذين لا يُقاتلونكم في الدِّين، كالنِّساء والضَّعَفَة منهم…] اهـ

وقال «الفخر الرَّازي» – رحمه الله –2: «وقال أهل التأويل: هذه الآية تدُلّ على جواز البرّ بين المُشركين والمُسلمين». اهـ

وها هو الإمام الكبير «البُخاريّ» يُبوِّب في «صحيحه»3 بابًا تحت عنوان «باب صلة الوالد المشرك» وأورد تحته: [عن أسماء بنت أبى بكر – رضي الله عنه – قَالَتْ: «أَتَتْنِي أُمِّي رَاغِبَةً فِي عَهْدِ النَّبِيِّ ﷺ فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ ﷺ أفأصلها؟»، قَالَ: «نَعَمْ». قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: «فَأَنْزَلَ اللَّهُ – تعالى – فِيهَا {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ َ}».]


([1]) انظر: «تفسير القُرآن العظيم = ابن كثير» (8/118)، ط/ دار الكتب العلمية – بيروت.

([2]) انظر: «التَّفسير الكبير = الفخر الرازي» (29/521)، ط/ دار إحياء التراث العربي – بيروت.

([3]) صحيح: «صحيح البخاري = البخاري» (8/4) رقم (5978)، ط/ دار طوق النجاة.

زر الذهاب إلى الأعلى